المنشورات

أحيي نفسًا مريضة

البحر: طويل
(لقد أورَثَتْ قلبي وكان مصححًا ** بثينةُ صدغا يوم طار رداؤها)
(إذ خَطَرَتْ من ذكر بثنة خطرةٌ ** عصتني شؤون العين فانهلّ ماؤها)
(فإن لم أزرها عادني الشوق والهوى ** وعاود قلبي من بثينة داؤها)
(وكيف بنفس أنتِ هيّجتِ سقمها ** ويمنع منها يا بثين شفاؤها)
(لقد كنت أرجو أن تجودي بنائل ** فأخلف نفسي من جداك رجاؤها)
(فلو أن نفسي يا بثين تطيعني ** لقد طال عنكم صبرها وعزاؤها)
(ولكن عصتني واستبدّت بأمرها ** فأنتِ هواها يا بثين وشاؤها)
(فأحيي -هداك الله- نفساً مريضةً ** طويلاً بكم تهْيامُها وعناؤها)
(وكم وَعَدَتْنا من مواعد -لو وفت ** بوأيٍ- فلم تنجَزْ قليلٍ غناؤها)
(وكم لي عليها من ديونٍ كثيرةٍ ** طويلٍ تقاضيها بطيءٍ قضاؤها)
(تجود به في النّوم غير معرّدٍ ** ويحزن أيقاظاً عليها عطاؤها)
(إذا قلت: قد جادت لنا بنوالها ** أبت ثم قالت: خطة لا أشاؤها)
(أعاذلتي فيها لك الويل أقصري ** من اللوم عني اليوم أنت فداؤها)
(فما ظبية أدماء لاحقة الحشا ** بصحراء قو أفردتها ظباؤها)
(تراعي قليلا ثم تحنو الى طلا ** إذا ما دعته و البغام دعاؤها)
(بأحسن منها مقلة و مقلدا ** إذا جليت لا يستطاع إجتلاؤها)
(وتبسم عن غر عذاب كأنها ** قناة تعلت لينها و استواؤها)
(إذا قعدت في البيت يشرق بيتها ** وإن برزت يزداد حسنا فناؤها)
(قطوف ألوف للحجال يزينها ** مع الدل منها جسمها وحياؤها)
(منعمة ليست بسوداء سلفع ** طويل لجيران البيوت نداؤها)
(فدتك من النسوان كل شريرة ** صخوب كثير فحشها وبذاؤها)
(فهذا ثنائي إن نأت وإذا دنت ** فكيف علينا ليت شعري ثناؤها)










مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید