يمدح المهدي ويفخر بخراسان
البحر: بسيط تام
(أمن وقوف على شام بأحماد ** وَنظْرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْعَابِدِ الْجادِي)
(تبكي نديميك راحا في حنوطهما ** ما أقرب الرائح المبقي من الغادي)
(مَهْلاً فإنَّ بَناتِ الدَّهْرِ عامِلةٌ ** فِي الغُبَّرِين وَمَا حيٌّ بِخلاَّدِ)
(فاخزن دموعك لا تجري على سلفٍ ** تخدي إلى الترب يا جهم بن عباد)
(فِي النَّفْسِ شُغْلٌ عنِ الْغَادِي لِطَيَّتِهِ ** وَفِي الثوَابِ رِضىً مِنْ صَاحب رَادِ)
(من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ ** والدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاحٍ وَإِفْسَادِ)
(وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه ** ولا أرى والداً يبقى لأولاد)
(نفْسِي الْفِداءُ لأَهْلِ الْبَيْتِ إِنَّ لَهُمْ ** عهد النبي وسمت القائم الهادي)
(لم يحكموا في مواليهم وقد ملكوا ** حكم المحل ولا حكم ابنه العادي)
(لكِنْ وَلُونا بِإِنْصَافٍ وَمعْدَلَةٍ ** حتَّى هجدْنا وَكُنَّا غَيْرَ هُجَّادِ)
(إِنِّي لَغَادٍ فمُسْتأدٍ وَمُنْتجِعٌ ** رَهْطَ النَّبِيِّ وَذُو الحاجاتِ مُسْتادِ)
(يَا رَهْط أَحْمَدَ مَا زَالَتْ أَيمَّتُكُمْ ** تؤدي الضعيف ولا تكدي لرواد)
(لا يَعْدَمُ النَّصْرَ منْ كُنتُمْ مَوَالِيَهُ ** وَلاَ يَخَافُ جَمَاداً عَامَ أَجْمَاد)
(منكم نبي الهدى يقرو محاسنه ** ساقي الحجيج ومنكم منهب الزاد)
(صلت لكم عجمُ الآفاق قاطبةً ** فوج وفود وفوج غير غير وفاد)
(إذا رأوكم وإن كانوا على عجلٍ ** خروا سُجُوداً وَمَا كانُوا بِسُجَّادِ)
(إِنَّ الخليفة ظِلٌّ يُسْتظلُّ بِهِ ** عَالٍ مع الشَّمْسِ محْفُوفٌ بِأطْوَادِ)
(قدْ سَرَّنِي أَنَّ مَنْ عادى كبِيرَكُمُ ** في الملك نصفان من قتلى وشراد)
(لا يرجعون لما كانوا وإن رغموا ** ولا ينامون من خوفٍ وإجحاد)
(إن الدعي يعادينا لنلحقهُ ** بالمدعين ويلقانا بإلحاد)
(ولا يزال وإن شابت لهازمه ** مُذبْذَباً بَيْن إِصْدارٍ وَإِيرَادِ)
(ينفيه أصحابهُ منهم إذا حضروا ** وَإِنْ أَتانا وَهبْناهُ لِمُرْتاد)
(لم يلق ذو المجد ما لاقيت من قرم ** صُمٍّ عِنِ الْخَيْرِ بِالْقُرْآنِ جُحَّادِ)
(لمْ يَشْعُرُوا بِرَسُولِ اللَّه، بَلْ شعرُوا ** ثم استحالوا ضلالاً بعد إرشاد)
(أَنْصَفُتُمُونَا فَعَابُوا حُكْمَكُمْ حَسَداً ** والله يعصمكم من غل حساد)
(سطوا علينا بأن كنا مواليكم ** وَعَيَّرُونَا بِآبَاءٍ وأجْدَادِ)
(وقد نرى عار قومٍ في أنوفهم ** وَنَتْرُكُ الْعَيْبَ إِذْ لَيْسُوا بِأنْدَادِ)
(كأننا عنهم صم وقد سمعت ** آذانُنا قوْل جَوْرٍ غيْرَ قَصَّادِ)
(يزري علينا رجالٌ لا نصاب لهم ** كانوا عباداً وكنا غير عباد)
(لَمَّا رَأوْنَا نُوَالِيكُمْ وَنَنْصُرُكُمْ ** ثاروا إلينا بأضغانٍ وأحقاد)
(قالوا بنو عمكم من حيث ننصركم ** قول الرسول وهذا قول صداد)
(لولا الخليفة أنا لا نخالفه ** لَقَدْ دَلَفْنَا لأَرْوَادٍ بِأرْوَادِ)
(حَتَّى نَزَوْنَا وَعَيْنُ الشَّمْسِ فَاتِرَةٌ ** فِي كَوْكَبٍ كَشُعَاع الشَّمْسِ وَقَّادِ)
(نَحُشُّ نِيرَانَ حَرْبٍ غَيْرَ خَامِدَةٍ ** تحت العجاج بأرواحٍ وأجساد)
(هناك ينسون مراواناً وشيعته ** ويطرقون حذار المنسر العادي)
(دون الخليفة منا ظل مأسدةٍ ** ومن خراسان جندٌ بعد أجناد)
(قوْمٌ يذُبُّون عنْ مَوْلى كَرَامَتِهِمْ ** ويحسنون جوار الوارد الصادي)
(لله درهمو جنداً إذا حمسوا ** وَشبَّتِ الْحرْبُ ناراً بَعْد إِخْمَادِ)
(لا يَفْشلُون وَلاَ تُرْجى سُقاطتُهُمْ ** إِذا علا زأرُ آسَادٍ لآِسَادِ)
(إنا سراة بني الأحرار وقرنا ** رَكْضُ الْجِيَادِ وَهزُّ الْمُنْصُلِ الْبَادِي)
(فِي كُلِّ يَوْمٍ لنا عِيدٌ وَمَلْحمةٌ ** حتَّى سَبَأنا بِأسْيَافٍ وَأَغْمَادِ)
(لا نرْهُب الْقتل إِنَّ الْقتْل مَكْرُمَةٌ ** ولا نضن على راح بأصفاد)
(سُقْنَا الْخِلاَفَةَ تَحْدُوهَا أَسِنَّتُنَا ** والقاسطون على جهد وإسهاد)
(حَتَّى ضَرَبْنَا عَلَى الْمَهْدِيِّ قُبَّتَهُ ** فسطاط ملكٍ بأطنابٍ وأوتاد)
(إِنَّ الْخَلِيفَةَ طَوْدٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ ** عَالٍ مَعَ الشَّمْسِ مَحْفُوفٌ بِأطْوادِ)
(تجبى له الأرض من مسكٍ ومن ذهبٍ ** ويتقَى غَيْرَ فحَّاش على البادي)
(يغدو الخليفة مرؤوماً نظيفُ به ** كما يطيف ببيت القبلة الجادي)
(إذا دعانا ذببنا عن محارمه ** ذب البنين عن البنين عن الآباء أحشاد)
(وَنَازِعِينَ يَداً خَانُوا فَقُلْتُ لَهُمْ: ** بعدا وسحقاً وكانوا أهل إبعاد)
(رَاحَتْ لَهُمْ مِنْ يَدِ الْوَهَّابِ عُدَّتُهُمْ ** مِنَ المَنَايَا تُوَافِيهِمْ بِمِيعَادِ)
(فأصبحوا في رقاد الملك قد خفتوا ** ولم يكونوا على السوأى برقاد)
(مِثْلُ الْمُقَنَّع فِي ضَرْبٍ لهُ سَلَفُوا ** أذْبَاحَ أصْيَدَ لِلأَبْطَالِ صَيَّادِ)
(وعادة الله للمهدي في بطرٍ ** شَقَّ العَصَا وَتَوَلَّى أحْسَنُ الْعَادِ)
(يا طالب العرف إن الخير معدنه ** فِي رَاحَتَيْ مَلِكٍ أضْحَى بِبَغْدَادِ)
(سَلِّمْ عَلَى الجُودِ قَد لاَحَتْ مَخَايِلهُ ** على ابن عمِّ نبي الرحمة الهادي)
(تزين الدين والدنيا صنائعه ** يخرجن من بادئ بالخير عواد)
(عَمَّ العِرَاقَيْنِ بَحْرٌ حَلَّ بَيْنَهُمَا ** ينتابه الناس من زورٍ ووراد)
(نرى الندى والردى من راحتيه لنا ** لَمَّا جَرَى الْفَيْضُ محْفُوزاً بِإمْدَادِ)
(سِرْ غَيْرَ وَان وَلاَ ثانٍ عَلَى شَجَنٍ ** إن الإمام لمن صلى بمرصاد)
(وَكَاشِحِ الصَّدْرِ تَسْرِي لي عَقَارِبُهُ ** رَشَّحْتُهُ لِعِقَابٍ بَعْدَ إِجْهَادِ)
(أموعدي العبد إن طالت مواعده ** لَهْفِي! مَتَى كُنْتُ أُدْحِيًّا لِرُوَّادِ؟)
(دوني أسود بني العباس في أشبٍ ** صَعْبِ المَرَامِ غَرِيزٍ غَيْرِ مُنْآدِ)
(بين الإمام وموسى لامرئٍ شرف ** هذَا الْهُمَامُ وَهذا حيَّةُ الْوَادِي)
(الراعيان بإنعام ومرحمةٍ ** والغافران ذنوب الحالف الصادي)
(أعطاهما الخالق الأعلى وهزهما ** ميراث أحمد من دين وإصفاد)
(وَالوَالدُ الْغمرُ وَالْعمُّ الْمُعاذُ به ** لمْ يَرْضَيَا دُون إِفْرَاع وَإِصْعاد)
(قاما بما بين يعبور إلى سبلٍ ** مُسْتضْلعيْن بتُبَّاعٍ وَقُوَّاد)
(حتى استباحا سنام الأرض فانصرفا ** عنْ آل مَرْوَان صَرْعى غَيْرَ نُهَّاد)
(نعم الإمامان لا يقفو مقامهما ** بِالْحرس دُون عمُود الدِّين ذوَّاد)
(هُما أَقَامَا عصَا الإسْلام وَارْتجعا ** أَعْوَاد أَحْمَد منْ شرْقٍ وَأَعْوَاد)
(فالآن قرَّتْ عُيُونٌ فاسْتقرَّ بها ** موت النفاق ومنفى كل هدهاد)
(تَفَرَّجَتْ ظُلَمُ الظَّلْمَاءِ عَنْ مَلِكٍ ** منْ هاشمٍ فَرِسٍ للنَّاكثِ الْعادي)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)