المنشورات

نطق اللسان

(مجزوء الكامل)
نظم الشاعر هذه القصيدة مادحا أباه سنة 396، وفيها يذكر رد أملاكه إليه.
نطق اللّسان عن الضّمير، ... والبشر عنوان البشير
الآن أعفيت القلو ... ب من التّقلقل والنّفور
وانجابت الظّلماء عن ... وضح الصّباح المستنير
ما طال يوم ملثّم ... إلّا استراح إلى السّفور
خبر تشبّث بالمسا ... مع عن فم الملك الخطير
وأذلّ أعناق العدى، ... ذلّ المطيّة للجرير (1)
يسمو به قول الخطي ... ب وتستطيل يد المشير
وضمائر الأعداء تق ... ذف بالحنين على الزّفير
وسوابق العبرات تر ... كض في السّوالف والنّحور
تفدي ضميرك في النّوا ... ئب مستريب بالأمور
غرض بنعمته، وبع ... ض القوم يشرق بالنّمير (2)
يغترّ بالدّنيا، وحب ... لك لا يدلّى بالغرور
حسب المضمّخ بالدّما ... ء كمن تغلّف بالعبير
ولأنت مثل القرّ يع ... صف منه بالشّعرى العبور (3)
كنت النّسيم جرى علي ... هـ، فغضّ من نار الحرور
عجلان يحمل مغرم ال ... دّنيا على ظهر حسير
يسطو بلا سبب، وتل ... ك طبيعة الكلب العقور
أنت المكلّل بالمنا ... قب عند إيماض الثّغور
في رفقة البيداء، أو ... بين المنازل والقصور
غيّرت ألوان الرّما ... ح، ورونق البيض الذّكور (1)
ورددت أعطاف الظّبى، ... تختال في العلق الغزير
بضوامر مثل النّسو ... ر وغلمة مثل الصّقور
وبأسرة من هاشم ... غدروا بربّات الخدور
سمر التّرائب والطّلى، ... بيض العوارض لا الشّعور (2)
مستنجدون على البعا ... د، ومنجدون على الحضور
المانعون من الأذى، ... والمنقذون من الدّهور
لهم الكلام، وإنّما ... للأسد صولات الزّئير
النّجر مختلف، وإن ... كان النّبال من الجفير (3)
في النّاس غير مطهّر، ... والحرّ معدوم النّظير
والنّسل يخبث بعضه، ... ما كلّ ماء للطّهور
لك دون أعراض الرّجا ... ل حميّة الرّجل الغيور
ولماء كفّك في المحو ... ل طلاقة العام المطير
ما بين نعمة طالب ... فينا، ودعوة مستجير
العزّ من شيع الغنى، ... والذّلّ أولى بالفقير
ولربّما رزق الغنى ... ربّ الشّويهة والبعير (4)
عصفت بمبغضك النّوا ... ئب من أمير، أو وزير
لمّا أراد بك المن ... يّة صار من تحف القبور
جذبته في شطن المنو ... ن يد النّآد العنقفير (1)
وضحت به الأيّام في ... ظلّ النّعيم إلى الهجير
متأوّها تحت الخطوب ... تأوّه الجمل العقير
لعبت بك الدّنيا، وسع ... يك في فم الجدّ العثور
والرّيح تلعب بالذّوا ... بل، وهي تطعن في الصّدور (2)
ما التذّ لبس الصّوف إ ... لّا من تعمّم بالقتير (3)
متخدّد الخدّين مغ ... برّ الذّوائب والضّفور
سام بفضل حيائه، ... والطّرف يوصف بالفتور
أسر الوقار طماحه، ... والقدّ أملك بالأسير (4)
من بعد ما صحب الرّكا ... ئب لا يعفّ عن المسير
جذلان ينظر وجهه ... في عارض العضب الشّهير
متغطرفا كالسّيل يب ... طش بالجنادل والصّخور
إنّا بني الدّنيا نعلّ ... ل باللّيالي والشّهور
كفلت بأنفسنا، وهل ... طفل يعيش بغير ظير (5)
نحن الشّبول من الضّرا ... غم والنّطاف من البحور (6)
وإذا عزانا ناسب ... نسب الشّموس إلى البدور
غدر السّرور بنا، وكا ... ن وفاؤه يوم الغدير
يوم أطاف به الوص ... يّ، وقد تلقّب بالأمير
فتسلّ فيه وردّ عا ... رية الغرام إلى المعير
وابتزّ أعمار الهمو ... م بطول أعمار السّرور
فلغير قلبك من يعلّ ... ل همّه نطف الخمور
لا تقنعن عند المطا ... لب بالقليل من الكثير
فتبرّض الأطماع مثل ... تبرّض الثّمد الجرور (1)
هذا أوان تطاول الحا ... جات والأمل القصير
فانفح لنا من راحتي ... ك بلا القليل ولا النّزور
لا تحوجنّ إلى العصا ... ب وأنت في الضّرع الدّرور
آثار شكرك في فمي، ... وسمات ودّك في ضميري
وقصيدة عذراء مث ... ل تألّق الرّوض النّضير
فرحت بمالك رقّها، ... فرح الخميلة بالغدير
وكأنّه في رصفها، ... جار الفرزدق أو جرير
وكأنّه في حسنها ... بين الخورنق والسّدير












مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید