المنشورات

ربُّ دِرَفْسٍ، خلفَهُ ذائبٌ

ربُّ دِرَفْسٍ، خلفَهُ ذائبٌ،
أروَحُ من ربّ الدِّرفس العَلَمْ

لَيسَ الفتى من رأسِهِ مُبدِلاً
رأساً، كما يَفعَلُ باري القَلَم

وهذهِ الدّنيا، على أنّها
محبوبَةٌ، لم تُخْلِنا من ألَم

يُلامُ ذُو اليسرِ، وأيُّ امرىءٍ،
أدرَكَ منها طرفاً، لم يُلَم؟

قد يوجَدُ الكَهلُ حليفَ النُّهَى
كأنّهُ من جَهلِهِ ما احتَلَم

كان تَقيّاً، قبلَ إمكانِهِ،
حتى إذا مُكّنَ منها ظَلَم

يحسِبُ أنّ الصّبحَ بادٍ لهُ،
وهو، نهاراً، خابطٌ في الظُّلَم

ومن بديعِ الجَورِ، ما بَينَنا،
حَرْبُكَ من ألقى إليك السّلَم

إنّ إناءَ الخَيرِ من عَسجَدٍ،
لوخرّ هضبٌ، فوقَهُ، ما انثَلَم

إن زَجَرَ اللَّهُ حَديداً نَبا،
أو أمَرَ اللَّهُ حريراً كلَم

أروَحُ من عيشٍ، جنى لي أذًى،
موتٌ أتاني راحةً، واصطلَم

طَيفُ حِمامٍ زارَني في الكَرى؛
فمَرْحَباً بالطّيفِ لمّا ألَمّ

أيُنكِر التّقليدَ مُستَبصِرٌ،
قَبّلَ رُكنَ البَيتِ، ثمّ استلم؟

والجَذَعُ الأزلمُ لم يُبقِ ذا
رمحٍ، من النّاس، ولا ذا زلَم











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید