المنشورات

روحٌ تعدّنَ، قضّي اليَومَ وانتظري

روحٌ تعدّنَ، قضّي اليَومَ وانتظري
غَداً، لعَلّيَ فيهِ أُدرِكُ العَدَنا

وديدنُ الجَدّ مملوكٌ، تُنافرُهُ
كلُّ النّفوسِ، وتَهوَى اللّهوَ والدَّدنا

فدًى لنَفسِك نَفسي، آوني جَدَثاً
منَ الخَفيّاتِ، لا قَصراً ولا فَدَنا

وابدأ بُبدْنِكَ، فاهضُمْ منهُ طائفَةً،
من قبلِ سَوِقكَ، في أصحابك، البَدنا

فإنّ جَنّةَ عَدْنٍ لا يُجادُ بها
إلاّ لصاحب دينٍ، في أذًى عُدِنا

لَيثٌ كفادِر فِزرٍ، لبسُهُ شَعَرٌ،
وكالرُّدينيّ آلى يَلبَسُ الرَّدَنا

والعيشُ، يُلقى بصَخرٍ من يُمارِسُهُ،
ولنْ يَدومَ على حالٍ، إذا لَدُنا

تَحَسّمَتْ منهُ أيّامٌ مُنَغِّصَةٌ،
من بعدِ ما ودّ في ودّانَ، أو ودَنا

والغَيُّ ثَوبٌ، إذا لم يَستَلِبْ رجلاً،
بالرّغمِ، لمْ تَحسُرِ التّقوى له رَدَنا

كالدُّرّ يُمنَعُ منهُ الطّفلُ، مقتَسراً،
ولم يُجانِبْهُ منْ زهدٍ، وقد شدَنا

أمّا الشّرور، فلنْ تُلفى بمُقفِرَةٍ،
إلاّ قَليلاً، ولكنْ تألَفُ المُدُنا

إنّي لعَمرُكَ، ما أرجو، لعالَمِنا،
هدًى يُثبِّتُ، في أفنائنا، الهُدَنا

والحَظُّ أغلَبُ، كم بَيتٍ لمكرُمَةٍ،
سدًى، يظلُّ، وبيتٌ للخَنى سُدِنا












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید