البحر: طويل
(ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ ** ومجْلسَ لهوٍ طَابَ بَين شُرُوب)
(وبالحرة البضاء أذكرني الصبا ** خيال وتغريد الحمام نكوبِ)
(فأرسلْتُ دمْعي واسْتترْتُ من الْفتى ** مخافة نمامٍ علي كذوبِ)
(وقد يذكر المشتاقُ بعض زمانه ** فيبكي ولا يبكي لموت حبيب)
(وكنتُ إذا راحت علي صبابةٌ ** بكيتُ بها عيني برد نحيبِ)
(فللَّهِ درُّ الرَّائحات عشيَّةً ** يزفن لقد فجعنني بطليب)
(أخي مَرْيُحَنَّا هلْ فُجِعْتَ بغادةٍ ** كعابٍ وهل ناهزت مثل نصيبي)
(ليالي أسرابُ النساء يزدنني ** جنىً بين ريحانٍ أغر وكوب)
(إِذا شئْتُ غنَّتْني فتاةٌ بمِزْهر ** علَى الرَّاح أوْ غنَّيْتُها بقضيب)
(فلمَّا دعاني الهاشمي أجبتهُ ** ولا خير في المملوك غير مجيب)
(فأصبحت خدناً للجواري من الجوى ** فأصبح واديهن غير عشيبِ)
(حَسَرْتُ الْهَوَى عنِّي زماناً ورُبَّما ** لهوت وما لهو الفتى بغريب)
(فَيَا لكِ أيَّاماً سُلبْتُ نَعيمَها ** ويا لك دهراً فاتني بلغيبِ)
(علَى زيْنبٍ منِّي السَّلاَمُ ومثْلُهُ ** على شجنٍ بين الصبا وجنوب)
(فهذا أوان لا أعوجُ على الصبى ** سمعْتُ لعُذَّالي ونَامَ رَقيبِي)
(وقدْ جاءَني منْ بَاهِليٍّ يسُبُّني ** فأعرضتُ إن الباهليَّ جنيبي)
(وقُلْتُ بدعْوى عامرٍ: يَالَ عَامرٍ ** أيشتمني الزنجي غير دبيب)
(دعوني وإني من ورائي معضدٌ ** كفيْتُكُمُ رَايَ اسْتِهِ بذَنُوب)
(إذا شبع الزنجي سبَّ إلههُ ** وألَّبَ منْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب)
(أوائلُ قدْ قرَّبْتِ غَيْرَ مُقَرَّبٍ ** وَناسَبْت كَلْباً كَانَ غَيْرَ نَسيب)
(بني وائلٍ إن الصغير بمثله ** كَبيرٌ فَلاَ تَسْتَعْجلُوا بمُهيب)
(عَلَى أهْلهَا تَجْني بَرَاقِشُ فَاتَّقٌ وا ** جنايةَ عبدٍ واسعدوا بقلوبِ)
(صَغيرُ الأَذى يَدْعُو كبيراً لأَهْله ** وتَفْتضحُ الْقُرْبَى بذنْبِ غريبِ)
(أرَى خَلَقاً قدْ شاب قبْل جنايَة ** فهَلاَّ وَهبْتُمْ قَلْبَهُ لمَشِيب)
(لحا الله قوماً وسطوا الكلب فيهمُ ** شتِيمَ المُحَيَّا عاشَ غيْرَ أديب)
(سَرُوقاً لِمَا لاقى طَرُوباً إِلى الزُّبَى ** وهل تجد الزنجي غير طروب)
(إذا حزّ فيه النصلُ حز عجانهُ ** فراح بأيرٍ للفضوح مثيبش)
(فيَا عجبَا لاَ يَتَّقِي الزنْجُ شرَّهُ ** وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّه عنْد هُبُوب)
(أقولُ وقد ناك الخليق بناته ** وأحفى بنوهُ أمهم بركوب)
(بَنِي خلَقٍ مَا أَحْلَم اللَّهُ عَنْكُمُ ** على خبثاتٍ فيكم وذنوبُ)
(أراكم أناساً سمنكم في أديمكم ** مجنتم فلا تستغفرون لحوب)
(كَأنَّكُمُ لَمْ تَسْمَعُوا بقيَامَةٍ ** ولَمْ تَشْعُرُوا في دينكُمْ بحَسيب)
(أفيقُوا بَنِي الزَّنْجيِّ إِنَّ سَبيلَكُمْ ** سَبيلُ أبيكُمْ لَحْمُهُ لكُلُوب)
(ومولى أبيكم فاطرحوه لأكلبٍ ** وَلاَ يُدْفَنُ الزَّنْجيُّ بَيْنَ رُبُوب)
(ونُبِّئْتُ فزراً قَلْطَبَانَ نِسَائِه ** ضَرُوباً علَى أسْتَاهِهِنَّ بِطِيبِ)
(وقد ناك فزر كلثماً غير مرةً ** ولكنهُ قد قاءها بشبيب)
(لحا الله فزراً ما أظلَّ مكانهُ ** وأعْجَبَهُ قَدْ فَاقَ كُلَّ عَجيب)
(إِذَا قُلْت: مَنْ فِزْرٌ؟ أجَابَك قَائلٌ: ** شريكُ أبيه في اسْت أمِّ حِبيب)
(أَلاَ أيُّهَا الفَادي ولَمْ أقْض نُسْخَتِي ** يُعاتبُني في الجُود غَيْرَ مُصيب)
(قَعيدَكَ أنْ تَنْهَى امْرَأً عَنْ طِبَاعه ** يجود ويغدو ناصباً بعتيب)
(بدَأْتَ بِنُوكٍ وَانْثنَيْتَ بجهْلَةٍ ** وما طاعتي إلا لكلِّ لبيب)
(سأرعى الذي يرعى من الذنب غادياً ** وأكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَسيس مُريب)
(لِفِزْرٍ صنيعُ الْقلْطبَانِ بأخْته ** فليس بمأمون بظهر مغيب)
(كسوبٌ بأختيه وقينةِ تاجرٍ ** وما كان في كُتَّابه بِكَسُوب)
(إذا هو لاقى أمَّهُ دبر استها ** تولى بأيرٍ للواطِ خضيبِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)