المنشورات
من يضمن المعروف .. ؟
وأنشدت في رثاء صخر أخيها:
البحر: طويل
(أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ ** بدمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ ولا نَزْرِ)
(وتَسْتَفرِغانِ الدّمْعَ أوْ تَذْرِيانِهِ ** على ذي النّدى والجود والسيّد الغمرِ)
(فَما لَكُما عن ذي يَمينينِ فابْكِيا ** عليهِ معَ الباكي المسلَّبِ منْ صبرِ)
(كأنْ لم يقلْ أهلًا لطالبِ حاجَةٍ ** وَكانَ بليجَ الوجهِ منشرحَ الصَّدرِ)
(ولم يَغْدُ في خَيْلٍ مجَنَّبَةِ القَنَا ** ليُرْوِيَ أطْرَافَ الرّدَيْنِيّةِ السُّمْرِ)
(فشأنُ المنايَا اذْ اصابكَ ريبها ** لتَغدو على الفتيانِ بعدَكَ أوْ تَسري)
(فمنْ يضمنُ المعروفَ في صلبِ مالهِ ** ضَمانَكَ أو يَقري الضّيوفَ كما تقري)
(ومبثوثة مثل الجراد وزعتها ** لها زجل يملا القلوب من الذعر)
(صبحتهم بالخيل تردي كأنها ** جَرادٌ زَفَتْهُ ريحُ نجدٍ إلى البَحرِ)
(وكائنْ قرنتَ الحقَّ منْ ثوبِ صفوةٍ ** ومنْ سابحٍ طرفٍ ومنْ كاعبٍ بكرِ)
(وقائلةٍ والنَّعشُ قدْ فاتَ خطَوها ** لتُدْرِكَهُ: يا لهفَ نَفسي على صَخرِ)
(ألا ثَكَلَتْ أمّ الّذينَ مَشَوْا بِهِ ** إلى القَبرِ ماذا يحمِلونَ إلى القَبرِ)
(وماذا يُواري القَبرُ تحتَ تُرابِهِ ** منَ الخيرِ يا بؤسَ الحوادثِ وَالدَّهرِ)
(ومِ الحزْمِ في العَزّاءِ والجودِ والنّدَى ** غَداةَ يُرَى حِلْفَ اليسارَةِ والعُسرِ)
(لقد كانَ في كُلّ الأمور مُهَذَّبًا ** جليلَ الايادي لا ينهنهُ بالزَّجرِ)
(وانْ تلقهُ في الشَّربِ لا تلقى فاحشًا ** ولا ناكثًا عَقدَ السّرائِرِ والصّبرِ)
(فلا يُبْعِدَنْ قَبرٌ تَضَمّنَ شخصَهُ ** وجادَ عليْهِ كلُّ واكِفَةِ القطر)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الخنساء
المؤلف: تماضر
بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء
(575 م - 24 هـ /
645 م)،
اعتنى به وشرحه:
حمدو طمّاس
الناشر: دار
المعرفة، بيروت - لبنان
الطبعة: الثانية،
(1425 - 2004 م).
17 يونيو 2024
تعليقات (0)