المنشورات

قد علم الأعداء

هاجي عبيد الله بن قطبة العذري جميلاً، فهجاه جميل واستعلى عليه، فأعرض عنه عبيد الله. واعترضه أخوه جواس بن قطبة زوج أم الحسين أخت بثينة، وكان جميل يذكرها في شعره، فهجاء وذكر أختًا له فقال فيها:
إلى فخذيها العبلتين، وكانتا، ** بعهدي، لفاوين، أردفتا ثقلا
وكان جميل يحتقره ولا يهاجيه، حتى قال ذلك، فغضب وواعده للمراجزة، فحضر بشر كثير في وادي القرى ليسمعوا مراجزتهما، فقال جميل:
البحر: رجز تام
(يا أمّ عبد الملكِ اصرميني ** فبيني صرميَ، أو صليني)
(أبكي، وما يُدريكِ ما يبكيني، ** أبكي حِذاراً أن تُفارِقيني)
(وتجعلي أبعدَ مني دوني، ** إنّ بني عمّكِ أوعدوني)
(أن يقطعوا رأسي، إذا لقوني ** ويقتلوني، ثم لا يدوني)
(كلا، وربِّ البيتِ، لو لقوني ** شَفعاً ووَتراً، لَتَواكَلوني!)
(قد علم الأعداءُ أنّ دوني ** ضرباً، كإيزاغِ المَخاضِ الجُونِ)
(ألا أسُبُّ القومَ، إذ سَبّوني؟ ** بلى، وما مرّ على دَفِين)
(وسابحاتٍ بِلوى الحَجُونِ، ** قد جرّبوني، ثمّ جَرّبوني)
(حتى إذا شابُوا وشَيّبُوني، ** أخزاهمُ اللهُ، ولا يخزيني!)
(أشباهُ أعْيارٍ على مَعِينِ، ** أحسسنَ حسَّ أسدٍ حرونِ)
(فهنّ يضرطنَ من اليقينِ، ** أنا جَمِيلٌ، فتَعَرّفُوني!)
(وما تقنّعتُ، فتنكروني، ** وما أُعَنّيكُمْ، لتسألوني)
(أنمي إلى عاديةٍ طحونِ، ** ينشقُّ عنها السيلُ ذو الشؤونِ)
(غمرٌ، يدقُّ رجحَ السفينِ، ** ذو حَدَبٍ، إذا يُرى، حَجُون)
(تنحل أصفاد الرجال دوني)












مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید