المنشورات

(لكن الجواد هرم)

البحر: بسيط
قال في مدح هرم بن سنان:
(قِفْ بالدِّيارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ ** بَلَى وغَيَّرَها الأرواحُ والدِّيَمُ)
(لا الدَّارُ غَيَّرَها بُعْدُ الأَنيسِ ولا ** بالدَّارِ لو كَلَّمَتْ ذا حَاجةٍ صَمَمُ)
(دارٌ لأسماءَ بالغَمْرَيْنِ مَاثِلَةٌ ** كالوَحْيِّ ليسَ بها مِن أهلِها أَرِمُ)
(وقدْ أَرَاها حَدِيثًا غَيرَ مُقْوِيَةٍ ** السِرُّ مِنها فَوَادِي الحَفْرِ فالهِدَمُ)
(فلا لُُكَانُ ولا وادي الغِمارِ ولا ** شَرْقيُّ سَلْمَى ولا فَيْدٌ ولا رِهَمُ)
(سَالَتْ بهم قَرْقَرْى بِرْكٌ بَأَيْمُنِهِمْ ** والعالياتُ وعن أَيْسَارِهِمْ خِيَمُ)
(عَومَ السَّفِينِ فلمَّا حالَ دونَهمُ ** فِنْدُ القُرَيَّاتِ فالعِتْكَانُ فالكَرَمُ)
(كأنَّ عَيْنِي وقد سالَ السَّلِيلُ بهمْ ** وعَبْرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهمُ أَمَمُ)
(غَرْبٌ على بَكْرَةٍ أو لُؤْلَؤٌ قَلِقٌ ** في السِّلْكِ خانَ بِهِ رَبَّاتهِ النُّظُمُ)
(عَهْدِي بِهِمْ يومَ بابِ القَرْيَتِينِ وقد ** زالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ والُّلجُمُ)
(فاستبدلتْ بعدَنا دارًا يمانيةً ** تَرْعَى الخَرِيفَ فأدنَى دارِها ظَلِمُ)
(إنَّ البخيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ ولـ ** ـكنَّ الجوادَ على عِلاَّتهِ هَرِمُ)
(هوَ الجوادُ الذي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ ** عَفْوًا ويُظْلَمُ أحيانًا فَيَظَّلِمُ)
(وإنْ أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ ** يقولُ: لا غائبٌ مالِي ولا حَرِمُ)
(القائدُ الخيلَ منكوبًا دَوَابِرُها ** منها الشَّنُونُ ومِنها الزَّاهقُ الزَّهِمُ)
(قد عُولِيَتْ فهيَ مرفوعٌ جَوَاشِنُها ** على قَوَائِمَ عُوجٍ لَحْمُها زِيَمُ)
(تَنْبِذُ أَفلاءَها في كلِّ مَنْزِلَةٍ ** تَنْتِخُ أعيُنَها العُقْبَانُ والرَّخَمُ)
(فَهْيَ تَبَلَّغُ بالأَعناقِ يَتْبَعُها ** خَلْجُ الأَعِنَّةِ في أَشْدَاقِها ضَجَمُ)
(تَخْطُو على رَبَذَاتٍ غيرِ فَائِرَةٍ ** تُحْذَى وتُعْقَدُ في أَرْسَاغِهَا الخَدَمُ)
(قد أَبْدَأَتْ قُطُفًا في المَشْيِ مُنٍْشَزَةَ الـ ** أكتافِ تَنْكُبُها الحِزَّانُ والأَكَمُ)
(يَهْوِي بِهَا مَاجِدٌ سَمْحٌ خَلائِقُهُ ** حتّى إذا ما أناخَ القومُ فَاحْتَزَمُوا)
(صَدَّتْ صُدودًا عنِ الأَشْوَالِ وَاشْتَرَفَتْ ** قُبْلاً تَقَلْقَلُ في أَعْنَاقِهَا الجِذَمُ)
(كانُوا فَرِيقَيْنِ: يُصْغُونَ الزِّجَاجَ على ** قُعْسِ الكَوَاهلِِ في أَكْتَافِهَا شَمَمُ)
(وآخَرِينَ تَرَى المَاذِيَّ عُدَّتَهُمْ ** مِن نَسْجِ دَاودَ أو ما أَوْرَثَتْ إِرَمُ)
(هُمْ يَضْرِبونَ حَبِيكَ البِيضِ إذْ لَحِقُوا ** لا يَنْكُصُونَ إذا ما اسْتُلْحِمُوا وَحَمُوا)
(يَنْظُرُ فُرْسَانُهُمْ أَمْرَ الرَّئِيسِ وَقَدْ ** شَدَّ السُّرُوجَ على أَثْبَاجِهَا الحُزُمُ)
(يَمْرُونَها ساعةً مَرْيًا بِأَسْؤُقِهِمْ ** حتّى إذا ما بدا لِلْغَارَةِ النَّعَمُ)
(شَدُّوا عليها وكانتْ كلُّها نُهَزًا ** تَحْشِكُ دِرَّاتِها الأَرْسَانُ والجِذَمُ)
(يَنْزَعْنَ إِمَّةَ أقوامٍ لِذِي كَرَمٍ ** بَحْرٍ يَفِيضُ على العَافينَ إِذْ عَدِمُوا)
(حتّى تآوَى إلى لا فَاحِشٍ بَرِمٍ ** ولا شَحيحٍ إذا أصحابُه غَنِمُوا)
(يَقْسِمُ ثمَّ يُسَوِّي القَسْمَ بينَهمُ ** مُعْتَدِلُ الحُكْمِ لا هارٍ ولا هَشِمُ)
(فَضَّلهُ فوقَ أقوامٍ ومَجَّدَهُ ** ما لم يَنَالُوا وإنْ جادُوا وإنْ كَرَمُوا)
(قَودُ الجيادِ وإصهارُ الملوكِ وصَبْـ ** ـرٌ في مَوَاطِنَ لو كانوا بها سَئِمُوا)
(يَنْزَعُ إِمَّةَ أقوامٍ ذوي حَسَبٍ ** ممّا تُيَسَّرُ أحيانًا لهُ الطُّعَمُ)
(ومِن ضَرِيبَتِهِ التَّقوَى ويَعْصِمُهُ ** مِن سَيِّءِ العَثَرَاتِ اللهُ والرَّحِمُ)
(مُورَّثُ المَجْدِ لا يَغْتَالُ هِمَّتَهُ ** عن الرِّئَاسَةِ لا عَجْزٌ ولا سَأَمُ)
(كالهِنْدُوانِيِّ لا يُخْزِيكَ مَشْهَدُهُ ** وَسْطَ السُّيوفِ إذا ما تُضْرَبُ البُهَمُ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان زهير بن أبي سلمى

المؤلف: زهير بن أبي سلمى

اعتنى به وشرحه: حمدو طماس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید