المنشورات

فلا يبعدنك الله

وأنشدت مخاطبة باكية:
البحر: بسيط تام
(يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ ** وابكي لصخرٍ بدمعٍ منكِ مدرارِ)
(انّي ارقتُ فبتُّ الَّليلَ ساهرةً ** كانَّما كحلتْ عيني بعوَّارِ)
(ارعى النُّجومَ وما كلّفتُ رعيتها ** وتارَةً أتَغَشّى فضْلَ أطْمارِي)
(وقَدْ سَمِعْتُ فلمْ أبْهَجْ به خَبرًا ** مخبّرًا قامَ يَنْمِي رَجْعَ أخبارِ)
(قالَ ابنُ امّكِ ثاوٍ بالضَّريحِ وقدْ ** سوَّوا عليهِ بالواحٍ واحجارِ)
(فاذهبْ فلا يبعدنكَ اللهُ منْ رجلٍ ** منَّاعِ ضيمٍ وطلاُّبٍ باوتارِ)
(قدْ كنتَ تحملُ قلبًا غيرَ مهتضمٍ ** مركَّبًا في نصابٍ غيرِ خَوّارِ)
(مثلَ السّنانِ تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ ** جلدُ المريرةِ حرٌّ وابنُ احرارِ)
(ابكي فتى الحيِّ نالتهُ منيَّتهُ ** وكلُّ نفسٍ الى وقتٍ ومقدارِ)
(وسوْفَ أبكيكَ ما ناحَتْ مُطَوَّقَةٌ ** وما اضاءتْ نجومُ اللَّيلِ للسَّاري)
(ولا أُسالِمُ قوْمًا كنتَ حَرْبَهُمُ ** حتى تعودَ بياضًا جؤنةُ القارِ)
(ابلغْ سليمًا وعوفًا انْ لقيتهمُ ** عمِيمَةً من نِداءٍ غيرِ إسرارِ)
(أعني الذينَ إلَيْهِمْ كانَ منزلُهُ ** هل تَعرِفونَ ذمامَ الضّيفِ والجارِ؟)
(لوْ منكمُ كانَ فينا لمْ ينلْ ابدًا ** حتى تُلاقَى أُمُورٌ ذاتُ آثارِ)
(كأنّ ابنَ عَمّتِكُمْ حقًّا وضَيفَكُمُ ** فيكمْ فلَمْ تَدفَعوا عَنْهُ بإخْفارِ)
(شُدّوا المَآزِرَ حَتّى يُسْتَدَفّ لكُمْ ** وشَمّرُوا إنّها أيّامُ تَشمارِ)
(و ابكوا فتى البأسِ وافتهُ منيَّتهُ ** في كلّ نائِبَةٍ نابَتْ وأقدارِ)
(لا نَوْمَ حتى تَقودوا الخَيلَ عابِسَةً ** يَنْبُذْنَ طِرْحًا بمُهْراتٍ وأمْهارِ)
(اوتحفروا حفرةً فالموتُ مكتنعٌ ** عِنْدَ البُيوتِ حُصَينًا وابنَ سَيّارِ)
(او ترحضوا عنكمُ عارًا تجلَّلكمْ ** رَحضَ العَوارِكِ حَيضًا عندَ أطهارِ)
(والحَرْبُ قد رَكِبَتْ حَدْباءَ نافِرَةً ** حَلّتْ على طَبَقٍ مِنْ ظَهرِها عارِ)
(كأنّهُمْ يَوْمَ رامُوهُ بأجمُعِهِمْ ** رَاموا الشّكيمَةَ من ذي لِبدَةٍ ضَارِ)
(حامي العَرينِ لدى الهَيجاءِ مُضْطَلعٌ ** يفري الرّجالَ بانيابٍ واظفارِ)
(حتى تَفَرّجَتِ الآلافُ عَنْ رَجُلٍ ** ماضٍ على الهَوْلِ هادٍ غير مِحيارِ)
(تجيشُ منهُ فويقَ الثَّدي جائفةٌ ** بمزبدٍ منْ نجيعِ الجوفِ فوَّارِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الخنساء

المؤلف: تماضر بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء

(575 م - 24 هـ / 645 م)،

اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، (1425 - 2004 م).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید