المنشورات
أهلي فداء له
ورثت أخويها فقالت:
البحر: سريع
(يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ ** وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ)
(فرعٍ منَ القومِ الجدى ** أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ)
(أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ ** وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ)
(أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا ** فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدا)
(فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ ** الى عيالٍ ويتامى صغارْ)
(وربَّ نعمى منكَ انعمتها ** على عُناةٍ غُلَّقٍ في الإسارْ)
(أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ ** أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ)
(صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَةٍ ** كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ)
(مَنْ كانَ يَوْمًا باكيًا سَيّدًا ** فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ)
(ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ ** بساحةِ الموتِ غداةَ العثارْ)
(وليبكهِ كلُّ اخي كربةٍ ** ضاقتْ عليهِ ساحةُ المستجارْ)
(رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى ** حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ)
(أسْقَى بِلادًا ضُمّنَتْ قَبْرَهُ ** صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ)
(وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي ** يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ)
(قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتًا: ** إنّكَ والموْتَ، مَعًا، في شِعارْ)
(هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ ** مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمارْ)
(وانَّما بينهما روحةٌ ** في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهارْ)
(يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى ** بالسَّيفِ في الحومةِ ذاتِ الاوارْ)
(يرديِ به في نقعها سابحٌ ** أجرَدُ كالسِّرْحانِ ثَبْتُ الحِضارْ)
(نازلتَ ابطالًا لها ذادةٌ ** حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمارْ)
(حلفتُ بالبيتِ وزوَّارهِ ** إذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمارْ)
(لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ ** بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشارْ)
(يا لَوْعَةً بانَتْ تَباريحُها ** تَقْدَحُ في قلبي شَجًا كالشِّرارْ)
(ابدى لي الجفوةَ منْ بعدهِ ** منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوارْ)
(إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ ** وصارَ مسحًا لمجاري القطارْ)
(فكلُّ حيٍ ّ صائرٌ للبلى ** وكلُّ حبلٍ مرَّةً لاندثارْ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الخنساء
المؤلف: تماضر
بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء
(575 م - 24 هـ /
645 م)،
اعتنى به وشرحه:
حمدو طمّاس
الناشر: دار
المعرفة، بيروت - لبنان
الطبعة: الثانية،
(1425 - 2004 م).
17 يونيو 2024
تعليقات (0)