البحر: رجز تام
(عوجا خليليَّ لقينا حسبا ** مِنْ زمن أَلْقى عَليْنا شَغْبَا)
(ما إِنْ يرى النَّاسُ لِقلْبِي قلْبا ** كلَّفني سلمى غداةَ أتبا)
(وقد أجازت عيرها الأجبَّا ** أصْبحْتُ بصْرِيًّا وحلَّتْ غَرْبَا)
(فالعينُ لا تغفي وفاضت سكبا ** أمَّلْتُ ما منُّيْتُمانِي عُجْبا)
(بالخصيبِ لو وافقتُ منهُ خصبا ** فلا تغرَّاني وغُرَّا الوطبا)
(إِنِّي وحمْلِي حُبَّ سلْمَى تبَّا ** كحاملِ العبء يُرجَّى كسبا)
(فخاب منْ ذاك ولاقى تعبا ** وقدْ أرانِي أرْيحِيًّا ندْبا)
(أروي النَّدامى وأجرُّ العصبا ** أزْمان أغْدُو غزٍ لاً أقبَّا)
(لا أتَّقي دون سليمى خُطبا ** وما أبالي الدَّهيانَ الصَّقبا)
(يا سلمَ يا سلمَ دعي لي لبَّا ** أو ساعفينا قد لقينا حسبا)
(ما هكذا يجْزِي الْمُحِبُّ الْحِبّا ** وصاحِبٍ أغْلَقَ دُونِي درْبا)
(قلتُ لهُ ولم أحمحم رعبا: ** إنَّ لنا عنك مساحاً رحبا)
(فأحْمِ جنْباً سوْف نَرْعى جنْبا ** وفتيةٍ مثلِ السَّعالي شبَّا)
(مِن الْحُمَاةِ الْمانِعِينَ السَّرْبا ** تلْقى شَبَا الكأسِ بِهِمْ والحرْبا)
(كلَّفتهم ذا حاجةٍ وإربا ** عِنديَ يُسْرٌ فَعَبَبنا عَبَّا)
(منْ مقَدِيٍّ يُرْهِق الأَطِبّاَ ** أصْفرَ مثْلِ الزّعْفَرانِ ضَرْبَا)
(كأسِ امرئ يسمو ويأبى جدبا ** مالَ علينا بالغريض ضهبا)
(والرَّاح والرِّيحان غضًّا ورطبا ** وألْقَيْنةِ الْبكْرِ تُغَنِّي الشَّرْبا)
(والْعِرْقُ لاندْرِي إِذا ما جبَّى ** أضاحِكاً يحْكِي لنا أمْ كلْبا)
(يسْجُدُ لِلْكأْسِ إِذا ما صُبَّا ** كقارِىء السَّجْدةِ حِين انْكبَّا)
(حتَّى إِذا الدِّرْياقُ فِينا دبَّا ** وجنَّ ليلٌ وقضينا نحبا)
(رحنا مع اللَّيلِ ملوكاً غلبا ** مِنْ ذَا ومِنْ ذاك أَصبْنا نهْبَا)
(وحلبت كفِّي لقومٍ حلبا ** فلم أرشِّح لعشيرٍ ضبَّا)
(ورُبَّما قُلْتُ لعمْرِي نَسْبَا ** الْعضْبُ أشْهَى فأذِقْنِي الْقَضْبا)
(فالآن ودَّعْتُ الْفُتُوَّ الحُزْبا ** أعتبتُ من عاتبني أو سبَّا)
(ورَاجَعَتْ نفْسِي حَجاها عُقْبا ** فالْحمْدُ للَّه الَّذِي أهبَّا)
(مِنْ فُرْقةٍ كانتْ عليْنا قضْباً ** أتى بِها الْغيُّ فأغْضى الرَّبَّا)
(وَمَلِكٍ يَجْبي الْقُرى لا يُجْبى ** نزورهُ غبًّا ونؤتي رهبا)
(ضخْمِ الرِّواقيْنِ إِذا اجْلعبَّا ** يخافه النَّاسُ عدىً وصحبا)
(كما يخافُ الصَّيدنُ الأزبَّا ** صبَّ لنا من ودِّهِ واصطبَّا)
(ودًّا فما خنتُ ولا أسبَّا ** ثبَّت عهْداً بيْنَنَا وثبَّا)
(حتَّى افترقنا لم نُفرِّقْ شعْبَا ** كذاك من ربَّ كريماً ربَّا)
(والناسُ أخيافٌ ندىً وزبَّا ** فصافِ ذا وُدٍّ وجانِبْ خَبَّا)
(يا صاح قد كنتَ زلالاً عذبا ** ثمَّ انقلبتَ بعد لينْ صعبا)
(مالي وقد كنتُ لكم محبَّا ** أُقْصى وما جاوزْتُ نُصْحاً قصْبا)
(يا صاحِ قد بلِّغت عنِّي ذنبا ** وهلْ علمتَ خلقي منكبَّا)
(وهلْ رأيْتَ فِي خِلاطِي عَتْبَا ** ألم أزيِّن تاجك الذَّهبَّا)
(بالبْاقِياتِ الصَّالِحاتِ تُحْبى ** أضأنَ في الحبِّ وجزن الحبَّا)
(مِثْل نُجوم اللَّيْلِ شُبَّتْ شبَّا ** أحِين شاع الشِّعْر واتْلأَبَّا)
(ونظر النَّاس إِليَّ ألْبَا ** أبْدلْتِني مِنْ بَعْدِ إِذْن حجْبَا)
(بئس جزاءُ المرء يأتي رغبا ** لمَّا رأيتَ زائراً مربَّا)
(باعدْتهُ وكان يرْجُو الْقُربا ** فزار غِبًّا كيْ يُزاد حُبَّا)
(كذلك المحفوظُ يطوي سربا)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)