المنشورات

الضيف الأبيض

(السريع)
في سنة 383كان الشريف الرضي في الثالثة والعشرين من عمره وقد لاحظ في شعر رأسه بياضا فنظم هذه القصيدة.
عجلت، يا شيب، على مفرقي، ... وأيّ عذر، لك أن تعجلا
وكيف أقدمت على عارض ... ما استغرق الشّعر، ولا استكملا
كنت أرى العشرين لي جنّة، ... من طارق الشّيب، إذا أقبلا (4)
فالآن سيّان ابن أمّ الصّبا، ... ومن تسدّى العمر الأطولا
يا زائرا ما جاء حتّى مضى، ... وعارضا ما غام حتّى انجلى
وما رأى الرّاؤون من قبلها، ... زرعا ذوى من قبل أن يبقلا (1)
ليت بياضا جاءني آخرا ... فدى بياض كان لي أوّلا
وليت صبحا ساءني ضوءه ... زال، وأبقى ليله الأليلا (2)
يا ذابلا صوّح فينانه، ... قد آن للذّابل أن يختلى (3)
حطّ برأسي يققا أبيضا، ... كأنّما حطّ به منصلا (4)
هذا، ولم أعد بحال الصّبا، ... فكيف من جاوز، أو أوغلا
من خوفه كنت أهاب السّرى، ... شحّا على وجهي أن يبذلا
فليتني كنت تسربلته، ... في طلب العزّ ونيل العلى
قالوا: دع القاعد يزري به، ... من قطع اللّيل وجاب الفلا
قد كان شعري ربّما يدّعي ... نزوله بي قبل أن ينزلا
فالآن يحميني ببيضائه ... أن أكذب القول، وأن أبطلا
قل لعذولي اليوم نم صامتا، ... فقد كفاني الشّيب أن أعذلا
طبت به نفسا، ومن لم يجد ... إلّا الرّدى أذعن واستقبلا
لم يلق من دوني له مصرفا، ... ولم أجد من دونه موئلا














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید