المنشورات
عهد الشباب
(الطويل)
نظم هذه القصيدة في مدح أبي علي وزير بهاء الدولة، وفيها يعاتبه على ما كان بينهما من عقد المصاهرة على بنت الوزير ثم انفسخ. وقد وجّه إليه القصيدة من فارس.
أمانيّ نفس ما تناخ ركابها، ... وغيبة حظّ لا يرجّى إيابها
ووفد هموم ما أقمت ببلدة، ... وهنّ معي، إلّا وضاقت رحابها
وآمال دهر إن حسبت نجاحها، ... تراجع منقوضا عليّ حسابها
أهمّ، وتثني بالمقادير همّتي، ... ولا ينتهي دأب اللّيالي ودابها
فيا مهجة يفنى غليلا ذماؤها، ... ويا لمّة يمضي ضياعا شبابها (1)
وعندي إلى العلياء طرق كثيرة، ... لو انجاب من هذي الخطوب ضبابها
عناد من الأيّام عكس مطالبي ... إذا كان يوطيني النّجاح اقترابها (2)
وحظّي منها صابها دون شهدها، ... فلو كان عندي شهدها ثمّ صابها (3)
تميل بأطماع الرّجال بروقها، ... وتوكى على غشّ الأنام عيابها (4)
ولكنّها الدّنيا التي لا مجيئها ... على المرء مأمون فيخشى ذهابها
تفوه إلينا بالخطوب فجاجها، ... وتجري إلينا بالرّزايا شعابها (5)
ألا أبلغا عنّي الموفّق قولة، ... وظنّي أنّ الطّول منه جوابها (6)
أترضى بأن أرمي إليك بهمّتي ... فأحجب عن لقيا على أنت بابها
وأظما إلى درّ الأماني، فتنثني ... بأخلافها عنّي، ومنك مصابها؟
وليس من الإنصاف أن حلّقت بكم ... قوادم عزّ طاح في الجوّ قابها (7)
وأصبحت محصوص الجناح مهضّما، ... عليّ غواشي ذلّة وثيابها (8)
تعدّ الأعادي لي مرامي قذافها ... وتنبحني أنّى مررت كلابها (1)
مقامي في أسر الخطوب تهزّ لي ... قواضبها مطرورة وحرابها (2)
لقد كنت أرجو أن تكونوا ذرائعي ... إلى غيركم حيث العلى واكتسابها (3)
فهذي المعالي الآن طوعى لأمركم، ... وفي يدكم أرسانها ورقابها
إذا لم أرد في عزّكم طلب العلى ... ففي عزّ من يجدي عليّ طلابها
ولولاكم ما كنت إلّا بباحة ... من العزّ مضروبا عليّ قبابها
أجوب بلاد الله، أو أبلغ الّتي ... يسوء الأعادي أن يعبّ عبابها (4)
وكان مقامي أن أقمت ببلدة ... مقام الضّواري الغلب يحذر غابها
وإنّي لترّاك المطالب إن نأى ... بها قدر أو لطّ دوني حجابها (5)
وأعزل من دون التي لا أنالها ... نوازع نفسي، أو تذلّ صعابها
وأقرب ما بيني وبينك حرمة ... تداني نفوس ودّها وحبابها (6)
شواجر أرحام، إذا ما وصلتها، ... فعند أمير المؤمنين ثوابها (7)
وما بعد ذا من آصرات إذا انتهت ... يكون إلى آل النّبيّ انتسابها (8)
وهل تطلب العلياء إلّا لأن يرى ... وليّ يرجّيها وضدّ يهابها
فجرّد لأمري عزمة منك صدقة ... كمطرورة الغربين يمضي ذبابها (9)
ولا تتركنّي قاعدا أرقب المنى، ... وأرعى بروقا لا يجود سحابها
وغيرك يقري النّازلين ببابه، ... عدات كأرض القاع يجري سرابها (1)
بكفّيك عقد المكرمات وحلّها، ... وعندك إشراق العلى وغيابها
وعندي لك الغرّ التي لا نظامها ... يهي أبدا، أو لا يبوخ شهابها (2)
وعندي للأعداء فيك أوابد، ... لعاب الأفاعي القاتلات لعابها (3)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشريف الرضي
المؤلف: محمد بن
الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.
المصدر: الشاملة
الذهبية
18 يونيو 2024
تعليقات (0)