قال أيضًا يمدح عقبة:
البحر: رجز تام
(يا دارُ بين الفرع والجنابِ ** عفا عليْها عُقَبُ الأَعْقاب)
(قدْ ذهبتْ والْعيْشُ لِلذَّهابِ ** لمَّا عرفْناها علَى الْخرابِ)
(ناديتُ هل أسمعُ من جوابِ ** وما بدار الحيِّ من كرَّابِ)
(إلا مطايا المرجلِ الصَّخَّابِ ** وملعب الأحبابِ والأحبابِ)
(فِي سامِرٍ صابٍ إِلى التَّصابي ** كانت بها سلمى مع الرَّبابِ)
(فانْقلبتْ والدَّهْرُ ذُو انْقِلابِ ** ما أقربَ العامرَ من خراب)
(وقدْ أراهُنَّ علَى الْمثابِ ** يلهون في مستأسدٍ عجابِ)
(سهلِ المجاري طيِّبِ الترابِ ** نورٌ يغنِّيهِ رغا الذُّبابِ)
(في ناضرٍ جعدِ الثّرى كبابِ ** يلْقى الْتِهاب الشّمْسِ بِالْتِهابِ)
(مِثْلِ الْمصلِّي السَّاجِدِ التَّوَّاب ** أيام يبرقن من القبابِ)
(حورَ العيونِ نزَّه الأحبابِ ** مثل الدمى أو كمَها العذابِ)
(فهنَّ أترابٌ إلى أترابِ ** يمشينَ زوراً عن مدى الحرابِ)
(فِي ظِلِّ عَيْشٍ مُتْرَع الْحِلاَبِ ** فابكِ الصِّبا في طللٍ يبابِ)
(بل عدّهِ للمشهدِ الجوَّابِ ** وصاحبٍ يدعى ' أبا اللَّبلابِ ')
(قلتُ لهُ والنصحُ للصِّحابِ: ** لا تَخْذُلِ الْهَاتِفَ تَحْتَ الْهَاب)
(وانْبِضْ إِذَا حَارَبْتَ غَيْرَ نَابِ ** يا عقبَ يا ذا القحم الرِّغابِ)
(والنَّائِلِ الْمَبْسُوطِ لَلْمُنْتَابِ ** فِي الشَّرَفِ الْمُوفِي عَلَى السَّحَابِ)
(بَينَ رِوَاقِ الْمُلْكِ والْحِجَابِ ** مِثْلَ الْهُمَام فِي ظِلاَلِ الْغَابِ)
(أصبحتَ من قحطانَ في النِّصابِ ** وفي النِّصَابِ السِّرِّ واللُّبَابِ)
(من نفرٍ موطَّإ الأعقابِ ** يُرْبَى عَلَى الْقَوْمِ بِفَضْلِ الرَّابِي)
(وأنت شغَّابٌ على الشَّغَّابِ ** للخطَّةِ الفقماء آبٍ آبِ)
(من ذي حروبٍ ثاقبِ الشِّهابِ ** إذا غدتْ مفترَّةً عن نابِ)
(وعسْكرٍ مِثْلِ الدجى دبَّاب ** يعْصِفُ بِالشِّيبِ وبِالشَّبابِ)
(جُنْدٍ كأسْدِ الْغابةِ الصِّعاب ** صبَّحْتَهُ والشَّمْسُ فِي الْجِلْبابِ)
(بغارةٍ تحتَ الشَّفا أسرابِ ** بالموتِ والحرسيَّةِ الغضابِ)
(كالْجَنِّ ضرَّابِين لِلرِّقابِ ** دأبَ امرئٍ للوجلى ركَّابِ)
(لا رَعِشِ الْقلْبِ ولا هيَّابِ ** جوَّابِ أهْوالٍ علَى جوّابِ)
(يُزْجِي لِواءً كجناح الطَّابِ ** في جحفلٍ جمٍ كعرضِ اللاَّبِ)
(حتَّى استباحوا عسكر الكذَّابِ ** بالطَّعنِ بعد الطَّعنِ والضِّرابِ)
(ثُمَّت آبُوا أكْرم الْمآبِ ** نِعْم لِزازُ الْمُتْرَفِ الْمُرْتابِ)
(ونعم جارُ العيَّلِ السِّغابِ ** يهوون في المحمرَّةِ الغلابِ)
(رحبُ الفناء ممرعُ الجنابِ ** يلقاك ذو الغصَّةِ للشَّرابِ)
(بلجَ المحيَّا محصَدَ الأسباب ** يجري على العلاَّتِ غير كابِ)
(مستفزعاً جريَ ذوي الأحسابِ ** ما أحْسنَ الْجُودَ علَى الأَرْبابِ)
(وَأقبح الْمطْلَ علَى الْوهَّاب ** أبطأتُ عن أصهاريَ الحبابِ)
(والشُّهْدُ مِنَّا ولْقَةُ الْغُرَابِ ** وأنا منْ عبدةَ في عذابِ)
(قدْ وعدتْ والْوعْدُ كالْكِتابِ ** فأنْتَ لِلأَدْنَيْن والْجِنابِ)
(كالأُّم لا تجْفُو علَى الْعِتابِ ** فأمضها من بحرك العبابِ)
(بالنَّجنجيَّاتِ مع الثِّيابِ ** فَدَاكَ كُلُّ مَلِقٍ خيَّابِ)
(داني المنى ناءٍ عنِ الطُّلاَّبِ ** إنِّي من الحبسِ على اكتئاب)
(فاحْسِمْ تَبَيَّا أوْ تنيلُ مابِي ** ولا يكُنْ حظِّي انْتِظارَ الْبابِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)