المنشورات
أنى ألم بك الخيال
البحر: كامل تام
(أنَّى ألمَّ بك الخيالُ يطيفُ ** ومَطَافُهُ لك ذِكْرةٌ وشُعُوفُ)
(يسري بحاجاتٍ إليّ فرُعنني ** من آلِ خولة كلُّها معروفُ)
(فأبيتُ محتضرا كأنيَ مسلَمٌ ** للجِنّ رِيعَ فُؤادُه المخطوفُ)
(فعزَفْتُ عنها إنّما هو أن أَرَى ** ما لا أنالُ فإنني لعزوفُ)
(لاَ هالِكٌ جَزَعاً على ما فاتَني ** ولِمَا أَلَمَّ من الخُطُوبِ عَرُوفُ)
(صَفْراءُ آنِسةُ الحَدِيثِ بمثلِها ** يشفي غليلَ فؤاده الملهوفُ)
(ولَوَ أنّها جادتْ لأَعْصَمَ حِرْزُه ** مَتَمنِّعٌ دون السِّماءِ مُنِيفُ)
(لاستنزلتهُ عيطلٌ مكحولةٌ ** حَوْراءُ جادَ لها النَّجَادَ خَرِيفُ)
(دعها وسلِّ طلابها بجلالةٍ ** إذ حان منك ترحلٌ وخفوفُ)
(حرفٍ توارثها السِّفار فجسمها ** عارٍ، تساوكُ والفؤادُ خطيفُ)
(وكأن موضعَ رحلها من صلبها ** سيفٌ تقادم جفنهُ معجوفُ)
(أَو حَرْفُ حِنْوٍ من غَبِيطٍ ذابِلٍ ** رفقت به قينيةٌ معطوفُ)
(فإذا رفَعتُ لها اليَمينَ تَزَوارَتْ ** عن فرج عوجٍ بينهنَّ خليفُ)
(وتكون شكواها إذا هي أنجدتْ ** بعد الكَلاَلِ تَلَمُّكٌ وصَرِيفُ)
(وكأن أقتادي غداً بشوارها ** صَحْماءُ خَدَّدَ لَحْمَها التسويفُ)
(كالقوس عطَّلها لبيعٍ سائمٌ ** أو كالقَنَاةِ أقامَها التَّثْقِيفُ)
(أفتلك أمْ ربداءُ عاريةُ النَّسا ** زجاءُ صادقةُ الرواحِ نسوفُ)
(خَرْجاءُ جَوَّفَها بياضٌ داخِلٌ ** لِعِفَائها لَوْنانِ فهو خَصِيفُ)
(ظلتْ تراعي زوجها وطباهما ** جِزْعٌ قَدَ امْرَعَ سَرْبُه مَصْيوفُ)
(ينجو بها خربُ المشاش كأنه ** بخزامهِ وزمامهِ مشنوفُ)
(قرعُ القذال يطير عن حيزومهِ ** زغبٌ تفيئه الرياحُ سخيفَ)
(وكأنها نوبية وكأنهُ ** زوجٌ لها من قومها مشعوفَ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان كعب بن زهير
المؤلف: كعب بن
زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم
(ت 26 هـ = 646
م)
حققه وشرحه وقدم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
(1417 هـ - 1997
م)
17 يونيو 2024
تعليقات (0)