المنشورات
ألا بكرت رسي
البحر: طويل
(أَلاَ بَكَرتْ عِرْسِي تَلُوم وتَعْذُلُ ** وغيرُ الذي قالتْ أعفُّ وأجملُ)
(ولما رأتْ رأسي تبدَّلَ لونهُ ** بياضاً عن اللونِ الذي كان أوّلُ)
(أَرَنَّتْ من الشَّيْبِ العَجِيبِ الذي رأتْ ** وهل أَنتِ منِّي وَيْبَ غَيْرِك أَمْثَلُ)
(وقد أشهدُ الكأسَ الروّيةَ لاهياً ** أعلُّ قبيلَ الصبحِ منها وأُنهلُ)
(ينازعنيها ليّنٌ غيرُ فاحشٍ ** مُبَادِرُ غاياتِ التِّجارِ معذِّلُ)
(إذا غلَبتْه الكأسُ لا متعبَّسُ ** حصورٌ ولا من دونها يتبسَّلُ)
(وليس خَلِيلي بالمَلُولِ ولا الَّذِي ** يلومُ على البخل البخيلَ ويبخلُ)
(لنا حاجة في صرحةِ الحيِّ بعدما ** بَدَا لهمُ أن يَظْعَنوا فتَحَمَّلوا)
(نشاوى نديمِ الكأسِ منا مرنَّحٌ ** وعِيسٌ مُنَاخاتٌ عليهنّ أَرْحُلُ)
(وحَجْلٌ سَلِيمٌ قَدْ كشَفْنا جِلاَلَه ** وآخر في أنضاءِ مسحٍ مسربلُ)
(وصرماءَ مذكارٍ كأنّ دويَّها ** بيعدَ جنانِ اليل مما يخيلَ)
(حديثُ أناسيٍّ فلما سمعتهُ ** إذا ليسَ فيه ما أَبِينُ فأَعْقِلُ)
(قطَعْتُ يُمَاشِينِي بها متضائلٌ ** من الطُّلْسِ أحياناً يَخُبُّ ويَعْسِلُ)
(يحبّ دُنوَّ الإنس منه وما بهِ ** إلى أحد يوماً من الإنس منزلُ)
(تقرَّبَ حتى قلتُ لم يدنُ هكذا ** من الإنس إلا جاهلٌ أو مضلَّلُ)
(إذا ما عَوَى مُسْتقبِلَ الرِّيحِ جَاوبَتْ ** مَسَامِعُه فَاهُ على الزَّادِ مُعْوِلُ)
(كسوبٌ إلى أن شبّ من كسبِ واحدٍ ** محالفه الإقتارُ لا يتمَّولُ)
(كأنَّ دخانَ الرَّمثِ خالطَ لونهُ ** يُغلُّ به من باطنٍ ويجللُ)
(بصيرٌ بأدغال الضَّراءِ إذا خدى ** يَعِيلُ ويَخْفَى بالجَهَاد ويَمْثُلُ)
(تَرَاه سَمِيناً ما شَتَا وكأنه ** حميٌّ إذا ما صافَ أو هو أهزلُ)
(كان نساهُ شرعةٌ وكأنّه ** إذا ما تَمَطَّى وجْهَةَ الرِّيحِ محْمَلُ)
(وحَمْشٌ بَصِيرٌ المُقْلَتيْن كأنّهُ ** إذا ما مشَى مُسْتكرِهَ الرِّيحِ أقْزَلُ)
(يكاد يَرَى مالا تَرَى عينُ واحدٍ ** يُثيرُ له ما غَيَّبَ التُّرْبُ مِعْوَلُ)
(إذا حضراني قلتُ لو تعلمانِه ** ألم تعلما أني من الزاد مرملُ)
(غرابٌ وذئبٌ ينظران متى أرى ** مناخ مبيت أو مقيلا فأنزل)
(أغارا على ما خيَّلت وكلاهما ** سيخلفهُ مني الذي كانَ يأملُ)
(كأنّ شجاعي رملةً درجا معاً ** فمَرَّا بنا لَوْلاَ وقوفٌ ومَنْزَلُ)
(ومَضْرَبَها تحت الحَصَى بِجرَانِها ** ومثنى نواجٍ لم يخنهنَّ مفصلُ)
(وأَتْلَعَ يُلْوَى بالجَدِيل كأنّه ** عَسِيبٌ سقاه من سُمَيحةَ جَدْولُ)
(ومَوْضِعَ طُولِيٍّ وأَحْنَاءَ قاتِرٍ ** يئطُّ إذا ما شدّ بالنسعِ من علُ)
(وسُمْرٌ ظِمَاءٌ واتَرَتْهنَّ بعدَما ** مَضَتْ هَجْعةٌ من آخرِ اللّيلِ ذُبَّلُ)
(سَفَى فوقهنّ التُّرْبَ ضافٍ كأنّه ** على الفَرْج والحاذَيْنِ قِنْوٌ مذلَّلُ)
(ومضطّمرٌ من خاشع الطرف خائفٌ ** لما تضع الأرضُ القواءُ وتحملُ)
(أنختُ قلوصي واكتلأْتُ بعينها ** وآمَرْتُ نَفْسِي أيَّ أمْرَيَّ أفعَلُ)
(أأكْلَؤُها خوفَ الحوادثِ إنها ** تريبُ على الانسانِ أم أتوكلُ)
(فأقسمتُ بالرحمنِ لا شيءَ غيرّهُ ** يمينَ امرئٍ برٍّ ولا أتحلَّلُ)
(لأَستشعرنْ أعْلى دريسيَّ مسلماً ** لوَجْهِ الذي يُحْيي الأَنَامَ ويقتلُ)
(هو الحافظُ الوَسْنانَ باللّيل ميِّتاً ** على أنه حيُّ من النوْمِ مثقلُ)
(من الأسود الساري وإن كان ثائراً ** على حدِّ نابيه السِّمامُ المثمِّلُ)
(فلما استدارَ الفرقدان زجرتها ** وهَبَّ سِمَاكٌ ذو سِلاَحٍ وأعْزَلُ)
(فحَطَّتْ سَرِيعاً لم يَخُنْها فؤادُها ** ولا عَيْنُها من خَشْيةِ السَّوْطِ تَغْفُلُ)
(يقطِّع سَيْرَ الناعِجاتِ ذَمِيلُها ** نجاءً اذا اختبّ النجاءُ المعوِّلُ)
(منفَّجةَ الدَّفًّينُ طيِّن لحمها ** كما طِينَ بالضَّاحِي من اللِّبْنِ مِجْدَلُ)
(ودفٌّ لها مثل الصَّفاة ومرفقٌ ** عن الزَّوْرِ مفتولُ المُشَاشةِ أَفْتَلُ)
(وسالفةٌ ريّا يبلُّ جديلها ** إذا ما عَلاَها ماؤها المتبزِّلُ)
(وصافيةٌ تنفي القذاةَ كأنها ** على الأَيْنِ يَجْلُوها جِلاَءٌ وتُكْحَلُ)
(فمَنْ للقَوَافِي شانَها مَنْ يَحُوكُها ** إذا ما ثَوَى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْوَلُ)
(يقولُ فلا يَعْيَا بشيءٍ يقولُه ** ومِنْ قائليها مَنْ يُسِيء ويعمَل)
(يقوِّمُها حتى تَقُومَ مُتُونُها ** فيَقْصُرُ عنها كلُّ ما يُتمثَّلُ)
(كَفَيْتُكَ لا تَلْقَى من الناس شاعراً ** تَنَخَّلَ منها مثلَ ما أتنخَّلُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان كعب بن زهير
المؤلف: كعب بن
زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم
(ت 26 هـ = 646
م)
حققه وشرحه وقدم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
(1417 هـ - 1997
م)
17 يونيو 2024
تعليقات (0)