المنشورات

شَعرٌ، كَساهُ الدّهرُ صِبغَةَ حاذِقِ

شَعرٌ، كَساهُ الدّهرُ صِبغَةَ حاذِقِ،
لوناً، أقامَ بحالِهِ لم يَنصُلِ

شَبَحي، وإنْ نِلتُ الثّرَيّا، للثّرى
طُعْمٌ، وعُنصُرُ خَيرِنا كالعُنصُل

والنّاسُ كلُّهُمُ بَغَى ما فاتَهُ،
وغَدا يُحاوِلُ مَطلَباً لم يَحصُل

مُتَنَصِّلٌ من غيرِ ذَنبٍ فيهِمُ،
وأخو ذُنوبٍ ليسَ بالمُتَنَصِّل

لو خُيّروا بَينَ الحَياةِ وغيرِها،
ما كانتِ الدّنيا اختيارَ مُحَصِّل

وأرى الفَتى بلَغَ المَكارِمَ والعُلا
بالحَظّ، لا بسِنانِهِ والمُنصُل

جِسمٌ يذُمُّ النّفسَ، وهيَ تَذمُّهُ،
في مُجمَلٍ، من أمرِها، ومُفَصَّل

يَتَقاطَعونَ، وفي القَطيعةِ راحةٌ،
من بؤسِ عيشٍ، بالأذاةِ، مُوَصَّل

تَلقى النّفوسُ حُتوفَها من مُظلِمٍ،
أو مُصبحٍ، أو مُظهِرٍ، أو مؤصِل

فكأنّ رُوحَكَ لم يَحُلّ بشَخصِهِ،
والرّاح ما دَبّتْ لهُ في مَفْصِل











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید