المنشورات
فيارب حببني إليها
البحر: طويل
(أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ، ** ودارٌ، بأجراعِ الغَديرَينِ، بَلقَعُ؟)
(ديارٌ لسَلمى، إذ نحِلّ بها معاً، ** وإذ نحن منها بالمودةِ نطمعُ)
(وإن تكُ قد شطّتْ نواها ودارُها، ** فإنّ النوى ّ مما تشتُ وتجمعُ)
(إلى الله أشكو، لا إلى الناس، حبَّها، ** ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروَّع)
(ألا تَتّقِينَ الله فيمَن قتلتهِ، ** فأمسى إليكم خاشعاً يتضرّع؟)
(فإنْ يكُ جثماني بأرضِ سواكم، ** فإنّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمع)
(إذا قلتُ هذا، حين أسلو وأَجْتَري ** على هجرها، ظلّتْ لها النفسُ تَشفَع)
(ألا تَتّقِينَ الله في قَتْلِ عاشقٍ، ** له كَبِدٌ حَرّى عليكِ تَقَطّع)
(غريبٌ، مَشوقٌ، مولَعٌ بادّكاركُمْ، ** وكلُّ غريبِ الدارِ بالشّوقِ مُولَع)
(فأصبحتُ، مما أحدث الدهرُ، موجعَاً، ** وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّع)
(فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني ** المودةَ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ!)
(وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً، ** فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ)
(وإن رمتُ نفسي كيف آتي لصَرمِها، ** ورمتُ صدوداً، ظلّتِ العينُ تدمَع)
(جزعتُ خذارَ البينِ يومَ تحملوا ** ومن كان مثلي، يا بُثينةُ، يجزَع)
(تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرةٍ، ** وهل عاشقٌ، من نظرةِ، يتمتعُ؟)
(كفى حزناً للمرءِ ما عاشَ أنهّ، ** ببينِ حبيبِ، لا يزالُ يروعُ)
(فواحزنا! لو ينفعُ الحزنُ أهلَه، ** وواجَزَعَا! لو كان للنفسِ مَجزَع)
(فأيُّ فؤادٍ لا يذوبُ لما أرى، ** وأيُّ عيونٍ لا تجود فتدمَع؟)
مصادر و المراجع :
١- ديوان جميل بثينة
المؤلف: أبا
عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)
الناشر: دار
صادر، بيروت
24 يونيو 2024
تعليقات (0)