المنشورات
ألا ليت سلمى
البحر: طويل
(مَا بَرِحَ الرّسْمُ الذي بينَ حَنْجَرٍ ** وذَلْفَةَ حَتَّى قِيلَ هَلْ هُوَ نَازِحُ)
(ومازلتَ ترجو نفعَ سعدى وودها ** وتُبْعِدُ حَتَّى ابْيَضَّ مِنْكَ المسائح)
(وحَتَّى رَأَيْتَ الشَّخْصَ يَزْدَادُ مِثْلُهُ ** إليه، وحتى نِصفُ رأسي واضحُ)
(عَلاَ حاجِبَيَّ الشَّيْبُ حتّى كأنّه ** ظباءٌ جرت منها سنيح وبارحُ)
(فأصبحتُ لا أبتاعُ الا مؤامراً ** وما بيعُ من يبتاعُ مثليَ رابحُ)
(الا ليت سلمى كلما حانَ ذكرها ** تُبَلِّغها عنِّي الرِّياحُ النَّوَافِحُ)
(وقالت تعلَّم أن ما كان بيننا ** إليكَ أدَاءٌ إنَّ عَهْدَكَ صَالِحُ)
(جمِيعاً تُؤَدِّيه إليكَ أَمانَتِي ** كما اُدِّيَتْ بعدَ الغِرازِ المنائِحُ)
(وقالت تعلّم أنّ بعض حموَّتي ** وبعلي غضابٌ كلُّهم لك كاشحُ)
(يُحدون بالأيدي الشفارَ وكلُّهمْ ** لحلقك لو يستطيعُ حلقَك ذابحُ)
(وهِزَّةِ أَظْعانٍ عليهنَّ بَهْجَةٌ ** طَلَبْتُ ورَيْعَانُ الصِّبَا بيَ جَامِحُ)
(فلمَّا قَضَيْنا مِن منىً كُلَّ حاجَة ** ومَسَّحَ رُكْنَ البيتِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ)
(وشُدَّتْ على حُدْبِ المَهَارِي رِحالُها ** ولا ينظرُ الغادي الذي هو رائحُ)
(فَقُلْنَا على الهُوجِ المَرَاسِيلِ وارْتَمَتْ ** بهنَّ الصحارى والصِّمادُ الصّحاصِحُ)
(نزعنا بأطرافِ الأحاديثِ بيننا ** ومالت بأعناقِ المطيِّ الأباطحُ)
(وطِرْتُ إلى قَوْادَاءَ قَادَ تَلِيلُها ** مناكِبَها واشْتَدَّ منها الجَوانِحُ)
(كأنِّي كَسَوْتُ الرَّحلَ جَوْناً رَبَاعِياً ** تَضَمَّنَهُ وَادِي الرَّجَا فالأَفايِحُ)
(مُمَرّاً كَعَقْدِ الأَنْدِريِّ مُدَمَّجاً ** بدا قارحٌ منه ولم يبدُ قارحُ)
(كأن عليه من قَباءٍ بِطانةً ** تَفَرَّجَ عنها جَيْبُها والمَناصِحُ)
(أخو الأرضِ يستخفي بها غير أنهُ ** اذا استافَ منها قارحاً فهو صائحُ)
(دَعَاهَا من الأمْهادِ أمْهادَ عَامِرٍ ** وهاجَتْ من الشِّعْرَى عليه البَوَارِحُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان كعب بن زهير
المؤلف: كعب بن
زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم
(ت 26 هـ = 646
م)
حققه وشرحه وقدم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
(1417 هـ - 1997
م)
17 يونيو 2024
تعليقات (0)