المنشورات

تأبى الليالي

(المجثث)
في هذه القصيدة يذكر الرضي تعتب الوزير أبي القاسم علي بن أحمد المعروف بالبرقوهي لأمر بلغه فأوحشه، وهو يصف أفعاله ويستصوب رأيه.
تأبى اللّيالي أن تديما ... بؤسا لخلق، أو نعيما
ونوائب الأيّام يطرق ... ن الورى بيضا وشيما (2)
والدّهر يوجف فيه معو ... جّ الطّريق ومستقيما (3)
والمرء بالإقبال يب ... لغ وادعا خطرا جسيما
وينال بغيته، وما ... أنضى الذّميل ولا الرّسيما (4)
وإذا انقضى إقباله ... رجع الشّفيع له خصيما
بينا يسيغ شرابه، ... حتّى يغصّ به وجوما (1)
وهو الزّمان إذا نبا ... سلب الذي أعطى قديما
كالرّيح ترجع عاصفا، ... من بعد ما بدأت نسيما
يستكهم العضب القطو ... ع، ويزلق الرّمح القويما (2)
ويعود بالرّأس الطّمو ... ح العين مطراقا أميما (3)
كم ذابل قاد الجيا ... د القبّ يعلكن الشّكيما (4)
كعواسل الذّؤبان يذرع ... ن الأماعز والخروما (5)
ومجمّر للجيش قد ... نسيت ضوامره الجموما (6)
قلق على الأنماط ح ... تّى يدرك الثّار المنيما (7)
لا يصدر الرّايات ح ... تّى يعتصرن دما جموما (8)
عصف الحمام به، وف ... رّق ذلك الجمع العميما
ورمى به غرض الرّدى، ... عريان قد خلع النّعيما
زال الوزير، وكان لي ... وزرا أجرّ به الخصوما
فالآن أغدو للعدا ... ونبالها غرضا رجيما
سدّ العلى، وأنار لا ... فظّ القضاء، ولا ظلوما
حتّى، إذا لم يبق إ ... لّا أن يلام وأن يليما
طرح العناء على اللّئا ... م مجانبا ومضى كريما
لم يعتقله الحبس مم ... تهنا، ولم يعزل ذميما
أفنى العدا، وقضى المنى، ... وبنى العلى، ونجا سليما
الحامل العبء الذي ... أعيا المصاعب والقروما (1)
سئموه، فاحتمل المغا ... رم لا ألفّ، ولا سؤوما (2)
أنقاهم جيبا، إذا ... عدّوا، وأملسهم أديما
وجه كأنّ البدر شا ... طره الضّياء، أو النّجوما
لو قابل اللّيل البهي ... م لمزّق اللّيل البهيما
يجلو الهموم، وربّ وج ... هـ إن بدا جلب الهموما
خلص النّجيّ مشاورا ... قلبا على النّجوى كتوما (3)
ومنبّها عزما، إذا ... ما هزّ لم يوجد نؤوما
في الأمر يتّهم القري ... ب عليه، والخلّ الحميما
حتّى سما، فحدا بها ... بزلاء ناجية سعوما (4)
كان العظيم، وغير بد ... ع منه إن ركب العظيما
خطط يجبّنّ المش ... جّع، أو يسفّهن الحليما
والحرّ من حذر الهوا ... ن يزايل الأمر الجسيما
ويليح من خوف الأذى ... فرقا، ويدّرع الكلوما (5)
والضّيم أروح منه مط ... رور الظّبى بلغ الصّميما
بعثوا سواك لها فكا ... ن مبلّدا عنها مليما
والعاجز المأفون أق ... عد ما يكون إذا أقيما (1)
فسقى بلادك حيث كن ... ت المزن منبعقا هزيما (2)
فلقد سقى خدّيّ ذك ... رك دمع عينيّ السّجوما
ورعتك عين الله مق ... لاق الرّكائب، أو مقيما














مصادر و المراجع :

١- ديوان الشريف الرضي

المؤلف: محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید