المنشورات

وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه

وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه،
وكأنّهُ، في صَمتِهِ، يَتَكَلّمُ

لو حاوَرَتكَ الضّأنُ قال حَصيفُها:
الذّئبُ يظلِمُ، وابنُ آدمَ أظلَم

أطرَدتَ عنّا فارِساً ذا رُجلَةٍ،
ساقتْهُ حاجتُهُ وليْلٌ مُظلِم

ويَزيدُهُ عُذْراً، لدينا، أنّهُ
سدرَانُ، ليسَ بعالِمٍ ما تَعلَم

تهوَى سلامَتَنا وترعَى سَرْحَنا
وحرَابُ ضارٍ من حرابِكَ أسلَم

أظفارُكَ اسْتَعلتْ إلى أظفارِهِ
بأساً، وتلكَ وقَتْ وهذي تُقْلَم

لو كان غُصناً، في المَنابتِ، ناضراً،
لألَمّ يذبُلُ يذبُلٌ ويَلملَم

صَبراً على دُنياكَ يَنقضِ حِينُها،
فكأنّها حُلمٌ بنَومٍ يُحْلَم

ولرُبّما قضَتِ الأناةُ مآرِباً
من نازِحٍ، ولكلّ عالٍ سُلّم

والنّاسُ شتّى من حُلومٍ: مُظهراً
جَهلاً يَعُرُّ، وجاهلٌ يَتَحَلّم

فارَقتَ فاستَعْلَتْ همومُك والمدى
يأسو، بطولِ مرورِهِ، ما يُكلَم

وإذا يَدٌ قُطِعَتْ، فإنّ عشيرَها،
لو حُرِّقَتْ بالنّارِ، لا يتَألّم












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید