البحر: بسيط تام
(يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ ** قَد آبَ لَيْلِي ولَيْتَ اللَّيْلَ لَمْ يَؤُبِ)
(نصبتُ والشوقُ عناني ونصبني ** إلى ' سليمى ' وراعيهنَّ في نصبِ)
(في القصر ذي الشرفات البيض جاريةٌ ** رَيَّا التَّرَائِبِ والأَرْدَافِ والْقَضَبِ)
(الله أصفى لها ودي وصوَّرها ** فضْلاً عَلَى الشَّمْسِ إِذْ لاَحَتْ مِنَ الْحُجُبِ)
(أحِبُّ فَاهَا وَعَيْنَيْهَا وَمَا عَهِدَتْ ** إليَّ من عجبٍ ويلي من العجبِ)
(داء المحبِّ ولو يشفى بريقتها ** كانت لأدوائه كالنار للحطب)
(وناكثٍ بعد عهد كان قدَّمهُ ** وكَيْفَ يَنْكُثُ بَيْنَ الدِّينِ وَالْحَسَبِ)
(وَاللَّه أنْفَكُّ أدْعُوهَا وَأطْلُبُهَا ** حتَّى أموت وقد أعذرتُ في الطلبِ)
(قَدْ قُلْتُ لَمَّا ثَنَتْ عَنِّي بِبَهْجَتِها ** وَاعْتَادَنِي الشَّوْقُ بِالْوَسْوَاسِ وَالْوَصَبِ)
(يَا أطْيَبَ النَّاسِ أرْدَاناً وَمُلْتَزَماً ** مني عليَّ بيوم منك واحتسبي)
(إِنَّ الْمُحِبَّين لاَ يَشْفِي سَقَامَهُمَا ** إِلاَّ التَّلاَقِي فَدَاوِي الْقَلْبَ وَاقْتَرِبِي)
(كم قلت لي عجباً ثم التويت به ** وَلاَ لِمَا قُلْتِ مِنْ رَاس وَلاَذَنَبِ)
(لا تتعبيني فإني من حديثكم ** بعد الصدود الذي حدثتُ في تعب)
(يدعو إلى الموت طيف لا يؤرقني ** وعارض منك في جدي وفي لعبي)
(فالقي محباً حماه النوم ذكركم ** كأنه يوم لا يلقاك في لهب)
(قَالَتْ: أَكُل فَتَاةٍ أنْتَ خَادِعُهَا ** بِشِعْرِكَ السَّاحِرِ الْخَلاَّبِ لِلْعُرُبِ)
(كم قد نشبت بغيري ثم زغت بها ** فَاسْتَحْيِ مِنْ كَذِبٍ لاَ خَيْرَ فِي الْكَذِبِ)
(هَبْنِي لَقِيتُ كما تَلْقَى وَخَامَرَنِي ** دَاءٌ كَدَائِكَ مِنْ جِنٍّ ومِنْ كَلَبِ)
(أنى لنا بك أو أنى بنا لكم ** ونحن في قيم غيران في نشب)
(لاَ نَسْتَطِيعُ وَلاَ نُسْطَاعُ مِنْ سَرَفٍ ** فالصفح أمثل من وصل على رقب)
(أنْتَ الْمُشَهَّرُ فِي أهْلِي وَفِي نَفَرِي ** وَدُونَكَ الْعَيْنُ مِنْ جَارٍ وَمُغْتَرِبِ)
(ولو أطيعك في نفسي معالجةً ** أنْهَبْتُ عِرْضِي وَمَا عِرْضِي بِمُنْتَهَبِ)
(فَاحْلُبْ لَبُونَكَ إبْسَاساً وَتَمْرِيَةً ** لاَ يَقْطَعُ الدَّرَّ إِلاَّ عِيُّ مُحْتَلِبِ)
(إِنَّا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَّا مُسَاعَفَةٌ ** بما هويت وكنا عنك في أشبِ)
(نَهْوَى الْحدِيثَ ونسْتبْقِي مَناصِبَنا ** إنّ الصحيحة لا تبقى مع الجربِ)
(خَافَتْ عُيُوناً فخفَّتْ قبْل حَاجَتِنا ** وروعتنا بإعراضٍ ولم تصب)
(فليْس لي عِنْدها حبْلٌ أمُتُّ بِهِ ** إِلاَّ الْمودَّة مِنْ نُعْمَى ولاَ نَشَبِ)
(فقد نسيتُ وقلبي في صبابته ** كأنَّه عندها حيرانُ في سببِ)
(قد غبتُ عنها فما رقَّت لغيبتنا ** وقد شهدتُ فلم تشهدْ ولم تغبِ)
(أُمسِي حزِيناً وتُمْسِي في مَجاسِدِها ** لا تشتكي الحبَّ في عظم ولا عصبِ)
(كأنَّهَا حَجَرٌ مِنْ بُعْدِ نائِلِها ** شطَّت عليَّ وإن ناديتُ لم تُجبِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)