المنشورات

أعيرهم سمعي

أقبلت الخنساء ذات مرة حاجة فمرت بالمدينة ومعها ناس من قومها، فأتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: هذه الخنساء نزلت المدينة بزي الجاهلية فلو وعظتها يا أمير المؤمنين فلقد طال بكاؤها في الجاهلية والإسلام. فقام عمر فأتاها فقال: يا خنساء. فرفعت رأسها فقالت: ما تشاء؟ قال: ما الذي قرح عينيك؟ قالت: البكاء على السادات من مضر. قال: إنهم هلكوا في الجاهلية وهم أعضاء اللهب وحشو جهنم. قالت: فذاك الذي زادني وجعًا. قال: فأنشديني مما قلت. قالت: أما إني لا أنشدك مما قلت اليوم ولكن أنشدك ما قلت الساعة. فقالت:
البحر: طويل
(سقى جدثًا اكنافَ غمرةَ دونهُ ** منَ الغَيثِ ديماتُ الرّبيعِ ووابِلُهْ)
(أُعيرُهُمُ سمعي إذا ذُكرَ الأسَى ** وفي القلبِ منهُ زفرةٌ ما تزايلهْ)
(وكنتُ أُعيرُ الدّمعَ قبلَكَ مَن بَكى، ** فأنْتَ على مَنْ ماتَ بَعدَكَ شاغِلُهْ)
فقال عمر: دعوها فإنها لا تزال حزينة أبدًا.











مصادر و المراجع :

١- ديوان الخنساء

المؤلف: تماضر بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء

(575 م - 24 هـ / 645 م)،

اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، (1425 - 2004 م).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید