يمدح داود بن حاتم:
البحر: كامل تام
(ما ردَّ سلوتهُ إلى إطربهِ ** حتَّى ارعوى وحدا الصِّبا بركابه)
(إن كانَ ليس به الجنونُ فإنما ** لعب الرقاةُ بقلبه أو ما به)
(إلى ' عبيدة ' شوقه ونزاعه ** إِنَّ الْمُحبَّ مُعذَّبٌ بِحِبَابِه)
(ما زال مذ زال الغزال منقباً ** بطريفةٍ من عينه ونقابه)
(رِيمٌ تَعَرَّضَ كالْبُرُودِ لِرَأيِه ** فَصَبَا ووكَّلَهُ الصِّبا بِطِلاَبه)
(عرضت لهُ بجمالها ودلالها ** عنْدَ الْمَثَاب فَحِيلَ دُون مَثَابِهِ)
(تغْدُو لهُ الْعَبَراتُ عنْد غُدُوِّه ** وتؤوبه الزفراتُ عند إيابه)
(إن قيل: من حلب الصبا لفؤاده ** فاذكر عبيدة ليس من جلاَّبه)
(شخْصٌ برُؤْيتِه مُناهُ وهَمُّهُ ** وحديثهُ في جدِّه ولعابه)
(أنى أروم به السلو ولم أزل ** بخياله أرقى وطيب ثيابه)
(لوْ مُتُّ ثُمَّ سَقَيْتَنِي برُضابِه ** رجعت حياةُ جنازتي برضابه)
(إن خطَّ قبري نائياً عن بيته ** فاجعل حنوطي من دقاقِ ترابه)
(سَقْياً لهُ ولمُدخلٍ أُدْخلْتُهُ ** يوْم الْخميس عليْه في أتْرابه)
(ولقدْ عجبْتُ من الْجرِيِّ يقُولُ لي ** لمَّا بدا في حليه وخضابه)
(أَهُو الْحبيبُ بَدَا لعيْنك أمْ دَنَتْ ** شمسُ النهار إليك في جلبابه)
(فزنا بمجلسنا فيا لك مجلساً ** قَصَرَ النَّهارَ وصاحبي ازْرى به)
(نصل الحديث إذا أمنا عينهُ ** عجباً به ونروحُ من عيَّابه)
(و (ربابُ) ترْمُقُ منْ ألمَّ بعيْنها ** سلمت من الأقذاء عين ربابه)
(حتَّى إِذا انخرق الصَّفاءُ بمنْطقٍ ** بلغ العتابَ وكان دون عتابه)
(قالت: (كُتامةُ) داخلٌ وكأَنَّما ** بعثتْ لهُ ابْن مُفدَّم بعَذابه)
(قد كان يشفقُ من تقاصر يومه ** في بيْته وكُتامةَ الْمُنْتابه)
(شحا عليه ورهبةً من يومه ** فالآن أصبح موقناً بذهابه)
(ولقدْ أقُولُ لشامتٍ بفراقه ** ملقِ الحديثِ إذا غدا كذَّابه:)
(سامح أخاك إذا غدوت لحاجةٍ ** واتْرُكْ مساخطهُ إِلَى إِعْتابه)
(فلقد أسوي للضغائن مثلها ** وأصِي الْبغيضَ ولسْتُ بالْهيَّابه)
(وأحدَّ من ولد الجديل أعارهُ ** طرفُ النُّسُوع أخذْن في أقْرابه)
(عرْدٌ إِذَا خَرِسَ الْمطيُّ كأنَّما ** يغدو يجرجرُ دارس في نابه)
(وإذا سرى كحل الزميل بأرقةٍ ** من قرع بازله ومن قيقابه)
(وكأن منفضج الحميم بليتهِ ** دهنٌ شببت سواده بملابه)
(غول البلاد إذا المقيل تحرقت ** آرامُهُ وجرتْ بماءِ سَرَابه)
(يثِبُ الإِكَامَ إِذا عرضْن لوجْهه ** من عرب أغلب ليس من إنعابه)
(بنجاء مُنْسرح الْيديْن تخالُهُ ** عنْد الْكلاَل يُزادُ في إِلْهابه)
(دَامِي الأَظلِّ علَى الْحِدابِ كأنَّما ** خضبت بعصفره رؤوس حدابه)
(وكأنه من وحش وجرةَ ناشطٌ ** يقْرُو الْعَقَنْقل آلِفاً بعذابه)
(جذل المها وصوار كلِّ خميلةٍ ** لا عن تجفُّله نجاء خبابه)
(أَرِجُ الْقِنَان إِذَا ترجَّلت الضُّحى ** صخب القنابر تحت ظل سحابه)
(للشمس يسجدُ طائعاً ريحانه ** ويبيتُ يأرَقُ ضيْفُهُ بذُبابه)
(حتى إذا طلع الزمان بعيشةٍ ** فيها وسال عليه بعضُ شعابه)
(حنف المبيت له بأوجس ليلةٍ ** منْ صوْت راعده ومنْ تَسْكابه)
(فأقام يشْخصُهُ الثَّرى ويُسيرُهُ ** قرب السفا ليسيح في منجابه)
(صرر الأديم إذا أرب به الندى ** غشِيَ الأَلاَءَ يلُوذُ منْ إِرْبابه)
(حتى إذا غدت الورى وغدا بها ** مثل المريض أفاق من أوصابه)
(وتجوَّبتْ مِزَقُ الدُّجَى عنْ واضحٍ ** كالفرق وانكشفت سماء ضبابه)
(سَبَقَ الشرُوقَ إلِيْه أَشْعثُ شاحبٌ ** مثل السبية مسمرًا بكلابه)
(ورث الأبوة كابرًا عن كابرٍ ** تلِدُ الضِّراءَ فهُنَّ منْ أكْسابه)
(فانصاع من حذرٍ على حوبائه ** وتَبْعْنهُ يَنْسَبْنَ في مُنْسابه)
(حتَّى إِذا سمع الضُّباحَ خلاَفَهُ ** وعرضنه طلقاً على أعطابه)
(كر الشبوب على الضراء بروقه ** فاختل لبة زانجٍ وزنابه)
(ومضى يزلُّ علَى الْمِتان كأنَّهُ ** نجمٌ لمسترق هوى بشهابه)
(فكذاك ذلك إِذْ رفعْتُ قُيُودهُ ** أصلاً وميثرتي على أصلابه)
(هجر المقامة أن تكون مناخه ** بأغر تزدحم الوفود ببابه)
(مُتحاسدينَ علَى لِقَاء مُسَوَّدٍ ** رحب الفناء جدٍ على أصحابه)
(رَجُلٌ إِذا زَأرتْ أسُودُ قبيلةٍ ** زأر المهلب وابنه في غابه)
(داود إنك قد بلغت بحاتمٍ ** شرف العلى وذهبت في أسبابه)
(وبَنَى قَبيصةُ والْمُهلَّبُ مَعْقِلاً ** وَبَنيْتَ بَيْتَكَ في ذُرى صُلاَّبِه)
(هذا وذاك وذا وأنْتَ، ولم تزلْ ** تزْدادُ في شرفِ الْبِنَى ورِحَابه)
(هل تجفونَّ فتىً يقول لمجدبٍ ** وَسْقُ الْمطيِّ يفرُّ منْ أَجْدابِه)
(داود غيثك إن بسطت بلاده ** فانزل ضمنت لك الحبا بجنابه)
(وأبلَّ يَلْتَهِمُ الْخُصُوم مُرَغَّمٍ ** بصوابِ مَنْطِقِه وغيْرِ صَوَابِه)
(وجَّهْتَ عنْ بِنْتِ السَّبيل سبيلَهُ ** بمحالةٍ وردعته بجوابه)
(وإذا الخطوبُ تقنَّعت عن لاقحٍ ** تدعُ الذليل لنسره وغرابه)
(ألْقتْ بَنُو يَمَنٍ إِليْك أمورَها ** وربيعةَ بْنِ نزارٍ الرَّبابه)
(قعد الأغرُّ لدى الكريهة والذي ** عنْد الْملاَحم يُشتفى بِضِرَابِه)
(سهم اللقاء إذا غدا في درعه ** رأبت مشاهده الثأى برئابه)
(ويكاد يظلم حين يغشى بيته ** منْ لِينٍ جَانِبِه ولَيْن حِجَابِه)
(وإِذا اكْتَحَلْتَ به رأيْتَ مُبَتَّلاً ** لَبِسَ النَّعيمَ علَى أديم شَبابِه)
(ينفي مواهبه النوافذ كلها ** منْ سَيْبِ مُشْرك النَّدى وهَّابِه)
(يعطي البدور مع البدور ولو عرا ** حقٌّ لأعطى ما له برقابه)
(وإِذَا تنزَّلُ في الْبِطاح قِبابُهُ ** في الْمُحْرِمِين عَرفْتَهُ بِقِبابِه)
(وقيانه الغر النواصف أهلها ** وقيام غاشيه على أبوابه)
(منْ رَاغبٍ يَعِدُ الْعِيالَ نَوَالَهُ ** بعد الرجوع وراهبٍ لعقابه)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)