المنشورات

علّهم أن ينظروا عطفا إليّ

[بحر الرمل] سائق الأظعان، يطوي البيد طي، ... منعما، عرّج على كثبان طي (1)
... وبذات الشّيح عنّي، إن مررت ... بحيّ من عريب الجزع حي (2)
... وتلطّف، وأجر ذكري عندهم ... علّهم أن ينظروا، عطفا، إلي (3)
... قل تركت الصّبّ فيكم شبحا ... ما له، ممّا برأه الشّوق، في (4)
... خافيا عن عائد لاح كما ... لاح في برديه، بعد النشر، طي (5)
__________
(1) الأظعان: جمع الظعينة، وهي المرأة داخل الهودج. البيد: مفردها البيداء وهي الفلاة الواسعة. عرّج: مل. الكثبان مفردها الكثيب وهو التل من الرمل. وطي: اسم قبيلة منها حاتم الطائي المشهور بكرمه.
المعنى الصوفي: السائق هو الرحمن تعالى والأظعان هم البشر وكثبان طي كناية عن المقامات المحمدية. وفيها أي في طي مقامات استاذه ابن عربي معلم الصوفية.
(2) ذات الشيح: موضع من ديار بني يربوع. الحي: من بطون العرب. العريب: سكان المدن وهي تصغير لكلمة عرب. الجزع: وسط الوادي ومنحناه. حيّ: الق التحية.
(3) تلطف: ترفق، أجر: اطرح.
م. ص. الخطاب لله تعالى أن يكون شفيعه في الحضرات المحمدية وذلك بالتلطف بذكر اسمه علّهم ينظرون إليه برحمة.
(4) الصب: العاشق المدنف المشتاق. برأه الشوق: أضعفه.
م. ص. يقصد أنه فني في حب اللََّه تعالى حتى صار شبحا ليس له ظل أو خيال على الأرض.
(5) العائد: زائر المريض. لاح: ظهر. البرد: الثوب المخطط. والطي خلاف النشر.
م. ص. خافيا: كناية عن فنائه في اللََّه كالثوب إذا طوي بعد نشره فهو كالسراب تحسبه ماء فإذا اقتربت منه ابتعد.
صار وصف الضّرّ ذاتيّا له، ... عن عناء، والكلام الحيّ لي (1)
... كهلال الشّكّ، لولا أنّه ... أنّ، عيني، عينه، لم تتأي (2)
... مثل مسلوب حياة مثلا، ... صار في حبّكم ملسوب حي (3)
... مسبلا للنأي طرفا جاد، إن ... ضنّ نوء الطّرف، إذ يسقط خي (4)
... بين أهليه غريبا نازحا ... وعلى الأوطان لم يعطفه لي (5)
... جامحا، إن سيم صبرا عنكم ... وعليكم جانحا لم يتأي (6)
م. ص. خافيا: كناية عن فنائه في اللََّه كالثوب إذا طوي بعد نشره فهو كالسراب تحسبه ماء فإذا اقتربت منه ابتعد.
صار وصف الضّرّ ذاتيّا له، ... عن عناء، والكلام الحيّ لي (1)
... كهلال الشّكّ، لولا أنّه ... أنّ، عيني، عينه، لم تتأي (2)
... مثل مسلوب حياة مثلا، ... صار في حبّكم ملسوب حي (3)
... مسبلا للنأي طرفا جاد، إن ... ضنّ نوء الطّرف، إذ يسقط خي (4)
... بين أهليه غريبا نازحا ... وعلى الأوطان لم يعطفه لي (5)
... جامحا، إن سيم صبرا عنكم ... وعليكم جانحا لم يتأي (6)
(1) الضر: العناء والشدة. العناء: التعب. اللي: الخفي أو الغير واضح المعنى.
م. ص. الضر هو البلاء وهو ما يمتحن به اللََّه عبده، المؤمن كسيدنا أيوب (ع) وفي الحديث: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأقرب فالأقرب من ميراث الأنبياء».
(2) هلال الشك: هلال مطلع الشهر الهجري الذي تصعب رؤيته. عيني لم تتأي: لم تتعمد عيني عينه.
م. ص. الأنين لإظهار الشكاية من الضر الذي مسّه بسبب التكاليف الشرعية الثقيلة على كاهله.
(3) الملسوب: الملدوغ أو الملسوع. والحي: ذكر الأفعى أو الثعبان.
م. ص. مسلوب الحياة هو الميت والسالك هو الميت موتا إراديا، وفي ذلك إشارة إلى قول النبي (ص) «موتوا قبل أن تموتوا».
(4) مسبلا: ساكبا. النأي: البعد. الطرف: العين. جادت العين: فاض دمعها. ضنّ:
بخل. الطرف: كوكبان. خي: مجدب وهو مصدر الفعل خوى أي امحل.
م. ص. ان عيون المحب فاضت بمياه الحياة على أراضي نفوس الغافلين حيث تجلت كواكب أرواحهم على نفوسهم بالفيض الإلهي.
(5) النازح: البعيد عن وطنه. اللي مصدر لواه اي أبعده.
م. ص. الغربة عن الأهل كناية عن التحقق بالله تعالى. وحاصل المعنى أنه خرج من عالم أهله وأوطانه ولم يدخل في عالم الغيب لبقاء أثر البشرية عليه.
(6) الجامع: الممتنع. سيم صبرا: كلف بالصبر. الجانح: المائل. لم يتأي: لم يتوقف.
م. ص. الصبر هو تحمل مشقات المجاهدة وفي ذلك خلاف واضح عن عادات النفوس البشرية التي لا تطيق الصبر.
نشر الكاشح ما كان له ... طاوي الكشح، قبيل النأي، طي (1)
... في هواكم، رمضان، عمره ... ينقضي، ما بين إحياء وطي (2)
... صاديا شوقا لصدّا طيفكم، ... جدّ ملتاح إلى رؤيا وري (3)
... حائرا في ما إليه أمره، ... حائر، والمرء في المحنة عي (4)
... فكأيّ من أسى أعيا الإسا، ... نال لو يعنيه قولي وكأي (5)
... رائيا إنكار ضرّ مسّه، ... حذر التّعنيف في تعريف ري (6)
... والّذي أرويه عن ظاهر ما ... باطني يزويه، عن علمي، زي (7)
م. ص. الصبر هو تحمل مشقات المجاهدة وفي ذلك خلاف واضح عن عادات النفوس البشرية التي لا تطيق الصبر.
نشر الكاشح ما كان له ... طاوي الكشح، قبيل النأي، طي (1)
... في هواكم، رمضان، عمره ... ينقضي، ما بين إحياء وطي (2)
... صاديا شوقا لصدّا طيفكم، ... جدّ ملتاح إلى رؤيا وري (3)
... حائرا في ما إليه أمره، ... حائر، والمرء في المحنة عي (4)
... فكأيّ من أسى أعيا الإسا، ... نال لو يعنيه قولي وكأي (5)
... رائيا إنكار ضرّ مسّه، ... حذر التّعنيف في تعريف ري (6)
... والّذي أرويه عن ظاهر ما ... باطني يزويه، عن علمي، زي (7)
(1) الكاشح: المبغض. طاوي الكشح: مضمر البغضاء والعداوة. النأي: البعد. والطي مصدر طوى أي أخفى.
م. ص. الكاشح: كناية عن شيطان النفوس فهو مضمر العداوة لكل نفس.
(2) الطي: البقاء على الجوع.
م. ص. أنه صائم كل عمره عن رؤية الأشغال الدنيوية وذلك لانصرافه للعبادة فهو لم يأكل ولم يشرب بل يطعمه ربه ويسقيه.
(3) الصادي: العطشان. صدا: صداء مخففة وهي اسم بئر عذب الماء، الطيف: الخيال.
الملتاح: العطشان.
م. ص. العطش سببه الشرب من بحر التوحيد بعد فناء الأغيار وظهور الحق تعالى فكل من يشرب من هذا البحر يظل ظمآنا للشرب مرة أخرى.
(4) العي: العاجز عن الكلام.
م. ص. ان المحب المتقدم ذكره لا يعرف نهاية أمره، فهل تكتب له السعادة أو الشقاء وهذا الأمر كان دائما محيرا لعقول أهل العلم والسلوك الرباني.
(5) كأي: كم. الأسى: الحزن. أعيا: أتعب. الإسا: الاساء مخففة وهي جمع الآسي أي الطبيب.
م. ص. بذكر ما أصاب المحب في طريق العشق الإلهي من الحزن الشديد الذي عجزت عنه الأطباء ولم يجدوا له دواء.
(6) الضر: الفاقة والعازة. والضر: المكروه. مسّه: أصابه. التعنيف: اللوم. الري: إطفاء العطش.
م. ص. الضر أو المكروه مصدره الغافلين الجاهلين الذين يلومون أهل السلوك وينكرون أعمالهم ويرمونهم بالفواحش.
(7) الذي أرويه: الذي أنقله من الحديث. أزويه: أطويه. والزي: الطبي.
م. ص. الرواية كناية عن نقل الأحاديث المحمدية الشريفة، والزي أو الطي كناية عن ترك الفواحش والأمور التي نهى عنها (ص).
يا أهيل الودّ أنّى تنكروني ... كهلا، بعد عرفاني فتي (1)
... وهوى الغادة، عمري، عادة ... يجلب الشّيب إلى الشّاب الأحي (2)
... نصبا أكسبني الشّوق، كما ... تكسب الأفعال نصبا لام كي (3)
... ومتى أشك جراحا بالحشا، ... زيد بالشكوى إليها الجرح كي (4)
... عين حسّادي عليها لي كوت، ... لا تعدّاها أليم الكيّ كي (5)
... عجبا، في الحرب، أدعى باسلا، ... ولها مستبسلا في الحبّ، كي (6)
... هل سمعتم، أو رأيتم أسدا، ... صاده لحظ مهاة، أو ظبي (7)
م. ص. الرواية كناية عن نقل الأحاديث المحمدية الشريفة، والزي أو الطي كناية عن ترك الفواحش والأمور التي نهى عنها (ص).
يا أهيل الودّ أنّى تنكروني ... كهلا، بعد عرفاني فتي (1)
... وهوى الغادة، عمري، عادة ... يجلب الشّيب إلى الشّاب الأحي (2)
... نصبا أكسبني الشّوق، كما ... تكسب الأفعال نصبا لام كي (3)
... ومتى أشك جراحا بالحشا، ... زيد بالشكوى إليها الجرح كي (4)
... عين حسّادي عليها لي كوت، ... لا تعدّاها أليم الكيّ كي (5)
... عجبا، في الحرب، أدعى باسلا، ... ولها مستبسلا في الحبّ، كي (6)
... هل سمعتم، أو رأيتم أسدا، ... صاده لحظ مهاة، أو ظبي (7)
(1) أهيل: تصغير أهل. الود: الحب. الكهل: المسن. الفتى: الشاب.
(2) الغادة: المرأة الناعمة. الأحي: تصغير الأحوى وهو الأسمر.
م. ص. الغادة كناية عن الحضرة المحمدية والشيب هو انفتاح الأسرار والكشف عن سواد الأكوان وظلمة الأعيان.
(3) النصب بكسر الصاد: التعب. ولام كي: هي من النواصب التي تنصب الفعل المضارع.
م. ص. التعب أو النصب كناية عن المشقات التي يلاقيها المريد في طريق جهاده فحاله منسوب إلى التعب كما ينسب النصب إلى الأفعال المضارعة، إذا سبقتها لام كي الناصبة.
(4) الحشى: اعضاء الباطن.
م. ص. ان هذه المحبوبة كلما شكوت إليها ما ألاقيه في طريق محبتها زادتني حرقة على ما أنا فيه.
(5) الكي: الحرق بالنار.
م. ص. الحساد هم الغافلون الجاهلون الذين يتناولونه بألسنتهم لسلوكه طريق المعرفة. وعين الحساد هي عين الشيطان الذي يوسوس دائما للنفس لسلوك طريق الشر.
(6) الباسل: الشجاع. الكي في آخر البيت تخفيف لكلمة كيء وهو الجبان.
م. ص. الاستبسال كناية عن المجاهدة في طريق العرفان والمكابدة على العبادة الجسمانية. والجبن كناية عن عدم استطاعته مواجهة المحبوبة الحقيقية.
(7) المهاة: الغزالة أو البقرة الوحشية. الظبي: الغزال. اللحظ: النظر.
م. ص. كنى بالأسد عن نفسه لشجاعته في طريق المجاهدة الشرعية والاصطياد هو الوقوع في مجال التجليات والمهاة والظبي كناية عن المحبوبة الحقيقية.
سهم شهم القوم أشوى، وشوى ... سهم ألحاظكم أحشاي شيء (1)
... وضع الآسي، بصدري، كفّه، ... قال: ما لي حيلة في ذا الهوي (2)
... أيّ شيء مبرد حرّا شوى ... للشّوى، حشو حشائي، أيّ شيء (3)
... سقمي من سقم أجفانكم، ... وبمعسول الثّنايا لي دوي (4)
... أوعدوني أو عدوني وامطلوا، ... حكم دين الحبّ دين الحبّ لي (5)
... رجع اللّاحي عليكم آئسا ... من رشادي، وكذاك العشق غي (6)
... أبعينيه عمى عنكم كما ... صمم عن عذله في أذني (7)
م. ص. كنى بالأسد عن نفسه لشجاعته في طريق المجاهدة الشرعية والاصطياد هو الوقوع في مجال التجليات والمهاة والظبي كناية عن المحبوبة الحقيقية.
سهم شهم القوم أشوى، وشوى ... سهم ألحاظكم أحشاي شيء (1)
... وضع الآسي، بصدري، كفّه، ... قال: ما لي حيلة في ذا الهوي (2)
... أيّ شيء مبرد حرّا شوى ... للشّوى، حشو حشائي، أيّ شيء (3)
... سقمي من سقم أجفانكم، ... وبمعسول الثّنايا لي دوي (4)
... أوعدوني أو عدوني وامطلوا، ... حكم دين الحبّ دين الحبّ لي (5)
... رجع اللّاحي عليكم آئسا ... من رشادي، وكذاك العشق غي (6)
... أبعينيه عمى عنكم كما ... صمم عن عذله في أذني (7)
(1) الشهم: الذكي المتوقد الذهن. اشوى: أصاب الأطراف من غير مقتل. الشي:
مصدر شوى اي أحرق بالنار.
م. ص. الشهم كناية عن كل عارف سالك لطريق اللََّه والسهم كناية عن نفاذ البصيرة.
وسهم الحقيقة الربانية هو النافذ في تحقيق العرفان.
(2) الآسي: الطبيب. الهوي: المصاب بالهوى اي المغرم.
م. ص. عجز الطبيب مرده إلى انه أسلم كيانه إلى خالقه فهو أولى به من كل طبيب.
(3) الحر: كناية عن حرقة الباطن والبرد هو طلب المعرفة واليقين تيمنا بقول إبراهيم (ع) {«رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ََ»} قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي».
(4) السقم: المرض. الثنايا: الأسنان. ومعسول الثنايا: الرضاب أو الريق. الدوي:
تصغير دواء.
م. ص. الثنايا الأضراس الأربعة وهي كناية عن حضرة الأسماء الإلهية والتي أصلها أربع: الاسم الحي والعالم والمريد والقادر.
(5) أوعدوني: هددوني. امطلوا: لا تفوا بالوعد. اللي: التشويق والمماطلة.
م. ص. الوعيد والوعد سيان عند المحب ومطل الوعد وعدم الوفاء مقبول لأنه صادر عن المحبوب الحقيقي وهو صاحب الأمر والنهي فيما يشاء.
(6) اللاحي: اللائم. آيسا: خائبا.
م. ص. اللاحي هو الشيطان الموسوس للنفس بارتكاب الإثم. والعشق هو المحبة للمحبوب الحقيقي. وقوله في كناية عن ان العاشق لا يستطيع ان يترك حبه بسهولة.
(7) العمى عمى البصيرة والبصر قال تعالى: {وَتَرََاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لََا يُبْصِرُونَ}.
أو لم ينه النّهى عن عذله ... زاويا وجه قبول النّصح زي (1)
... ظلّ يهدي لي هدى، في زعمه، ... ضل، كم يهذي، ولا أصغي لغي (2)
... ولما يعذل، عن لمياء، طوع هوى ... في العذل، أعصى من «عصي» (3)
... لومه صبّا، لدى الحجر، صبا ... بكم، دلّ على حجر صبي (4)
... عاذلي عن صبوة عذريّة، ... هي بي لا فتئت، هيّ بن بي (5)
... ذابت الرّوح اشتياقا، فهي، بعد ... نفاذ الدّمع، أجرى عبرتي (6)
... فهبوا عينيّ، ما أجدى البكا ... عين ماء، فهي إحدى منيتي (7)
(7) العمى عمى البصيرة والبصر قال تعالى: {وَتَرََاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لََا يُبْصِرُونَ}.
أو لم ينه النّهى عن عذله ... زاويا وجه قبول النّصح زي (1)
... ظلّ يهدي لي هدى، في زعمه، ... ضل، كم يهذي، ولا أصغي لغي (2)
... ولما يعذل، عن لمياء، طوع هوى ... في العذل، أعصى من «عصي» (3)
... لومه صبّا، لدى الحجر، صبا ... بكم، دلّ على حجر صبي (4)
... عاذلي عن صبوة عذريّة، ... هي بي لا فتئت، هيّ بن بي (5)
... ذابت الرّوح اشتياقا، فهي، بعد ... نفاذ الدّمع، أجرى عبرتي (6)
... فهبوا عينيّ، ما أجدى البكا ... عين ماء، فهي إحدى منيتي (7)
(1) النهى: العقل. العذل: اللوم. زاويا وجهه: قابضا له. والزي: مصدر زوي أي قبض.
م. ص. ان المريد يعرض بوجهه عن قبول لوم العاذل لأن القلب له وجهة واحدة هي وجهة الحق تعالى وبالتالي فهو يعرض عن قبول الباطل والوساوس الشيطانية.
(2) زعمه: قوله الشائع. أصغي: اسمع الغي: كلام الباطل.
(3) اللمياء: الشفة السمراء. العذل: اللوم. عصي: قبيلة.
م. ص. أتعجب من لوم اللائم في حبي للمحبوبة اللمياء وهي الحضرة الإلهية وهو بلومه هذا يعصي امر الخالق ويكون من أكبر العصاة.
(4) الحجر: البيت الحرام. صبا: جهل جهل الفتوة.
م. ص. ان لوم اللائم للعاشق الذي لزم البيت الحرام دليل على ان عقله عقل صبي. والصبي إشارة إلى الغافل الذي يتكلم على العارفين بأمور اللََّه.
(5) الصبوة: الجهلة والعاذل: اللائم. وعذرية: نسبة إلى قبيلة عذرة التي اشتهر ابناؤها بالحب. ابن بي: عبارة تطلق على مجهول الأب.
م. ص. ابن بي كناية عن مقطوع النسب وكل من انكر على أهل العلم والعرفان عملهم هو ابن بي لأنه لا يقدر العلم حق تقديره.
(6) نفاد الدمع: فراغه وعدم وجوده. عبرتيّ: مثنى عبرة وهي الدمعة.
م. ص. ذابت الروح كناية عن فنائها في امر اللََّه تعالى لأنها من امره {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}.
(7) أجدى: أنفع. منيتي: مثنى منية وهي المطلوب والغاية.
م. ص. العين الظاهرة في عالم الحس الباطنة في عالم المعاني وهذا الأخير هو عالم الملكوت. وعين الماء سر الحياة {وَجَعَلْنََا مِنَ الْمََاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
أو حشا سال، وما أختاره، ... إن تروا ذاك بها منّا علي (1)
... بل أسيئوا في الهوى، أو أحسنوا، ... كلّ شيء حسن منكم لدي (2)
... روّح القلب بذكر المنحنى، ... وأعده عند سمعي، يا أخي (3)
... واشد باسم اللاء خيّمن كدا، ... عن «كدا» وأعن بما أحويه حي (4)
... نعم ما زمزم شاد محسن ... بحسان، تخذوا زمزم جي (5)
... وجناب، زويت من كلّ فج ... ، له قصدا، رجال النّجب زي (6)
... وادّراعي حلّل النّقع، ولي ... علماه، عوض عن علمي (7)
م. ص. العين الظاهرة في عالم الحس الباطنة في عالم المعاني وهذا الأخير هو عالم الملكوت. وعين الماء سر الحياة {وَجَعَلْنََا مِنَ الْمََاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
أو حشا سال، وما أختاره، ... إن تروا ذاك بها منّا علي (1)
... بل أسيئوا في الهوى، أو أحسنوا، ... كلّ شيء حسن منكم لدي (2)
... روّح القلب بذكر المنحنى، ... وأعده عند سمعي، يا أخي (3)
... واشد باسم اللاء خيّمن كدا، ... عن «كدا» وأعن بما أحويه حي (4)
... نعم ما زمزم شاد محسن ... بحسان، تخذوا زمزم جي (5)
... وجناب، زويت من كلّ فج ... ، له قصدا، رجال النّجب زي (6)
... وادّراعي حلّل النّقع، ولي ... علماه، عوض عن علمي (7)
(1) الحشا: الباطن من الجسم. سال: ناس. منا علي: كرما علي.
م. ص. الحشا كناية عن القلب المشغول بالله والسلو كناية عن غيبة الحق عنه والمن كناية عن تنعمه بالصور المحمدية المقدسة.
(2) م. ص. كل ما يصدر عن المحبوبة الحقيقية مقبول لديه لأنه عبد والعبد محكوم بإرادة ربه.
(3) روح: أعط الراحة. المنحنى: مكان انحناء الوادي.
م. ص. اجعل في القلب الراحة من تعب الغفلة والق فيه النشاط والمنحنى كناية عن الحضرة الربانية.
(4) خيمن: نصبن الخيام. كدا: جبل بمكة. أعن: اهتم.
م. ص. كدا كناية عن الحضرة الربانية. وخيمن كناية عن القاطنين تحت استار الكعبة.
(5) زمزم: أرسل صوتا عن بعد له دوي. وزمزم: بئر معروف عند الكعبة المشرفة.
جي: واد يجتمع فيه الماء.
م. ص. الشادي كناية عن المؤمن الداعي إلى اللََّه تعالى والزمزمة سماع صوته لدى العارفين. والحسان كناية عن اسماء اللََّه تعالى الحسنى. وبئر زمزم كناية عن القلب المحمدي وماؤه ماء العلوم الربانية.
(6) الجناب: جمع جنب وهو الناحية. زويت: جمعت. الفسح: الطريق الواسع بين جبلين. النجب: جمع نجيب وهو الكريم. الزي: الجمع.
م. ص. الجناب كناية عن الحضرات الإلهية. والفج كناية عن عالمي الظاهر والباطن. والنجب كناية عن الرجال الصالحين.
(7) الادراع: لبس الدرع. الحلل: جمع الحلة وهي الرداء. النقع: الغبار والعلمان:
جبلان.
م. ص. الادراع كناية عن لبس الحلل والتحلي بالصور الروحانية. والنقع كناية عن العالم الجسماني والعلمين كناية عن جلال اللََّه وجماله أو عن أسمائه وأفعاله.
واجتماع الشمل في جمع، وما ... مرّ، في مرّ، بأفياء الأشي (1)
... لمنى عندي المنى بلّغتها، ... وأهيلوه، وإن ضنّوا، بفي (2)
... منذ أوضحت قرى الشام، و ... باينت، بانات ضواحي حلّتي (3)
... لم يرقني منزل بعد النّقا، ... لا ولا مستحسن من بعد مي (4)
... آه، وا شوقي لضاحي وجهها، ... وظما قلبي لذيّاك اللّمي (5)
... فبكلّ منه والألحاظ لي، ... سكرة، واطربا من سكرتي (6)
__________
(1) جمع: اسم للمزدلفة. ومرّ اسم مكان قريب من مكة.
م. ص. اجتماع الشمل كناية عن اللقاء بالحقيقة المحمدية. وجمع كناية عن المزدلفة وهي المقام الروحاني والأفياء آثار المرادات الإلهية فهي بمنزلة الظلال البادية من الحضرات الإلهية.
(2) منى: واد معروف بمكة. المنى: جمع المنية بضم الميم وهي المطلوب أهيلوه:
تصغير أهله. ضنوا: بخلوا.
م. ص. منى كناية عن عالم الملكوت السماوي والمنى كناية عن الاشتياق إلى الوصول للنور المحمدي والفيء هو شهود العالم الرحماني.
(3) أوضحت: تبينت. باينت: فارقت. البانات: جمع بانة وهي شجرة معروفة.
حلتي: مثنى حلة. وهي محل الإقامة.
م. ص. قرى الشام كناية عن عالم الغفلة لأنها على يسار الكعبة. والحلتين في نهاية البيت كناية عن حلة الجلال وحلة الجمال.
(4) لم يرق: لم يصف. النقا: مجتمع الرمل. وهو هنا مكان بعينه. مي: اسم انثى.
م. ص. النقا: كناية عن المقام المحمدي. وهي كناية عن الحضرة الإلهية المحتجبة بصور الأكوان العدمية.
(5) آه: اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع. ضاحي وجهها: وجهها المشرق. الظمأ:
العطش. اللمي: اسمر الشفاه.
م. ص. ظمأ القلب كناية عن الشوق إلى المعرفة الحقيقية واللمي كناية عن الكلام الإلهي.
(6) الألحاظ: العيون.
المعنى ان يسكر مرتين مرة باللمى وهي كناية عن الكلام الإلهي ومرة بالالحاظ وهي كناية عن الحقائق الإلهية التي تظهر في صور عوالم الإمكان.
وأرى، من ريحه، الرّاح انتشت، ... وله، من وله، يعنو الأري (1)
... ذو الفقار اللّحظ منها، أبدا، ... والحشا منّي عمرو وحيي (2)
... أنحلت جسمي نحولا، خصرها، ... منه حال، فهو أبهى حلّتي (3)
... إن تثنّت، فقضيب، في نقا، ... مثمر بدر دجى فرع ظمي (4)
... وإذا ولّت تولّت مهجتي، ... أو تجلّت صارت الألباب في (5)
... وأبى يتلو إلّا يوسفا، ... حسنها، كالذّكر، يتلى عن أبي (6)
... خرّت الأقمار طوعا، يقظة، ... إن تراءت، لا كرؤيا في كري (7)
المعنى ان يسكر مرتين مرة باللمى وهي كناية عن الكلام الإلهي ومرة بالالحاظ وهي كناية عن الحقائق الإلهية التي تظهر في صور عوالم الإمكان.
وأرى، من ريحه، الرّاح انتشت، ... وله، من وله، يعنو الأري (1)
... ذو الفقار اللّحظ منها، أبدا، ... والحشا منّي عمرو وحيي (2)
... أنحلت جسمي نحولا، خصرها، ... منه حال، فهو أبهى حلّتي (3)
... إن تثنّت، فقضيب، في نقا، ... مثمر بدر دجى فرع ظمي (4)
... وإذا ولّت تولّت مهجتي، ... أو تجلّت صارت الألباب في (5)
... وأبى يتلو إلّا يوسفا، ... حسنها، كالذّكر، يتلى عن أبي (6)
... خرّت الأقمار طوعا، يقظة، ... إن تراءت، لا كرؤيا في كري (7)
(1) الريح: الرائحة. الراح: الخمرة. انتشت: دبّت فيها النشوة. الأري: العسل.
م. ص. النشوة كناية عن غيبوبة المريد عن عالم الأكوان.
(2) ذو الفقار: اسم لسيف الامام علي بن ابي طالب (ع). اللحظ: العين. عمرو: عمرو ابن ود العامري قتله الإمام علي يوم الخندق. حيي: حيي بن اخطب والد صفية زوجة النبي (صلّى اللََّه عليه وسلّم).
(3) أنحلت: أضعفت.
م. ص. الكلام عن المحبوبة الحقيقية والخصر كناية عن نفس السالك التي هي وسط عالمه الإنساني كما الخصر واسطة الجسد.
(4) تثنت: تمايلت. النقا: المكان المحدودب من الرمل. الدجى: الظلمة. الفرع:
الشعر. الظمى: الذابل الشفاه.
م. ص. النقا: كناية عن المقام المحمدي الدائم الترقي. والبدر كناية عن قلب الإنسان الممتلئ بفيض المعرفة كما يمتلئ البدر نورا من الشمس. والدجى كناية عن ظلمة الأكوان.
(5) ولت وتولت: أدبرت. مهجتي: روحي. تجلت: ظهرت الألباب: العقول. في:
فيء مخففة وهو الماء الذي ينال من غير قتال وهو ما يسمى بالغنيمة.
م. ص. الفيء كناية عن رسوم الأمر الإلهي وظهور الروح بلا واسطة.
(6) أبى: رفض. يوسف: ابن يعقوب المشهود بحسنه والذكر القرآن الكريم: ابي: ابن كعب صحابي جليل كان عمر رضي اللََّه عنه يقول: أبي سيد المسلمين.
(7) خرّت: سقطت من العليا. اليقظة: ساعات الصحو. الكرى: النوم.
م. ص. الأقمار كناية عن العارفين بالله تعالى حيث ينكشف لهم الوجود الحقيقي وتضمحل الرسوم الفانية عند انكشاف حقيقة الشأن الإلهي.
لم تكد، أمنا، تكد من حكم: لا ... تقصص الرّؤيا، عليهم يا بني (1)
... شفعت حجّي، فكانت، إذ بدت، ... بالمصلّى، حجّتي في حجّتي (2)
... فلها الآن أصلّي، قبلت، ... ذاك منّي، وهي أرضى قبلتي (3)
... كحلت عيني عمى، إن غيرها، ... نظرته ايه عنّي ذا الرّشي (4)
... جنّة عندي، رباها، أمحلت ... أم حلت، عجّلتها من جنّتي (5)
... كعروس جليت في حبر، ... صنع «صنعاء» وديباج «خوي» (6)
... دار خلد، لم يدر في خلدي ... أنّه من ينأ عنها يلق غي (7)
... أيّ من وافى، حزينا، حزنها، ... سرّ، لو روّح سرّي سرّ أيّ (8)
م. ص. الأقمار كناية عن العارفين بالله تعالى حيث ينكشف لهم الوجود الحقيقي وتضمحل الرسوم الفانية عند انكشاف حقيقة الشأن الإلهي.
لم تكد، أمنا، تكد من حكم: لا ... تقصص الرّؤيا، عليهم يا بني (1)
... شفعت حجّي، فكانت، إذ بدت، ... بالمصلّى، حجّتي في حجّتي (2)
... فلها الآن أصلّي، قبلت، ... ذاك منّي، وهي أرضى قبلتي (3)
... كحلت عيني عمى، إن غيرها، ... نظرته ايه عنّي ذا الرّشي (4)
... جنّة عندي، رباها، أمحلت ... أم حلت، عجّلتها من جنّتي (5)
... كعروس جليت في حبر، ... صنع «صنعاء» وديباج «خوي» (6)
... دار خلد، لم يدر في خلدي ... أنّه من ينأ عنها يلق غي (7)
... أيّ من وافى، حزينا، حزنها، ... سرّ، لو روّح سرّي سرّ أيّ (8)
(1) في البيت إشارة إلى الآية الكريمة من قصة يوسف {يََا بُنَيَّ لََا تَقْصُصْ رُؤْيََاكَ عَلى ََ إِخْوَتِكَ}.
(2) شفعت: من الشفع خلاف الوتر. الشفع العدد المزدوج والوتر العدد المفرد. الحجة:
البرهان.
م. ص. الكلام عن المحبوبة الحقيقية والحجتان: الحج إلى بيت اللََّه وهو الحج الظاهر والحج الباطن إلى قلبه التي تنجلي فيه انوار المعرفة.
(3) م. ص. المعنى انه يصلي لهذه المحبوبة التي قبلت صلاته فصلاة الظاهر نحو الكعبة وصلاة الباطن قبلتها وجه المحبوبة.
(4) الرشا: الغزال.
م. ص. الرشا كناية عن الفتاة المتجلية بوجه الحق.
(5) الربى: جمع الربوة وهي المكان المرتفع من الأرض. أمحلت: أجدبت. حلت: من الحلاوة أي الجمال.
م. ص. الربى كناية عن المقامات الإلهية وفي البيت إشارة إلى الآية {وَلِمَنْ خََافَ مَقََامَ رَبِّهِ جَنَّتََانِ}.
(6) جليت: زينت. الحبرة: ثوب مصنوع باليمن. الديباج: الثوب من الحرير الخالص الموشى بالذهب. صنعاء بلاد اليمن. خوي: مكان بأذربيجان.
(7) دار الخلد: دار البقاء. الخلد: البال. ينأى: يبتعد ويفارق. الغي: الخيبة والضلال.
م. ص. دار الخلد كناية عن الحياة التي يحياها العارفون بعيدا عن الغواية والضلال.
(8) الحزن بفتح الزاي ما غلظ من الأرض.
المعنى: كل من اقتحم الأمور الصعاب سهلت عليه لعظيم سرها فهي المحبوبة الحقيقية التي تدخل السرور على مريديها.
بئس حالا، بدّلت من أنسها ... وحشة، أو من صلاح العيش غي (1)
... حيث لا يرتجع الفائت، وا ... حسرتا، أسقط، حزنا، في يدي (2)
... لا تملني عن حمى مرتبعي، ... عدوتي تيما لربع بتمي (3)
... فلباناتي لبانات، ... تراضعنا فيها لبان الحبّ سي (4)
... مللي من «ملل»، والخيف حيف ... تقاضيه، وأنّى ذاك وي (5)
... بالدّنى، لا تطمعن في مصرفي ... عنهما، فضلا، بما في مصرفي ... لو ترى اين خميلات «قبا» ... وتراءين جميلات القبي (6)
... كنت، لا كنت بهم، صبّا يرى ... مرّ ما لاقيته فيهم، حلي ... فأرح من لذع عذل مسمعي ... وعن القلب لتلك الرّاء زي (7)
المعنى: كل من اقتحم الأمور الصعاب سهلت عليه لعظيم سرها فهي المحبوبة الحقيقية التي تدخل السرور على مريديها.
بئس حالا، بدّلت من أنسها ... وحشة، أو من صلاح العيش غي (1)
... حيث لا يرتجع الفائت، وا ... حسرتا، أسقط، حزنا، في يدي (2)
... لا تملني عن حمى مرتبعي، ... عدوتي تيما لربع بتمي (3)
... فلباناتي لبانات، ... تراضعنا فيها لبان الحبّ سي (4)
... مللي من «ملل»، والخيف حيف ... تقاضيه، وأنّى ذاك وي (5)
... بالدّنى، لا تطمعن في مصرفي ... عنهما، فضلا، بما في مصرفي ... لو ترى اين خميلات «قبا» ... وتراءين جميلات القبي (6)
... كنت، لا كنت بهم، صبّا يرى ... مرّ ما لاقيته فيهم، حلي ... فأرح من لذع عذل مسمعي ... وعن القلب لتلك الرّاء زي (7)
(1) المعنى الصوفي: المعنى انه حاله بدلت بؤسا ووحشة بسبب الغفلة عنها وتناسيها.
(2) م. ص. الفائت كناية عما وقع منه في الزلة والغفلة والذهول عن ملاحظة وجه الحق في سلوكه.
(3) الحمى: مكان الرعي الممنوع على الغير مرتبعي: محل اقامتي في الربيع. عدوتي:
جانبي. تمي: اسم لمصر أو مكان ملحق بها.
م. ص. عدوتا تيم كناية عن جنبيه الشمال واليمين ففي اليمين النشأة النفسانية وفي الشمال النشأة القلبية.
(4) اللبانات: جمع لبانة وهي الحاجة. البانات: جمع بانة وهي شجرة معروفة. لبان: جمع لبن. سي: سواء أو شبيه.
م. ص. البانات كناية عن المشايخ العارفين وأمثاله من السالكين الصادقين وفيهم الآية: {وَاللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبََاتاً}.
(5) الملل: السأم. ملل: اسم جبل. وي: كلمة للتعجب.
م. ص. عنهما كناية عن عالم الجسم وعالم الروح.
(6) الخميلات جمع خميلة وهي الأرض الكثيرة النبات والشجر. قبا: موضع قرب المدينة تراءين: ظهرن. القبي: الثوب.
م. ص. خميلات قبا وجميلات القبي كناية عن منازل الحقيقة المحمدية وورثتها من حملة النور المحمدي.
(7) المعنى اجعل الراء في فعل أرح زايا فيصبح الفعل أزح فيصبح المعنى أرح أيها العاذل سمعي من احتراقه بنار العذل والملام وازحه عن قلبي.
خلّ خلّي عنك ألقابا، بها ... جيء مينا، وانج من بدعة جي (1)
... وادعني، غير دعيّ، عبدها، ... نعم ما أسمو به هذا السّمي (2)
... إن تكن عبدا لها، حقّا، تعد ... خير حرّ، لم يشب دعواه لي (3)
... قوت روحي ذكرها، أنّى تحور ... عن التّوق لذكري، هيّ هي (4)
... لست أنسى، بالثّنايا، قولها: ... كل من في الحيّ أسرى في يدي (5)
... سلهم مستخبرا أنفسهم: ... هل نجت أنفسهم من قبضتي؟ (6)
... فالقضا ما بين سخطي والرّضى، ... من له أقص قضى، أو أدن حي (7)
... خاطب الخطب دع الدّعوى، فما ... بالرّقى ترقى إلى وصل «رقي» (8)
(7) المعنى اجعل الراء في فعل أرح زايا فيصبح الفعل أزح فيصبح المعنى أرح أيها العاذل سمعي من احتراقه بنار العذل والملام وازحه عن قلبي.
خلّ خلّي عنك ألقابا، بها ... جيء مينا، وانج من بدعة جي (1)
... وادعني، غير دعيّ، عبدها، ... نعم ما أسمو به هذا السّمي (2)
... إن تكن عبدا لها، حقّا، تعد ... خير حرّ، لم يشب دعواه لي (3)
... قوت روحي ذكرها، أنّى تحور ... عن التّوق لذكري، هيّ هي (4)
... لست أنسى، بالثّنايا، قولها: ... كل من في الحيّ أسرى في يدي (5)
... سلهم مستخبرا أنفسهم: ... هل نجت أنفسهم من قبضتي؟ (6)
... فالقضا ما بين سخطي والرّضى، ... من له أقص قضى، أو أدن حي (7)
... خاطب الخطب دع الدّعوى، فما ... بالرّقى ترقى إلى وصل «رقي» (8)
(1) خل: دع أو اترك. خلي: صاحبي. البدعة: الحدث في الدين ومخالفة امر اللََّه.
جي: لقب أصفهان قديما او اسم لقرية أول ما ظهرت البدع فيها.
(2) السمي: تصغير الاسم.
(21) م. ص. لا تنعتني بالألقاب كناصر الدين وشرف الدين وغيرها فإنه كذب في حقي. وهذه الألقاب هي بدعة في دين المحبة بل سمني عبدها ولا تكن كاذبا في نسب عبوديتي.
(3) لم يشب: لم يخالط. اللي: الإنكار والجحود.
(4) القوت: الطعام. تحور: ترجع. التوق: الحنين إلى الام.
م. ص. القوت هو العلم الرباني الذي يعتبر غذاء للنفس.
(5) الثنايا: جمع الثنية وهي العقبة في الجبل. أسرى: جمع أسير وهو الحبيس.
م. ص. الثنايا كناية عن الحضرات والأسماء الإلهية والحي كناية عن عالم المادة واليدان كناية عن اسماء الجلال وأسماء الجمال.
(6) م. ص. القبضتان كناية عن قبضة السعادة وقبضة الشقاوة كما جاء في قوله تعالى:
{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.
(7) السخط: الغضب. أقصي: أبعد. أدنو: أقرب.
م. ص. كل من يبتعد عن شهود الحضرة الإلهية هالك في انسانيته وروحانيته وكل من يقترب من الحضرة ويدانيها فهو حيّ يتجلى في حياته الازلية {أَوَمَنْ كََانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنََاهُ وَجَعَلْنََا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النََّاسِ}.
(8) خاطب: طالب. الخطب: الأمر العظيم. الرقى: جمع الرقية وهي ما يتلى من آيات اللََّه وأسمائه على المريض ترقى: ترتفع رقي في آخر العجز: ترخيم لاسم رقية.
رح معافى، واغتنم نصحي، وإن ... شئت أن تهوى، فللبلوى تهي (1)
... وبسقم همت بالأجفان، إن ... زانها وصفا بزين وبزي (2)
... كم قتيل من قبيل، ما له ... قود في حبّنا، من كلّ حي (3)
... باب وصلي السّأم من سبل الضّنى، ... منه لي، ما دمت حيّا، لم تبي (4)
... فإن استغنيت عن عزّ البقا، ... فإلى وصلي، ببذل النفس، حي (5)
... قلت: روحي، إن تري بسطك في ... قبضها، عشت، فرأيي أن تري (6)
... أيّ تعذيب، سوى البعد، لنا ... منك عذب، حبّذا ما بعد أي (7)
... إن تشي راضية قتلي جوى، ... في الهوى، حسبي افتخارا أن تشي (8)
(8) خاطب: طالب. الخطب: الأمر العظيم. الرقى: جمع الرقية وهي ما يتلى من آيات اللََّه وأسمائه على المريض ترقى: ترتفع رقي في آخر العجز: ترخيم لاسم رقية.
رح معافى، واغتنم نصحي، وإن ... شئت أن تهوى، فللبلوى تهي (1)
... وبسقم همت بالأجفان، إن ... زانها وصفا بزين وبزي (2)
... كم قتيل من قبيل، ما له ... قود في حبّنا، من كلّ حي (3)
... باب وصلي السّأم من سبل الضّنى، ... منه لي، ما دمت حيّا، لم تبي (4)
... فإن استغنيت عن عزّ البقا، ... فإلى وصلي، ببذل النفس، حي (5)
... قلت: روحي، إن تري بسطك في ... قبضها، عشت، فرأيي أن تري (6)
... أيّ تعذيب، سوى البعد، لنا ... منك عذب، حبّذا ما بعد أي (7)
... إن تشي راضية قتلي جوى، ... في الهوى، حسبي افتخارا أن تشي (8)
(1) تهي: تهيأ وحذفت الهمزة لاستقامة الوزن.
م. ص. البلوى كناية عن البلاء الحسن {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلََاءً حَسَناً}
(2) السقم: المرض. همت: أحببت وهي من الهيام أي الحب. زانها: جمّلها. الزين الحسن. الزي: الهندام.
م. ص. الأجفان كناية عن صور الأكوان وضعف الأجفان من الأوصاف الحسنة عند السالكين وذلك لابتعادهم عن مباهج الدنيا وبهارجها.
(3) القبيل: الجماعة. القود: قصاص القتل بالقتل.
م. ص. القبيل كناية عن محبي اللََّه من كل أجناس البشر كالعرب والعجم وأهل الهند والروم وغيرهم.
(4) السام: جمع السامة وهي الموت. الضنا: المرض: لم تبي: لم تتبوأ أي لم تصل إلى المقام المطلوب.
م. ص. المعنى انك ما دمت حيا لا تصل إلى مقامي ولا إلى رتبة السالكين.
(5) حي: اقبل كما في قولنا: حي على الصلاة. حيّ على الفلاح.
م. ص. عز البقاء صفة من صفات الرحمن فهو الباقي والكائنات إلى فناء {وَيَبْقى ََ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلََالِ وَالْإِكْرََامِ} والوصل هو لقاء اللََّه باتباع تعاليمه.
(6) الخطاب للمحبوبة الحقيقية ومعنى القول ان كان رضاك في قبض روحي صرت حيا بالحياة الأبدية وزال عني حكم الدنيا وهكذا ترضين بذلك.
(7) م. ص. كل عذاب مقبول لديه إلا عذاب المحبوبة فهو البعد عن شهود الحضرة الإلهية وهذا جزاء الكافرين {إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}.
(8) تشي: تشائين. الجوى: هوى الباطن.
المعنى ان أردت قتلي بحزني وحرقتي فذلك كاف لافتخاري وأنت بذلك راضية.
ما رأت، مثلك، عيني حسنا، ... وكمثلي، بك صبّا، لم تري ... نسب أقرب، في شرع الهوى ... بيننا، من نسب، من أبوي (1)
... هكذا العشق رضيناه ومن ... يأتمر إن تأمري، خير مري (2)
... ليت شعري، هل كفى ما قد جرى ... مذ جرى ما قد كفى من مقلتي (3)
... حاكيا عين وليّ، إن علا ... خدّ روض، تبك عن زهر تبي (4)
... قد برى أعظم شوقي أعظمي، ... وفني جسمي، حاشا أصغري (5)
... وتلافيك، كبرئي، دونه ... سلوتي عنك، وحظّي منك عي (6)
... شافعي التّوحيد في بقياهما، ... كان عند الحبّ عن غير يدي (7)
... ساعدي بالطّيف، إن عزّت منى، ... قصر، عن نيلها، في ساعدي (8)
المعنى ان أردت قتلي بحزني وحرقتي فذلك كاف لافتخاري وأنت بذلك راضية.
ما رأت، مثلك، عيني حسنا، ... وكمثلي، بك صبّا، لم تري ... نسب أقرب، في شرع الهوى ... بيننا، من نسب، من أبوي (1)
... هكذا العشق رضيناه ومن ... يأتمر إن تأمري، خير مري (2)
... ليت شعري، هل كفى ما قد جرى ... مذ جرى ما قد كفى من مقلتي (3)
... حاكيا عين وليّ، إن علا ... خدّ روض، تبك عن زهر تبي (4)
... قد برى أعظم شوقي أعظمي، ... وفني جسمي، حاشا أصغري (5)
... وتلافيك، كبرئي، دونه ... سلوتي عنك، وحظّي منك عي (6)
... شافعي التّوحيد في بقياهما، ... كان عند الحبّ عن غير يدي (7)
... ساعدي بالطّيف، إن عزّت منى، ... قصر، عن نيلها، في ساعدي (8)
(1) م. ص. النسب كناية عن القرب من اللََّه تعالى وذلك بإطاعة امره وعبادته عبادة صالحة.
(2) مري: تصغير مرء.
م. ص. العشق كناية عن حالات الوجد والاتصال الروحي وخير مري كناية عن الإنسان العابد الصالح.
(3) مقلتي: مثنى المقلة وهي العين.
المعنى: هل دمعي الذي جرى كاف لاقناع المحبوبة بحالتي التي أنا فيها.
(4) الولي: المطر الثاني ويأتي بعد الوسمي. الروض: الشجر الكثيف الملتف. تبي:
تضحك وقد قالت العرب (حياك اللََّه وبياك) اي أضحكك.
المعنى ان الدمع الذي جرى من مقلتيه هو كالمطر الذي علا ازهار الروض فيضحك هذا الروض من زهر تفتحت اكمامه.
(5) برى العظم: أضعفه وأنحله. الأصغران: القلب واللسان.
م. ص. ضعف الجسم كناية عن الفناء بالله تعالى وبقاء القلب واللسان لتلقي المعارف في القلب ولنشر العلوم والتلفظ بها باللسان.
(6) المعنى ان اعتقاده بوحدانية اللََّه شفع له في عدم فناء قلبه ولسانه.
(7) تلافيك: تداركك. برئي: شفائي. سلوتي: نسياني. العي: عدم الاهتداء للمطلوب.
م. ص. البرء كناية عن الانكشاف والظهور وذلك لشفائه من داء الهجر وعدم السلوى كناية عن حالات الوجد الدائمة.
(8) ساعدي: اسعفي. الطيف: الخيال. عزت: صعبت. المنى: جمع المنية بضم الميم وهي المطلوب والغاية.
م. ص. يتمنى ان يزوره خيال المحبوبة في المنام تأكيدا للحديث الشريف «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» ولا يطلب هذا الأمر إلا الأتقياء العارفين بالله.
شام من سام، بطرف ساهر، ... طيفك الصّبح بألحاظ عمي (1)
... لو طويتم نصح جار، لم يكن ... فيه، يوما، يأل طيّا، يال طي (2)
... فاجمعوا لي همما، إن فرّق ... الدّهر شملي بالألى بانوا قضي (3)
... ما بودّي، آل ميّ، كان بثث ... الهوى إذ ذاك، أودى ألمي (4)
... سرّكم عندي ما أعلنه ... غير دمع عند ميّ، عن دمي (5)
... مظهرا ما كنت أخفي من قديم ... حديث، صانه منّي طي (6)
... عبرة فيض جفوني، عبرة ... بي أن تجري أسعى واشيي (7)
... كاد، لولا أدمعي، أستغفر ... الله، يخفى حبّكم عن ملكي (8)
م. ص. يتمنى ان يزوره خيال المحبوبة في المنام تأكيدا للحديث الشريف «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» ولا يطلب هذا الأمر إلا الأتقياء العارفين بالله.
شام من سام، بطرف ساهر، ... طيفك الصّبح بألحاظ عمي (1)
... لو طويتم نصح جار، لم يكن ... فيه، يوما، يأل طيّا، يال طي (2)
... فاجمعوا لي همما، إن فرّق ... الدّهر شملي بالألى بانوا قضي (3)
... ما بودّي، آل ميّ، كان بثث ... الهوى إذ ذاك، أودى ألمي (4)
... سرّكم عندي ما أعلنه ... غير دمع عند ميّ، عن دمي (5)
... مظهرا ما كنت أخفي من قديم ... حديث، صانه منّي طي (6)
... عبرة فيض جفوني، عبرة ... بي أن تجري أسعى واشيي (7)
... كاد، لولا أدمعي، أستغفر ... الله، يخفى حبّكم عن ملكي (8)
(1) شام: نظر البرق. سام: طلب. الطرف: النظر. عمي: تصغير اعمى.
م. ص. ان من يطلب رؤية خيال المحبوبة بعين ساهرة لغير اللََّه تعالى فقد مرّ عليه الصبح ولم يره.
(2) طويتم: كتمتم. يأل: يقصر. يال طي: يا آل طي.
م. ص. الجار كناية عن شخصه والنصح كناية عن الكلام بالمعارف الإلهية والنداء إلى آل طي فيه خطاب لشيخه محي الدين بن العربي الطائي.
(3) الهمم: مفردها الهمة وهي العزيمة. بانوا: فارقوا. قصي: بعيد.
م. ص. الاحبة الذين بانوا هم الحقائق والأسماء الإلهية الظاهرة بآثارها في الأكوان.
(4) ما بودي: ليس مرادي. الآل: الأهل والأقارب بث الهوى: إظهاره واشاعته. اودى:
أهلك.
م. ص. أهل مي كناية عن أهل التقى والعرفان والهوى هو الحب الحقيقي وبث الهوى نشر العلوم الربانية وذلك من امتلاء القلوب بتجليات الحق.
(5) العندمي من العندم وهو نبات احمر. دمي: تصغير دمى.
م. ص. الدمع كناية عن خشية الخالق ولا سيما ان دمعة المؤمن رحمة.
(6) صانه: حماه وكتمه. الطي: الإخفاء.
المعنى ان الدمع اظهر ما كان يعلمه من الحديث والكلام الرباني.
(7) العبرة بكسر العين الدرس والحكمة. الفيض: سيلان الدمع. العبرة بفتح العين:
الدمعة. واشيي: مثنى واش.
(8) ملكي: ملكا اليمين والشمال اللذان يحصيان اعمال المرء من حسنات وسيئات.
صارمي حبل وداد أحكمت، ... باللّوى منه، يد الإنصاف لي (1)
... أترى، حلّ لكم حلّ أواخي ... روى ودّ، أواخي منه عي (2)
... بعدي الدّاريّ، والهجر عليّ ... جمعتم، بعد داري هجرتي (3)
... هجركم، إن كان حتما قرّبوا ... منزلي، فالبعد أسوا حالتي (4)
... يا ذوي العود ذوى عود ودا ... دي منكم، بعد أن أينع ذي (5)
... يا أصيحابي، تمادى بيننا، ... ولبعد بيننا لم يقض طي (6)
... عهدكم، وهنا، كبيت العنكبوت ... ، وعهدي، كقليب، آد طي (7)
... علّلوا روحي بأرواح الصّبا، ... فبريّاها يعود الميت حي (8)
__________
(1) صارمي: قاطعي. اللي: الفتل. اللوى: اسم مكان.
م. ص. الصارمون هم أهل العلم والمعرفة السالكون طريق اللََّه تعالى والوداد كناية عن الحب الحقيقي. واللوى كناية عن مقام التجلي.
(2) الاواخي: مفردها آخية وهي حلقة أو عود في حبل. روى: فتل.
م. ص. الخطاب للاحبة ومعروف ان قطع المحبة من غير عذر حرام إلّا على العارفين الأتقياء لأنهم مشغولون بالله دون سواء.
(3) الداران: مكة المكرمة والمدينة المنورة.
م. ص. كنّى بالهجر عن الهجرتين المعروفتين الأولى من مكة إلى بلاد الحبشة وهي الهجرة النفسانية والثانية من مكة إلى المدينة.
(4) م. ص. البعد كناية عن غياب المحبوب الحقيقي عنه وفي هذه الحالة يزداد شوق المريد وتتضاعف حالات وجده ليكون قريبا من اللََّه.
(5) العود: الإحسان. أينع: نضج. ذوى: ذبل. الذي: الذبول.
م. ص. الجفاء كناية عن انشغال المحبوب عنه والذبول كناية عن حالة المحب أثناء جفاء المحبوب.
(6) تمادى: تطاول. بيننا: فراقنا. الطيّ: القطع.
م. ص. الأصحاب كناية عن الملائكة الحافظين له.
(7) وصف العهد ببيت العنكبوت لأنه عهد واه لا اعتماد عليه. آد: قوي واشتد. القليب:
البئر. الطي: العامر.
المعنى ان عهدكم واه وضعيف كبيت العنكبوت أما عهدي فقوي كبئر عامرة.
(8) الأرواح جمع ريح وتجمع على أرياح أيضا. الصبا: الريح الشرقية الخفيفة. رياها:
نداها ورائحتها الطيبة.
م. ص. الأصحاب هم الملائكة الحافظون. وأرواح الصبا كناية عن الأرواح المنفوخة في الهياكل النورانية والترابية الارضية.
ومتى ما سرّ نجد عبرت، ... عبّرت عن سرّ ميّ وأميّ (1)
... ما حديثي بحديث، كم سرت ... فأسرّت لنبيّ من نبي (2)
... أي صبا، أيّ صبا هجت لنا، ... سحرا، من أين ذيّاك الشّذي (3)
... ذاك أن صافحت ريّان الكلا، ... وتحرّشت بحوذان كلي (4)
... فلذا تروي، وتروي، ذا صدى، ... وحديثا، عن فتاة الحيّ، حي (5)
... سائلي، ما شفّني؟ في سائل الدّمع ... ، لو شئت، غنى، عن شفتي (6)
... عتب لم تعتب، وسلمى أسلمت ... وحمى أهل الحمى رؤية ري (7)
... والتي يعنو لها البدر سبت، ... عنوة روحي، ومالي، وحمي (8)
م. ص. الأصحاب هم الملائكة الحافظون. وأرواح الصبا كناية عن الأرواح المنفوخة في الهياكل النورانية والترابية الارضية.
ومتى ما سرّ نجد عبرت، ... عبّرت عن سرّ ميّ وأميّ (1)
... ما حديثي بحديث، كم سرت ... فأسرّت لنبيّ من نبي (2)
... أي صبا، أيّ صبا هجت لنا، ... سحرا، من أين ذيّاك الشّذي (3)
... ذاك أن صافحت ريّان الكلا، ... وتحرّشت بحوذان كلي (4)
... فلذا تروي، وتروي، ذا صدى، ... وحديثا، عن فتاة الحيّ، حي (5)
... سائلي، ما شفّني؟ في سائل الدّمع ... ، لو شئت، غنى، عن شفتي (6)
... عتب لم تعتب، وسلمى أسلمت ... وحمى أهل الحمى رؤية ري (7)
... والتي يعنو لها البدر سبت، ... عنوة روحي، ومالي، وحمي (8)
(1) سر نجد: موضع. عبرت: اجتازت. عبّرت: بتشديد الباء قالت. مي: ترخيم مية وأمي ترخيم امية.
م. ص. سر نجد كناية عن الهياكل الطاهرة والأجسام الزكية ومية وأمية كناية عن حضرتي الصفات والأسماء الإلهية.
(2) سرت: مشت ليلا. أسرت: تكلمت سرا وبصوت خافت.
(3) اي حرف نداء والصبا مر ذكرها قبل بيتين. السحر: مطلع الفجر.
م. ص. الصبا كناية عن عالم الأرواح والسحر وقت نزول الرب إلى سماء الدنيا.
(4) الريان: الندي. الكلأ: العشب. تحرشت: تصديت.
الحوذان: نبات طيب. كلي: تصغير كلا وهو جانب الوادي.
(5) ذو الصدى: العطشان. تروي: تطفئ العطش. تروي: تنقل الحديث.
م. ص. الصادي أو ذو الصدى كناية عن المتعطش للقاء ربه. ونقل الحديث وروايته كناية عن اخبار المريدين الصادقين.
(6) شفني: اضعفي واهزلني.
م. ص. سائل الدمع كناية عما يفيض من عين بصيرته فن الحقائق الإلهية.
(7) سلمى وعتب وري اسماء نساء لم تعتب: لم تلم.
م. ص. عتب كناية عن الروح الإنسانية. ولم تعتب كناية عن العالم الأعلى الذي لا يهتم بالأمور السفلى وأهل الحي كناية عن الأسماء الإلهية وري كناية عن الذات الإلهية.
(8) يعنو: يذل ويخضع. سبت: اسرة. العنوة: القهر.
م. ص. البدر كناية عن الإنسان الكامل. والكلام عن المحبوبة الحقيقية.
عدت ممّا كابدت من صدّها، ... كبدي، حلف صدى، والجفن ري (1)
... واجدا، منذ جفا برقعها، ... ناظري من قلبه في القلب، كي (2)
... ولنا بالشّعب، شعب، جلدي ... بعدهم خان، وصبري كاء كي (3)
... حلفت نار جوى حالفني: ... لا خبت دون لقا ذاك الخبي (4)
... عيس حاجّي البيت حاجّي لو أمكن ... أن أضوي، إلى رحلك، ضي (5)
... بل على ودّي بجفن قد دمي، ... كنت أسعى راغبا عن قدمي (6)
... فزت بالمسعى الذي أقعدت عنه ... هـ، وعاويك له، دوني، عي (7)
م. ص. البدر كناية عن الإنسان الكامل. والكلام عن المحبوبة الحقيقية.
عدت ممّا كابدت من صدّها، ... كبدي، حلف صدى، والجفن ري (1)
... واجدا، منذ جفا برقعها، ... ناظري من قلبه في القلب، كي (2)
... ولنا بالشّعب، شعب، جلدي ... بعدهم خان، وصبري كاء كي (3)
... حلفت نار جوى حالفني: ... لا خبت دون لقا ذاك الخبي (4)
... عيس حاجّي البيت حاجّي لو أمكن ... أن أضوي، إلى رحلك، ضي (5)
... بل على ودّي بجفن قد دمي، ... كنت أسعى راغبا عن قدمي (6)
... فزت بالمسعى الذي أقعدت عنه ... هـ، وعاويك له، دوني، عي (7)
(1) كابدت: عانيت وقاسيت. الصد: الهجر. الصدى: العطش. الري: إطفاء العطش.
المعنى انه صار عطشا لما قاساه كبده من هجر الحبيبة وأصبح جفنه ريانا بالبكاء نتيجة لهذا الصد والهجران.
(2) البرقع: غطاء الوجه والعين لدى النساء.
م. ص. البرقع كناية عن الغطاء على وجه الحق وهو الحجب والسدول التي تستر العقول البشرية.
(3) الشعب: الطريق في الجبل. الشعب بفتح الشين: القبيلة الكبيرة. كاء: جبن.
الكي: الجبن.
م. ص. الشعب بكسر الشين كناية عن عالم الأجسام والشعب بفتح الشين كناية عن الأسماء الإلهية المتجلية بالأكوان.
(4) حالفني: لازمني. خبت النار: خمدت. الخبي: الخباء.
م. ص. الخبي تصغير للخباء وهو كناية عن الصورة الحسية الظاهرة بفيض الأسماء والصور الإلهية.
(5) العيس: الإبل البيضاء التي يخالط لونها بياض. أضوي: التجي أو أحتمي.
والمعنى أيتها الإبل الحاملة الحجاج إلى بيت اللََّه منيتي لو أنضم إليك.
(6) المعنى كنت أود ان أسعى إلى ركب الحاجّين العارفين إلى بيت اللََّه ليس على قدمي بل بعيني الدامية.
(7) المسعى من أعمال الحج بين الصفاء والمروة. عاويك عيا: داعيك إلى السفر.
م. ص. المسعى بين الصفا والمروة من أعمال الحج بأن يطوف الحاج سبقه أشواط بين المكانين.
سيء بي، إن فاتني من فاتني ... الخبت، ما جبت إليه السّيّ طي (1)
... حاظري، من حاضري مرماك، با ... دي، قضاء، لا اختيار لي شيء (2)
... لا برى جذب البري جسمك، و ... اعتضت، من جدب البري والنأي، بي (3)
... خفّفي الوطء، ففي الخيف، سلمت ... ، على غير فؤاد لم تطي (4)
... كان لي قلب، بجرعاء الحمى، ... ضاع منّي، هل له ردّ عليّ؟ (5)
... إن ثنى، ناشدتكم، نشدانكم، ... سجرائي، لي عنه عيّ عي (6)
... فاعهدوا بطحاء وادي سلم، ... فهي ما بين كداء وكدي (7)
... يا سقى اللََّه عقيقا، باللّوى، ... ورعى ثمّ فريقا من لؤي (8)
م. ص. المسعى بين الصفا والمروة من أعمال الحج بأن يطوف الحاج سبقه أشواط بين المكانين.
سيء بي، إن فاتني من فاتني ... الخبت، ما جبت إليه السّيّ طي (1)
... حاظري، من حاضري مرماك، با ... دي، قضاء، لا اختيار لي شيء (2)
... لا برى جذب البري جسمك، و ... اعتضت، من جدب البري والنأي، بي (3)
... خفّفي الوطء، ففي الخيف، سلمت ... ، على غير فؤاد لم تطي (4)
... كان لي قلب، بجرعاء الحمى، ... ضاع منّي، هل له ردّ عليّ؟ (5)
... إن ثنى، ناشدتكم، نشدانكم، ... سجرائي، لي عنه عيّ عي (6)
... فاعهدوا بطحاء وادي سلم، ... فهي ما بين كداء وكدي (7)
... يا سقى اللََّه عقيقا، باللّوى، ... ورعى ثمّ فريقا من لؤي (8)
(1) الخبت: ما اتسع من الأرض. السي: الفلاة.
م. ص. السي: كناية عن طريق المجاهدة وسبيل السلوك إلى لقاء الملوك.
(2) الحاظر: المانع. المرمى: مكان رمي الحجار السبع.
م. ص. المرمى كناية عن الصفات السبع وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.
(3) برى: أضعف وأهزل. البري: جمع بره وهي حلقة في انف البعير.
م. ص. الخطاب لعيس حاجي البيت وذلك كناية عن عالم الأجسام الإنسانية وجذب البري كناية عن التكاليف الشرعية.
(4) الخيف: واد بالحجاز. لم تطي: لم تطئ.
م. ص. الخيف أرض العلم والعلماء والخطاب لعيس بيت اللََّه الحرام أي العيس القاصدة له والطلب منها ان تخفف الوطء على قلوب المحبين.
(5) الجرعاء: الأرض الطيبة.
م. ص. الجرعاء كناية عن مقام المجاهدة والحمى حمى الحضرة الإلهية.
(6) السجراء: الأحبة والخلان.
(7) البطحاء: الأرض السهلة. وادي سلم: موضع بالحجاز. كداء: موضع في اعلى مكة. كدي: موضع في اسفل مكة.
م. ص. بطحاء وادي سلم ووادي طوى وهو كناية عن عالم الأرواح وكداء كناية عن النور الأعلى أي نور اللََّه وكدي كناية عن النور الثاني وهو النور المحمدي.
(8) العقيق: موضع باليمامة. اللوى: ما التوى من الرمل. رعى: حفظ. لؤي: قبيلة من بني غالب بن فهر.
م. ص. عقيق اللوى كناية عن المقام المحمدي موضع الفيض الرحماني والفريق كناية عن الشيوخ العارفين.
وأويقات بواد سلفت ... فيه، كانت راحتي في راحتي (1)
... معهد من عهد أجفاني، على ... جيده، من عقد أزهار، حلي (2)
... كم غدير، غادر الدّمع به ... أهله غير ألي حاج لري (3)
... فثرائي من ثراه كان، لو ... عاد لي عفّرت فيه وجنتي (4)
... حيّ، ربعيّ الحيا، ربع الحيا ... بأبي جيرتنا فيه، وبي (5)
... أيّ عيش مرّ لي في ظلّه، ... أسفي، إذ صار حظّي منه أي (6)
... أي، ليالي الوصل، هل من عودة؟ ... ومن التعليل قول الصبّ: أي (7)
م. ص. عقيق اللوى كناية عن المقام المحمدي موضع الفيض الرحماني والفريق كناية عن الشيوخ العارفين.
وأويقات بواد سلفت ... فيه، كانت راحتي في راحتي (1)
... معهد من عهد أجفاني، على ... جيده، من عقد أزهار، حلي (2)
... كم غدير، غادر الدّمع به ... أهله غير ألي حاج لري (3)
... فثرائي من ثراه كان، لو ... عاد لي عفّرت فيه وجنتي (4)
... حيّ، ربعيّ الحيا، ربع الحيا ... بأبي جيرتنا فيه، وبي (5)
... أيّ عيش مرّ لي في ظلّه، ... أسفي، إذ صار حظّي منه أي (6)
... أي، ليالي الوصل، هل من عودة؟ ... ومن التعليل قول الصبّ: أي (7)
(1) راحتي: مثنى الراحة وهي باطن الكف.
م. ص. الوادي كناية عن قلب المؤمن العارف والراحة كناية عن العالم الروحاني قبل ان يعرف التركيب المادي والعنصري.
(2) المعهد: مكان السكن. الجيد: العنق.
المعهد كناية عن مكان العارفين ومحل نزول الفيض والأمداد الإلهي والأزهار كناية عن العلوم الناتجة بفضل المدد الرحماني.
(3) الغدير: مكان الماء. غادر: ترك. الري: الارتواء من العطش. اولي: أصحاب.
الحاج: الحاجات.
والمعنى ان الدمع قد ملأ من الغدران ما يكفي أهلها.
(4) الثراء: الثروة والمال. الثرى: التراب. عفرت: مرغت. الوجنة: ظاهر الوجه.
م. ص. الثرى: كناية عن تربة الأرض المقدسة أرض المقامات وأصحاب العرفان والوجنتان كناية عن ظاهر الإنسان وباطنه.
(5) ربعي: مثنى الربع وهو مكان الإقامة في الربيع. الحيا: المطر. حي وبي: من لغة العرب حياك اللََّه وبياك أي حياك وأصلحك.
م. ص. ربعي الحيا كناية عن مطر العلم الإلهي وقوله حي من الاستحياء كناية عن الإنسان الكامل وجيرته المجاورين له في المقام الصمداني وهم الكاملون العارفون.
(6) أي في أول البيت وآخره استفهامية وقد استعملت بهذا الشكل من باب رد العجز على الصدر.
(7) الوصل: الوداد. الصب: العاشق المدنف.
م. ص. ليالي الوصل كناية عن أيام المجاهدة والعبادة حيث يتصل العبد روحانيا بخالقه.
وبأيّ الطرق أرجو رجعها، ... ربما أقضي، وما أدري بأي (1)
... حيرتي، بين قضاء جيرتي، ... من ورائي، وهو بين يدي (2)
... ذهب العمر ضياعا، وانقضى ... باطلا، إذ لم أفز منكم بشي (3)
... غير ما أوليت من عقدي، ولا ... عترة المبعوث، حقا، من قصيّ (4)
م. ص. ليالي الوصل كناية عن أيام المجاهدة والعبادة حيث يتصل العبد روحانيا بخالقه.
وبأيّ الطرق أرجو رجعها، ... ربما أقضي، وما أدري بأي (1)
... حيرتي، بين قضاء جيرتي، ... من ورائي، وهو بين يدي (2)
... ذهب العمر ضياعا، وانقضى ... باطلا، إذ لم أفز منكم بشي (3)
... غير ما أوليت من عقدي، ولا ... عترة المبعوث، حقا، من قصيّ (4)
(1) اقضي: أموت.
المعنى: أي طريق تعيدني إلى ليالي الوصل فربما أموت ولا اهتدي قبل موتي إلى تلك الطريق.
(2) حيرتي: عدم اهتدائي.
المعنى ان حيرته ناتجة عن امرين أولهما القضاء الإلهي الذي لا مردّ لدفعه والثاني هو الهوى أو الميل النفساني وجيرته كناية عن أهل طريق اللََّه من السالكين العابدين.
(3) م. ص. يندب ابن الفارض حظه لان عمره ضاع سدى ولم يستفد منه بمعرفة ربه المعرفة الحقة وهذا حال العارفين يتواضعون رغم ما عندهم من الورع والتقى. والهلاك أو ضياع العمر إشارة إلى {كُلُّ شَيْءٍ هََالِكٌ إِلََّا وَجْهَهُ} أو إلى الآية: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهََا فََانٍ وَيَبْقى ََ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلََالِ وَالْإِكْرََامِ}.
(4) اوليت: أوكلت أو أعطيت. العترة: النسل والأحفاد. المبعوث: النبي محمد (صلّى اللََّه عليه وسلّم) قصي: قصي بن كلاب الذي ينتسب إليه النبي العربي محمد (صلّى اللََّه عليه وسلّم).
المعنى: انه لم يفز طوال عمره من اللََّه تعالى بشيء لأنه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
واستثنى من هذا موالاته لأهل بيت النبوة عليهم السلام وهذا الشيء أو هذه الموالاة هي سلم الخلاص والسبيل إلى النجاة.
والحمد للََّه رب العالمين











مصادر و المراجع :

١- ديوان ابن الفارض

المؤلف: ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي (632)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید