المنشورات

لبيك داعي الحب!

بلغه أن مروان بن هشام الحضرمي واللي تيماء من قبل عبدالملك ابن مروان يطارده، وكان أهل بثينة قد استعدوه عليه، فقال:
البحر: طويل
(أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه ** مُقيِّدٌ دمِي، أو قاطِعٌ من لِسانيا)
(ففي العِيسِ منجاةٌ وفي الأرضِ مذهَبٌ ** إذا نحنُ رفعنا لهنّ المثانيا)
(وردّ الهوى اثنانُ، حتى استفزني، ** من الحبِّ، مَعطوفُ الهوى من بلاديا)
(أقولُ لداعي الحبّ، والحجرُ بيننا، ** ووادي القُرى: لَبّيك! لمّا دعانيا)
(وعاودتُ من خِلّ قديمٍ صبابتي، ** وأظهرتُ من وجْدي الذي كان خافيا)
(وقالوا: بهِ داءٌ عَياءٌ أصابه، ** وقد علمتْ نفسي مكانَ دوائيا)
(أمضروبةٌ ليلى على أن أزورَها، ** ومتخذٌ ذنباً لها أن ترانيا؟)
(هي السّحرُ، إلاّ أنّ للسحرِ رُقْيةً، ** وإنيَ لا ألفي لها، الدهرَ، راقيا)
(أُحِبّ الأيامَى، إذ بُثينةُ أيّمٌ، ** وأحببتُ، لما أن غنيتِ، الغوانيا)
(أُحِبّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسمَها، ** وأشبههُ، أو كانَ منه مدانيا)
(وددتُ، على حبِّ الحياةِ، لو أنها ** يزاد لها، في عمرها، من حياتنا)
(وأخبرتماني أنّ تَيْمَاءَ مَنْزِلٌ ** لليلى، إذا ما الصيفُ ألقى المراسيا)
(فهذي شُهور الصيفِ عنّا قد انقضَتْ، ** فما للنوى ترمي بليلى المراميا؟)
(وأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي، ** وإنْ شئتِ، بعد الله، أنعمتِ بالِيا)
(وأنتِ التي ما من صديقٍ ولا عداً ** يرى نِضْوَ ما أبقيتِ، إلاّ رثى ليا)
(ومازلتِ بي، يا بثنَ، حتى لوانني، ** من الوجدِ أستبكي الحمامَ، بكى ليا)
(إذا خدرتْ رجلي، وقيل شفاؤها ** دُعاءُ حبيبٍ، كنتِ أنتِ دُعائِيا)
(إذا ما لَدِيغٌ أبرأ الحَلْيُ داءهُ، ** فحليكِ أمسى، يا بثينةُ، دائيا)
(وما أحدَثَ النأيُ المفرِّقُ بيننا ** سلواً، ولا طولُ اجتماعٍ تقاليا)
(ولا زادني الواشونَ إلاّ صبَابةً، ** ولا كثرةُ الواشينَ إلاّ تماديا)
(ألم تعلمي يا عذبةَ الريق أنني ** أظلُّ، إذا لم ألقَ وجهكِ، صاديا؟)
(لقد خِفْتُ أن ألقَى المنيّةَ بَغتَةً، ** وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هيا)
(وإني لينسيني لقاؤكِ، كلما ** لقِيتُكِ يوماً، أن أبُثّكِ ما بِيا)











مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید