يمدح سليمان بن هشام بن عبدالملك رحمه الله:
البحر: طويل
(نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ (زَيْنبُ) ** وما شعرت أن النوى سوف تصقب)
(كأن الذي غال الرحيل رقادها ** بما عضبت من قربنا النفس تعضب)
(تداعى إلى ما فاتنا من وداعنا ** علَى بُعْدها بِالْوَأْيِ إِذْ تتقرَّبُ)
(فإن تنصبي يوماً إلى لمة الهوى ** فإنِّي بما أَلْقى إِلَى تلْكِ أنْصَب)
(سَلِي تُخبَري أنَّ الْمَعنَّى بذكْركُمْ ** على سنةٍ فيمن يحيب ويدأب)
(إذا ذادَ عنه عقرباً من هواكم ** بِرُقْيَتِهِ دَبَّتْ لهُ منْكِ عَقْرَبُ)
(فبات يدني قلبه من جلادة ** ليقْلبهُ عنْكُمْ فلاَ يتقلَّبُ)
(أبى منك ما يلقى ويأبى فؤادهُ ** سِوَاكِ، فيُلْمي هجْرُهُ ثُمَّ يُغْلَبُ)
(لذي نُصْحِه عنْكُنْ به أجْنبيَّةٌ ** وعنْ نُصْح دُنْياهُ به الْقلْبُ أجْنبُ)
(فؤادٌ على نهي النصيح كأنما ** يُحَثُّ بما يُنْهى إِليْه ويُتْعبُ)
(فمات بما يرخى له من خناقه ** ويحيا علوقاً في الحبال فينشب)
(كشاكيةٍ منْ عيْنِها غَرْبَ قُرْحةٍ ** تَدَاوَى بما تَدَوَى عليْه وتَذْرَبُ)
(يغص إذا نال الطعام لذكركم ** ويشرق من وجدٍ بكم حين يشرب)
(فلا مذهبٌ عنكم له شطَّ أو دنا ** سواك وف الأرض العريضة مذهبُ)
(على النأي محزونٌ وفي القرب مغرمٌ ** فيا كبدا أن الطريقين أركبُ)
(إذا خدرت رجلي شفيت بذكرها ** أَذَاها فأهْفُوا باسْمِها حِينَ تُنْكَبُ)
(لقدْ عُنِّيتْ عمَّا أقاسي بذِكْرها ** وعمَّا يقُولُ الشَّاهِدِي حين أطْرَبُ)
(يرى النَّاسُ ما نُبْدي بزيْنب إِذْ نأتْ ** عجيباً، وما يَخْفَى من الْحُبِّ أعْجبُ)
(يرُوحُ ويغْدُو واجداً ينْتحي الْهَوَى ** على رجل مصبورٍ على الورد أجربُ)
(إذا عرض القوم الحديث بذكرها ** أَئنُّ كما أنَّ الْمريضُ الْمُوَصَّبُ)
(إذا ما نأت فالعيش ناء لنأيها ** وإِنْ قرُبتْ فالْموْتُ بالْقُرْب يقرُبُ)
(كفاك من الذَّلْفاء لوْ كُنْت تكْتفي ** مواعد لم تذهب بها حيث تذهب)
(وقائلةٍ حين استحقَّ رحيلنا ** وأجفان عينيها تجودُ وتكسبُ:)
(أغادٍ إلى ' حران ' في غير شيعةٍ ** وذلك شأوٌ عن هَوَانَا مُغرِّب)
(فقُلْتُ لها: كلَّفْتِني طلب النَّدى ** وليْس وراءَ ابْن الْخليفة مطْلَبُ)
(سيكْفي فتًى منْ شِيعَةٍ حدُّ سيْفه ** وكور علافي ووجناء ذعلب)
(إِذا اسْتَوْعرتْ دارٌ عليْه رَمَى بها ** بناتِ الصُّوى مِنْها ركُوبٌ ومُصْعِبُ)
(فعدى إلى يوم ارتحلت وسائلي ** نوافلك الفعال من جاء يضرب)
(لعلك أن تستيقني أن زورتي ** (سُليْمان) منْ سَيْر الْهواجر يُعْقِبُ)
(ومَاء عَفَاءٍ لاَ أنيسَ بجَوِّه ** حَليفاهُ منْ شتَّى عِفاءٌ وطُحْلُبُ)
(وردتُ إذا التاث الهجانُ وقد خوى ** عليه من الظلماء بيتٌ مطنبُ)
(نعوج على التأويب صعر من البرى ** نواشطُ في لُجٍّ من اللَّيْل تنْعَبُ)
(إذا ما أنخناها لغير تئيةٍ ** على غرض الحاجات والقوم لغب)
(وقَعْنَ فَريصَاتِ السَّديس كما دَعَا ** على فنن من ضالة الأيك أخطب)
(قلائص إن حركت كفا تكمشت ** كأن على أكسائها الجن تجلب)
(سقين بحذاء النجاء شملةٍ ** إِذا قال يعْفُورُ الْفلاَة تأوَّبُوا)
(مفرجة الضبعين ممهورة القرى ** تَحُذُّ عليْها راكبٌ مُتنقِّبُ)
(سَرَى الليْلَ والتَّهْجيرَ في كلِّ سبْسبٍ ** يُعارضُهُ منْ عَارضِ النَّصِّ سَبْسَبُ)
(دياميم ترمي بالمطي إليكم ** تظل بنات الأزل فيهن تلعبُ)
(وكمْ جاوزتْ منْ ظَهْر أرْعَنَ شَاخصٍ ** ومن بطن واد جوفه متصوبُ)
(لها هاتفٌ يحْكي غِناءً عَشَنَّقاً ** سميعاً بما أدَّى لهُ الصَّوْتُ مُعْربُ)
(فغنَّتْ غِناءً عيْنُهُ ولسانُهُ ** قريبُ مَصَارِ الصَّوْت ليْس يُثقَّبُ)
(هُو الْخَنْف لاَ إِنْسٌ ولاَ نَجْلُ جِنَّةٍ ** يعيشُ ولا يغُذُوهُ أمٌّ ولا أبُ)
(إِليْك أبا أيُّوبَ أسْمعْتُ صاحبي ** أَغانيَهُ والنَّاعجاتُ تَسَرَّبُ)
(إذا خرجت من عينه قلتُ ليتني ** يجُوبُ الدُّجى منْها حرارٌ وتنْعبُ)
(شربْتُ برنْقٍ مِنْ مُدامٍ ولوْ دنَتْ ** حياض ' سليمان ' صفا لي مشربُ)
(إذا جئت ' حراناً ' وزرت أميرها ** فَرَبُّكِ مضْمُونٌ ووَاديكِ مُعشِبُ)
(هُناك امْرُؤٌ إِنَّ النَّوالَ لمنْ دنا ** له عطنٌ سهلٌ وكف تحلبُ)
(درورٌ لقوم بالحياة على الرضى ** على أن فيها موتهم حين يغضبُ)
(ألاَ أيُّها الْمُسْتعْتِبُ الدَّهْرَ مَسَّهُ ** من الضِّيق والتَّأنيب نابٌ ومِخْلبُ)
(إذا قذيت عينُ الزمان فداوها ** بقرب ' سليمان ' فإنك معتبُ)
(عداك العدى ما سار تحت لوائه ** بَطَاريقُ في الْمَاذيِّ كَهْلٌ وَأشْيبُ)
(هو المرء يستعلي ' قريشاً ' بنفعه ** ودفع عدو فاحشٍ حين يكلب)
(رزين حصاة العلم لا يستخفه ** أحَاديثُ يَسْتَوْعي عَلَيْهَا الْمُعَيِّبُ)
(شَبيهُ أمير الْمُؤْمنِينَ وَسَيْفُهُ ** به يتقى في النائبات ويصعبُ)
(يهش لميقات الجهاد فؤادهُ ** فَلاَ يَتَطَرَّقْهُ الْبَنَانُ الْمُخَضَّبُ)
(إذا الحرب قامت قام حتى يفيدها ** قُعُوداً وَحُثْحُوثُ الْكَتيبَة مُطْنَبُ)
(له كلَّ عام غزوةٌ بمسوم ** يقود المنايا رايهُ حين يذهبُ)
(لَهَامٌ كَأنَّ الْبِيضَ في حَجَرَاته ** نُجُومُ سَمَاء (نُورُهَا) مُتَجَوّبُ)
(كراديس خيل لا تزالُ مغيرةً ** بهَا الْمَلِكُ الرُّوميُّ عَانٍ مُعَذَبُ)
(كأن بنات اليونَ بعد إيابه ** مُوَزَّعَةً بَيْنَ الصَّحَائب رَبْرَبُ)
(مواهب مغبوط بها من ينالها ** صفايا سبايا الروم بكرٌ وثيبُ)
(وما قصدت قوماً محلين خيلهُ ** فَتَصْرفَ إِلاَّ عَنْ دِماءٍ تَصَبَّبُ)
(جَديرٌ بتَرْك النَّائحَات إِذا غَدَا ** لَهُنَّ عَلَى الْقَتْلَى عَويلٌ وَمَنْدَبُ)
(أغر هشامي القنا إذا انتمى ** نَمَتْهُ بُدُورٌ لَيْسَ فيهنَّ كَوْكَبُ)
(جميل المحيا حين راح كأنما ** تخير في ديباجة الوصف مذهبُ)
(يزينُ سرير الملك زيناً وينتهي ** به المنبر المنصوبُ في يوم يخطبُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)