المنشورات

الدّهرُ لوْنانِ أعْيى ثالثٌ لهما

الدّهرُ لوْنانِ أعْيى ثالثٌ لهما،
وكم أتاكَ بأشباهٍ وألوانِ

لا أشرَبُ الرّاحَ، أشري طيبَ نَشوَتِها
بالعَقلِ أفضَلِ أنصاري وأعواني

لو كانَ يَعرِفُ دُنياهُ مُصاحِبُها،
أرادَها لعَدوٍّ دونَ إخوان

وإنْ كفَتني عَذابَ اللَّهِ آخِرَةٌ،
فَما أُحاوِلُ منها فَوْزَ رُضوان

والرّزْقُ يُقسَمُ، ما فَتكي بمُنتقِصي
حَظّاً، ولا النُّسكُ في المكروهِ أهواني

سِيحانُ للرّومِ عَذبٌ، ليسَ مورِدُه
مِلحاً كزَمزَمَ، أو عَينٍ لسُلوان

والإنسُ مثلُ نِظامِ الشِّعر، كم رجلٍ
بالجيشِ يُفدى، وكم بَيتٍ بديوان

وأقصرُ الوقتِ كونٌ ثمّ يَنظِمُهُ
حُكمُ القَديمِ، فيُفنيهِ بأكوان

إن جاءَني الخطبُ يَجنيه، بلا سَبَبٍ،
كَيوانُ، فاللَّهَ أرجو، ربَّ كَيوان











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید