المنشورات

ساءَ بَريّاً، من البرايا

ساءَ بَريّاً، من البرايا،
منْ لبسَ الدينَ سابريّا

إن كَسَرتَني يَد المَنايا،
فَما الأطبّاءُ جابريّا

أمَرْتَ بالغَدْرِ أُمَّ دَفْرٍ،
ولمْ أُطِعْ فيكَ آمريا

عَبْرتُ، في عيشةٍ، مَضيقاً،
فليوسِعِ الحفرَ قابريّا

مَفازةٌ ما الضِّبابُ فيها،
ولا عَقيلٌ بخافِريّا

ما أحوَجَتني إلى وُرودٍ،
لمّا سقَتْني الخُمارَ رِيّا

قد خبرَ اللَّهُ من ضميري،
ما لم يكنْ عندَ خابرِيّا

ولم يُطِلْ سامري حَديثي،
بل عشتُ في الدّهرِ سامريّا

لوْ عَلِمَ العاذِلونَ سِرّي،
لأصبَحَ القَومُ عاذرِيّا

يا أُمّتي اتّقوا شروراً
منّي، وبيتوا مُحاذِريّا

قامرَةٌ كُلَّنا اللّيالي،
فَما أُبالي بقامريّا

وارتَنيَ الأرضَ، فاهجروني،
لا يَرْهَبِ العَتْبَ هاجريّا

هل كَرِهَ القُرْبَ من عظامي،
أعظُمُ قومٍ مُجاوِرِيّا

ما بهَشوا بالسّلامِ نَحوي،
ولا أُراهُمْ مُحاوِرِيّا

غَنِيتُ عن زائرٍ مُلِمٍّ،
فليشَغَلِ الخَيرُ زائريّا

أزَيّلَ المُلكَ آلُ كِسَرى،
وصارَ بالشّامِ عامريّا؟












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید