المنشورات

الغريم المحبوب

تخلفت بثينة عن لقائه مرة مخلفة وعدها فقال:
البحر: كامل تام
(يا صاحِ، عن بعضِ الملامةِ أقصرِ، ** إنّ المنى لَلِقاءُ أُمّ المِسْوَرِ)
(وأكنّ طارقها، على علل الكرى، ** ولنجمُ، وهناً قد دنا لتغوّرِ)
(يستافُ رِيحَ مدامةٍ معجونةٍ ** بذكيِّ مِسكٍ، أو سَحِيقِ العنبرِ)
(إني لأحفظُ غيبَكم ويسرّني، ** لو تعلمينَ، بصالحٍ أن تذكري)
(ويكون يومٌ، لا أرى لكِ مُرسَلاً، ** أو نلتقي فيه، عليّ كأشْهُر)
(يا ليتني ألقى المنيّة بغتةً، ** إنْ كانَ يومُ لقائكم لم يُقْدَر)
(أو أستطيعُ تجلّداً عن ذكركم، ** فيفيقَ بعضُ صبابتي وتفكّري)
(لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى، ** لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لم تَعذرِي)
(واللهِ، ما للقلب، من علمٍ بها، ** غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبرِ)
(لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً ** حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائعٌ أن تُهجري)
(ولتبكينّي الباكياتُ، وإنْ أبحْ، ** يوماً، بسرِّكِ مُعلناً، لم أُعذَر)
(يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ، ** يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ)
(إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ ** نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ)
(تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً ** هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر)
(ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني، ** إلاّ كبرقِ سحابةٍ لم تمطرِ)
(قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي، ** فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري)











مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید