المنشورات

عاشق محارب

البحر: طويل
(أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ ** شَمال تُغاديهِ، ونَكباءُ حَرجَفُ)
(فأصبحَ قفراً، بعدما كان آهِلاً، ** وجملُ المنى تشتوُ بهِ وتصيفُ)
(ظللتُ، ومُستَنٌّ من الدمع هامِلٌ ** من العين، لما عجتُ بالدارِ، ينزفُ)
(أمُنصِفَتي جُمْلٌ، فتَعدِلَ بيننا، ** إذا حكَمَتْ، والحاكمُ العَدلُ يُنصِفُ)
(تَعلّقتُها، والجسمُ مني مُصَحَّحٌ، ** فما زال ينمي حبُّ جملٍ، وأضعفُ)
(إلى اليوم، حتى سلّ جسمي وشفنين ** وأنكرتُ من نفسي الذي كنت أعرفُ)
(قَناةٌ من المُرّان ما فوقَ حَقوِها، ** وما تحتَه منها نَقاً يتقصّفُ)
(لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَةٍ، ** وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ)
(ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا، ** وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا)
(وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها، ** وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا)
(وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافةٌ ** على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا)
(هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ ** إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ)
(وما سرني غيرُ الذي كان منهمُ ** ومني، وقد جاؤوا إليّ وأوجفوا)
(فكم مرتجٍ أمراً أتيحَ له الردى ّ، ** ومن خائفٍ لم ينتقضهُ التخوفُ)
(أإن هَتَفَتْ وَرقاءُ ظِلتَ، سَفاهَةً، ** تبكي، على جملٍ، لورقاءَ تهتفُ؟)
(فلو كان لي بالصرم، يا صاحِ، طاقةٌ، ** صرمتُ، ولكني عن الصرمِ أضعفُ)
(لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعةُ، ** هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ)
(وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرةً ** من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف)
(وإلاّ اعترتني زَفرةٌ واستِكانَةٌ، ** وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ)
(وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلةٍ، ** أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ)
(وبين الصّفا والمَرْوَتَينِ ذكرتُكم ** بمختلفٍ، والناس ساعٍ ومُوجِف)
(وعند طوافي قد ذكرتكِ مرةً، ** هي الموتُ، بل كادت على الموت تضعفُ)
















مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید