يمدح روح بن حاتم:
البحر: طويل
(أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ ** ولا للصبى ملهىً فألهو وألعبُ)
(أصفراءُ إِنْ أهْلِكْ فأنْتِ قتلْتِنِي ** وإِنْ طال بي سُقْمٌ فذنْبُك أذْنبُ)
(أصفْراءُ أيَّامُ النَّعيمِ لذيذةٌ ** وأنْتِ مع الْبُؤْسى ألذُّ وَأطْيبُ)
(أصفْراءُ في قلْبي علَيْك حَرَارةٌ ** وَفي كَبدي الْهَيْمَاءِ نَارٌ تَلَهَّبُ)
(أصَفْراءُ مَالي في الْمَعَازف سَلْوَةٌ ** فَأسْلُو وَلاَ في الْغَانيَات مُعَقَّبُ)
(أصَفْرَاءُ لي نَفْسُ إِلَيْكِ مَشُوقَةٌ ** وَعَيْنٌ عَلَى مَا فَاتَ منْكِ تَصَبَّبُ)
(أصَفْرَاءُ لَمْ أعْرفْك يَوْماً وَإِنَّنِي ** إليكِ لمشتاقٌ أحنُّ وأنصبُ)
(لقد كنت عن عض الصبابة والهوى ** غنياً ولكن المقادير تغلبُ)
(بعَيْنيَ منْ صَفْرَاءَ بَادٍ عُجَابُهُ ** وَمَا بالْحَشَا من حُبٍّ صَفْراءَ أعْجبُ)
(وقد زادني شوقاً هديلُ حمامةٍ ** على إلفها تبكي له وتطربُ)
(فقُلْتُ لنْدماني طربْتُ فغنِّني ** بصفراء لا يصفو مع الشوق مشربُ)
(وما كان اغرامي بها عن مراسلٍ ** جرت بيننا بك كاعبٌ لا تحوبُ)
(فَيَا حَزَناً لاَ أنا غِرُّ مُشَبَّبٌ ** نعمتُ ولا في الشوق إذ أنا أشيبُ)
(وما ذاك إلا حبُّ صفراء مسني ** فيوْمي به مُرٌّ وليْلي مُوصّبُ)
(وما بالُ قلْبي لاَ يزُولُ عن الصِّبى ** وقد زعموا أن القلوب تقلبُ)
(سأرمي بصولانَ المفاوز إنهُ ** خرُوجٌ مِنَ أبْواب الْمفاوز مُنْغِب)
(معوجٌ إذا أمسى طروبٌ إذا غدا ** مجداً كما غنى على الأيك أخطبُ)
(لعلَّ ارْتحالي بالْعشيِّ وبالضُّحى ** يقربني والنازح الدار يقربُ)
(عتبت على خنزير كلبٍ وإنني ** بذاك على الكلب التميمي أعتبُ)
(هما أنَّباني أنْ نعِمْتُ ببدْرةٍ ** وما منْهُما إِلاَّ لئيمٌ مُؤنَّبُ)
(إذا شبعا احتالا على صاحبيهما ** كما احْتَال بِرْذَوْنُ الأَمير الْمُرطَّبُ)
(يهُرَّان آباءً لئِاماً وفيهما ** حقوقٌ لزوار الندى وتحلُّبُ)
(وطالبِ عُرْفٍ يسْتعينُ عليْهما ** فقُلْتُ لهُ: أخْطأتَ ما كنْتَ تطْلُبُ)
(على الكلب أهوال إذا ما رأيتهُ ** وخنزير كلب بالمخازي مدربُ)
(تَعَرَّ فلاَ تخْلِطْهما بمودَّةٍ ** ولا قرباً ما في السماوات أقربُ)
(إذا لم تر الذهلي أنوك فالتمس ** لَهُ نَسَباً غَيْرَ الذي يَتَنَسَّبُ)
(وَأمَّا بَنُو قَيْس فَإِنَّ نَبيذَهُمْ ** كَثيرٌ وَأمَّا خَيْرُهُمْ فَمُغَيَّبُ)
(وَفي جَحْدَرٍ لُؤْمٍ، وَفِي آل مسْمَعٍ ** صلاح ولكن درهم القوم كوكبُ)
(وسيد تيم اللات عند غدائه ** هزبر وأما في اللقاء فثعلبُ)
(وَقَدْ كَانَ في (شَيْبَانَ) عزٌّ فَحَلَّقَتْ ** به في قديم الدهر عنقاء مغربُ)
(وحيا ' لجيمٍ ' قسوران تنزعت ** شباتهما لم يبق نابٌ ومخلبُ)
(وأنذل من يمشي ' ضبيعةُ ' إنهم ** زَعَانِفُ لَمْ يَخْطُبْ إِلَيْهِمْ مُحَجَّبُ)
(و ' يشكرُ ' خصيانٌ عليهم غضارةٌ ** وهل يدركُ المجد الخصيُّ المجببُ)
(وأبلج مسهاء كأن لسانه ** إِذَا رَاحَ ذُو النُّونَيْن بَلْ هُوَ أقْرَبُ)
(يجلى العمى عنا بفصلٍ إذا قضى ** ضريبته صافي الحديدة مقضبُ)
(إِذَا شئْتَ نَادَى في الأَنَام بصَوْته ** لأَرْفَعِ مَا أدَّى عَريبٌ وَمُعْرِبُ)
(لقد ساد أشراف العراق ابن ' حاتمٍ ' ** كما سَادَ أهْلَ الْمَشْرِقَيْنِ (الْمُهَلَّبُ))
(لَهُ فَضَلاتٌ منْ (قَبيصَةَ) في النَّدَى ** وَأكْرُومَةٌ منْ (حَاتمٍ) لاَ تَعَطَّبُ)
(وَمنْ إِرْث (سَرَّاقٍ) عَلَيْه مَهَابَةٌ ** تظل قلوب القوم منها توجبُ)
(وَيَغْدُو بأخْلاَق (الْمُهَلَّب) مُولَعاً ** كما شمرت عن ساقها الحربُ تطربُ)
(وَيَعْطِفُ (كِنْديٌّ) عَلَيْه وَ (ظَالمٌ) ** مَآثرَ أيَّام تَطيبُ وَتَرْحُبُ)
(وَتَعْرفُ منْهُ منْ شَمِائلِ (ظَالمٍ) ** مَنَاقِبَ مَفْضَالٍ تَعُودُ وَتَشْعَبُ)
(وكم من أبٍ غمرٍ ل "روح بن حاتمٍ" ** يزين آباءً وزينهُ أبُ)
(إذا ذكروا في مأقطٍ أطرق العدى ** ورَنَّحَ فَحْلُ الْقَرْيَتَيْنِ الْمُقَبْقِبُ)
(هم ذببوا عن عظم دين "محمدٍ" ** بأسيافهم إذ ليس فينا مذببُ)
(حدا بأبي أم الريال فأجفلت ** نعامتهُ عن عارضٍ يتلهبُ)
(وَلاَحَتْ وَمَاءُ الأَزْرَقَيْن عَشِيَّةً ** أنَاقيعُ تَعْفُوهَا نُسُورٌ وَأذْؤُبُ)
(صفت لي يد الفياض "روح بن حاتمٍ" ** فَتلْكَ يَدٌ كَالْمَاءِ تَصْفُو وَتَعْذُبُ)
(وما ولدوا إلا أغر متوجاً ** له راحةٌ تبكي وأخرى تحلبُ)
(وأيام أبطال عليها بسالةٌ ** وجودٌ كما جاد الفراتي أغلبُ)
(مُلُوكٌ إِذَا هَابَ الْعَطَاءَ مَعَاشرٌ ** وضربَ الطلى سنوهما وتعجبوا)
(سيخبر عن "روح" ثنائي وفعله ** وَمَا منْهُمَا إِلاَّ رِضىً لاَ يُكَذِّبُ)
(تَعَصَّبَ (رَوْحٌ) وَالْمَكَارمُ تَابعاً ** لأشياخه والسَّابقُ المتعصِّبُ)
(لَهُ حُكْمُ لُقْمَانٍ وَجزْمُ مُوفَّقٍ ** وللْموْت منْهُ مَخْرَجٌ حين يَغْضبُ)
(من الواردين الرَّوع كلَّ عشيَّةٍ ** إِذا هي قامتْ حاسراً لاَ تَنقَّبُ)
(وأَصْيدَ نرْجُوهُ لكُلِّ مُلِمَّةٍ ** علينا ويرجوه الهمامُ المحجَّبُ)
(من الْغُرِّ مِنْعامٌ كأنَّ جبينه ** هلالٌ بدا في ظلمةٍ متنصَّبُ)
(يطِّيبُ ذفراءَ الدُّروعِ بجلدهِ ** ويثنى بمسكٍ كأسهُ حين يشربُ)
(طلوبٌ ومطلوبٌ إليه إذا غدا ** وخيرُ خليليكَ الطُّلوبُ المطلَّبُ)
(وما زال في آلِ الْمُهلَّب قائلٌ ** وخيْلٌ تُسرَّى للطِّعانِ وتُجْلَبُ)
(ولما رأى الْحُسَّادُ روْح بْن حاتِمٍ ** أمِيراً عليْهِ بيْتُ مُلْكٍ مُطنَّبُ)
(أصاخُوا كأنَّ الطَّيْرَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ ** يشِيمُون مَوتاً فَوْقَهُمْ يَتَقَلَّبُ)
(فَدَامَ لَهُمْ غَمٌّ بِرَوْحِ بْنِ حَاتِمٍ ** ودامَ لروح مُلكهُ المترقَّبُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)