البحر: طويل
(أ (عَاتِكَ) بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج ** وَلَيْسَ مِنَ أقْوَالِ الْخَلِيفَةِ أعْوَجُ)
(لَهُ حِينَ يَنْأى مُذْكرٌ مِنْ سَمَاحَةٍ ** يَعُودُ بِهِ طَلْقاً وَلاَ يَتَلَجْلَجُ)
(أ (عَاتِكَ) ظُنِّي بِالْخَلِيفَةِ هِمَّةً ** وَقُولِي: كَرِيمٌ مَاجِدٌ يَتَحَرَّجُ)
(يفيء إلى حلمٍ ويصدق نجدةً ** وتنساب منه الحية المتمعج)
(وفي القوم ميلاعٌ وليس بنافعٍ ** يضج كما ضج القعود المحدج)
(لَبِسْتُ الْغِنَى طَوْراً وأحْوَجْت تَارَةً ** ومن ذا من الأحرار لا يتحوج)
(وَلَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ تَهْوِي قُلُوبُهُمْ ** إِلَى مَلِكٍ يُجْبَى إِلَيْهِ الشَّمَرَّجُ)
(عرضت إلى وجه الحبيب وراعني ** غزال عليه زعفران مضرج)
(وَنَازَعَنِي شَوْقِي إِلَى مِلِك قَدْى ** وداع إلى ' المهدي ' لا يتلجلج)
(فوالله ما أدري: أأجلس قانعاً ** إلى المصر أم ألقى الإمام فأفلج)
(وإني لميلاعٌ مراراً وربما ** تَصَدَّعَ عَنِّي الْمَجْلِسُ الْمُتَوَشِّجُ)
(أقول وقد دفت إلي عصابةٌ ** مِنَ الْقَوْم مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُدَجَّجُ)
(أ ' واقدُ ' ذب القوم عني بزجرةٍ ** وهات نصيحاً لا يطيب الملهوج)
(ولا تبك من خيس بباب خليفةٍ ** يذل عليه القسوري الخمرنج)
(يطيعك في التقوى ويعطيك في الندى ** وَلاَ تَلْقَهُ إِلاَّ وَلِلْجُودِ أمْعَجُ)
(أرقت إلى بطن الخرين ورغبتي ** إِلَى مَلِكٍ يَجْلُو الدَّجَى حِينَ يَخْرُجُ)
(مِنَ الصِّيدِ مَكْتُوبٌ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ: ** جواد قريشٍ هاشمي متوج)
(يصب دماء الراغبين عن الهدى ** كما صب ماء الظبية المترجرج)
(ولا بد أني راحلٌ للقائه ** فَقَدْ بشَّرَتْ بِالنُّجْحِ عَيْنٌ تَخَلَّجُ)
(لَقَدْ سَرَّنِي فَأل جَرَى مِنْ مُوَفَّقٍ ** وتأويل ما قال الغراب المشحج)
(فَهَيَّجْتُ مِرْقَالَ الْعَشِيِّ شِمِلَّةً ** تزفُّ كما زف الهجف السفنج)
(تلوح لغامات النجاء بوجهها ** كما لاح بيت العنكبوت المنسج)
(تعز عن الحوراء إن مقامنا ** عَلَيْهَا وَتَرْكَ الْمُلْكِ رَأيٌ مُزَلَّجُ)
(سَألْقَى أمِيرَ الْمؤْمِنِينَ لِحَاجَتِي ** وَإِنْ عُطَّ فِي حَجْرِ الْفَتَاةِ الْخَدَلَّجُ)
(فَتَى الدِّينِ قَوَّاماً بِهِ وَفَتَى النَّدَى ** وَنِعْمَ لِزَازُ الْحَرْبِ حِينَ تَبَرَّجُ)
(لقد زين الإسلام ملك محمدٍ ** وَفِي الْحَرْبِ لِلأعْدَاء نَارٌ تَأجُّجُ)
(إِمَامَ الْهُدَى أمْسَكْتَ بَعْدَ كَرَامَتِي ** وقد كنت تعطيني ووجهك أبلج)
(إمَامَ الْهُدَى صَغْوِي إِلَيْكَ وَحَاجَتِي ** ولي حشمٌ أصغى إليك وأحوج)
(فلو كان حرماني يزيدك نعمةً ** ثلجْتُ بِهِ، إِنِّي بِمَا نِلْتَ أثْلَجُ)
(لَعَمْري لَقَدْ أشْمَتَّ بِي غَيْرَ نَائِم ** فَنَامَ وَهَمِّي سَاهِرٌ يَتَوَهَّجُ)
(أخاف انقطاع الدر بعد ابتزازه ** وتبليغ من يسدي الحديث وينسج)
(وقدْ تُبْتُ فاقْبلْ توْبتي يابْن هاشِم ** فإن الذي بيني وبينك مدمج)
(وما لك لا ترجى وأنت خليفةٌ ** تحج كما حج الدوار المدلج)
(وإن سر حسادي فسيبك واسعُ ** على الناس لا يسطيعه المتفجفج)
(فدونك فامسكها أو اعط فإنها ** زواريق من كفيك للناس تخرج)
(فُضُولُ فَتًى أسْخَى يَداً فِي سَبِيلِهَا ** ففاضت عباباً أو حواريَّ ينسج)
(ستحمد ما يأتي إذا بلغ المدى ** وضمَّكَ فِي الْفِرْدوْسِ ظِلٌّ وسجْسجُ)
(صنيع امرئٍ أعطاه رب محبةً ** وللخير صناع وللبر منهج)
(تجيء مواعيد الكرام سويةً ** وتنضى مواعيد اللئام فتخدج)
(ولي حاجةٌ لا تدريها بحجةٍ ** إِلَى ملِكٍ يجْلُو الدُّجى حِين يخْرُجُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)