فاجأ أهل بثينة جميلاً وبثينة مجتمعين في خلوة، فلم تزل تناشده حتى انصرف. وقال في ذلك:
البحر: طويل
(ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ، ** وهل تخبرنكَ اليومَ بيداءُ سملقُ؟)
(وقفتُ بها حتى تجلتْ عمايتي ** وملّ الوقوفَ الأرحبيُّ المنوّقُ)
(بمختَلفِ الأرواحِ، بين سُوَيْقَةٍ ** وأحدبَ، كادت بعد عهدكَ تخلقُ)
(أضَرّتْ بها النّكباءُ كلَّ عشيّةٍ، ** ونفخُ الصبا، والوابلُ المتبعّقُ)
(وقال خليلي: إنّ ذا لَصَبابَةٌ، ** ألا تَزجُر القلبَ اللّجوجَ فيُلحَق؟)
(تعزَّ، وإنْ كانتْ عليكَ كريمةً، ** لعلَّكَ من رِقّ، لبَثْنَةَ، تَعتِقُ)
(فقلتُ له: إنّ البِعادَ لَشائقي، ** وبعضُ بِعادِ البَينِ والنّأي أشْوَق)
(لعلّكَ محزونٌ، ومُبدٍ صَبابَةً، ** ومظهرُ شكوى من أناسٍ تفرّقوا)
(وما يبتغي منّي عداةٌ تعاقدوا، ** ومن جلدِ جاموسٍ سمينٍ مطرّقِ)
(وأبيضَ من ماءِ الحَديدِ مُهنّدٍ، ** له بعد إخلاص الضريبةِ رونقُ)
(إذا ما علتْ نَشْزاً تمُدّ زِمامَها، ** كما امتدّ جلدُ الأصلف المترقرق)
(وبيضٍ غريراتٍ تثنّي خصورها، ** إذا قمنَ، أعجازٌ ثقالٌ وأسوقُ)
(غَرائِرَ، لم يَعرِفنَ بؤسَ معيشةٍ، ** يُجَنّ بهنّ الناظِرُ المُتَنَوِّق)
(وغَلغَلتُ من وجدٍ إليهنّ، بعدما ** سريتُ، وأحشائي من الخوفِ تخفقُ)
(معي صارمٌ قد أخلص القَينُ صقلَهُ، ** له، حين أُغشِيهِ الضريبةَ، رَونق)
(فلولا احتيالي، ضِقْن ذَرعاً بزائرٍ، ** به من صَباباتٍ إليهنّ أولَق)
(تَسُوكُ بقُضبانِ الأراكِ مُفَلَّجاً، ** يُشَعْشَعُ فيه الفارسيُّ المُرَوَّق)
(أبثنةُ، للوصلُ، الذي كان بيننا، ** نضَا مثلما يَنضو الخِضابُ، فيَخلُق)
(أبثنةُ، ما تنأينَ إلاّ كأنّني ** بنجم الثريّا، ما نأيتِ، معلّقُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان جميل بثينة
المؤلف: أبا
عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)
الناشر: دار
صادر، بيروت
تعليقات (0)