المنشورات

بعض البياض

(الوافر)
في شعبان من سنة 392حلق الشاعر شعر رأسه في منى، ورأى فيه بعض البياض، فنظم هذه القصيدة.
بقلبي للنوائب جانحات ... عماق القعر مؤنسة الأواسي
أقارع شغبها لو كان يغني ... قراعي للنّوائب أو مراسي
وتعذمني فتخطي صفحتيها ... عذامي يوم أعذم أو ضراسي (2)
كأنّي بين قادمتي نزور ... تراوح بين ولغي وانتهاسي (3)
ولم يلبثن غربان اللّيالي ... نغيقا أن أطرن غراب راسي (4)
وما زال الزّمان يحيف حتّى ... نزعت له على مضض لباسي
نضا عنّي السّواد بلا مرادي ... وأعطاني البياض بلا التماسي (1)
أروع به الظّباء وقد أراني ... زميلا للغزال إلى الكناس (2)
لمسقط حامل الشّعرات عنّي ... بحدّ السّيف في اليوم العماس (3)
أحبّ إليّ من نزعي رداء ... كسانيه الشّباب وأيّ كاس
وأخلق وهو يذكرني التّصابي ... وعود النّبع يغمز وهو عاس (4)
وددت بأنّ ما تخبى المواضي ... بدال لي بما جنت المواسي
وبغّضني المشيب إلى لداتي، ... وهوّنني البقاء على أناسي (5)
خذوا بأزمّتي فلقد أراني ... قليلا ما يلين لكم شماسي (6)
أليس إلى الثّلاثين انتسابي ... ولم أبلغ إلى القلل الرّواسي
فمن دلّ المشيب على عذاري ... وما جرّ الذّبول على غراسي
سأبكي للشّباب بشاردات ... كصاردة السّهام عن القياس (7)
يعلّل شدوها الطّلح المعنّى ... إذا سقط العصيّ من النّعاس
فمن يك ناسيا عهدا فإنّي ... لعهدك يا شبابي غير ناس
وكنت عليك مع طمعي جزوعا، ... فكيف يكون وجدي بعد ياسي
لضاع بكاء من يبكيك شجوا ... ضياع الدّمع بالطّلل الطّماس
ولو أجدى البكاء على نوار ... لأعيا الدّمع عين أبي فراس
فإنّ العيش بعدك غير عيش، ... وإنّ النّاس بعدك غير ناس














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید