يمدح داوود بن سليمان بن علي:
البحر: سريع
(يا طَيْرُ إِنَّا فِي غَد طَيْرُ ** روحي فإنَّ البينَ تبكيرُ)
(قد أطلب الحاجةَ من مشرفٍ ** مِنْ دُونِها زَأْرٌ وتَنْفِيرُ)
(وقد تعاطيني عراقيَّةً ** كأنَّها إذ جليت نورُ)
(لا تسألي عن شأننا كلِّه ** منْ أثَرِي عافٍ ومَقْفُورُ)
(ما كل ما عندي أثنى به ** يُطْوَى الْخَنَا والْخَيْرُ مَنْشُورُ)
(وَشَاعِرٍ تَقْذَى بِنَا عَيْنُهُ ** حيناً ولا يهديه تبصيرُ)
(قلتُ له إذ هدرت جنهُ ** وكثُرَتْ عَنْهُ الأَخَابِيرُ)
(لَوْلاَ أتَاتِي أصْبَحَتْ شُرَّعاً ** فِيكَ وَغَنَّى بِكَ طُنْبُورُ)
(بَدَا نَذيرٌ لَكَ مِنْ نَاصِحٍ ** والعود حيَّاتٌ مناكيرُ)
(عجبتُ من ساعٍ إلى جمرتي ** حين أصاختْ لي المعاشيرُ)
(يَسْعَى إِلَى نَارِي ولمْ أَدْعُهُ ** إنَّ أبا عمرو لمقرورُ)
(قد زرت أملاكَ بني هاشمٍ ** وزارني البيضُ المعاصيرُ)
(من كلِّ حوراءَ هضيم الحشا ** غالى بها نبتٌ وتوقيرُ)
(يزيدها طيباً إذا أقبلت ** ثغرٌ وطرفٌ فيه تفتيرُ)
(وحليةٌ يحفلها عصفرٌ ** كأنَّه في البرس تنُّورُ)
(ورُبَّمَا زُرْتُ أخاً ماجِداً ** تَشْقَى بكَفَّيْهِ الدَّنَانِيرُ)
(للّهِ ندْمَاني أبُو وابص ** مَا شأنُهُ بُخْلٌ وَتقْصيرُ)
(فتىً يباري كأسه كفَّهُ ** جوداً وبعضُ القوم خنزيرُ)
(باكرته أعشو إلى ناره ** شوقاً وما ضاقتْ بيَ الدُّورُ)
(فظلَّ يَقْليني وَأفْترُّهُ ** كلٌّ بما يصنع مسرورُ)
(حَتَّى إِذَا اليَوْمُ مَضَى كُلُّهُ ** وبَاحَ بالْمَكْتُوم سُرْسُورُ)
(ورَاعَنَا في مِيمِهِ كافِرٌ ** خَلِيفة الشَّمْسِ وتَسْتِيرُ)
(وأغتلَّها زورُ أبي وابصٍ ** شتاً فهزَّتهُ المآخيرُ)
(دعا لنا الحورُ عليها الحيا ** يا حبَّذا الحور المعاطيرُ)
(بتنا نعاطيها رهاويَّةً ** وهي عكافٌ بيننا صورُ)
(تزيِّنُ الشَّربَ وقد زانها ** في الدُّرِّ شَبَّتْهُ التَّمَاصِيرُ)
(جُوفٌ مُصيخَاتٌ وإِنْ قُبِّلَتْ ** حنَّت كما حنَّ المشاويرُ)
(يَشْدُونَ أصْوَاتاً مَدِينِيَّةً ** وضَرْبَ مَكِّيٍّ لهُ صُورُ)
(تبكي المزاميرُ لها تارةً ** شجواً تحكيها المزاهيرُ)
(وأنا محبورٌ بتغريدها ** إِمَّا تَدَاعَى الْبَمّ والزِّيرُ)
(ثمَّ انقضى ذاك فلم أبكه ** غالَ نعيمَ العيشِ تكديرُ)
(دع ذا فإنَّ الغرَّ من هاشمٍ ** أَبْنَاءُ دَاوُودَ الْمَسَاعِيرُ)
(يغدون للحربِ بأقرانها ** صِيدٌ إِذَا هَاب العَوَاويرُ)
(بِالسِّيْبِ منْهُمْ نَفَرٌ سادةٌ ** إِليْهِمُ تُلْقِي الْجَمَاهِيرُ)
(قل للغواةِ الطَّالبي شأوهمْ ** لايُدْرِكُ الرِّيحَ المَجَامِيرُ)
(كم من كريمٍ من بني هاشمٍ ** مهدىً به الصِّحَّةُ والخيرُ)
(لِلْمُلْكِ عبَّاسٌ وأبْناؤُهُ ** قِدْماً ولِلْحُشِّ الْخَنَازيرُ)
(مِثْلَ سُلْيمَان ومَنْ مِثْلُهُ ** تَحْتَ الْوَغَى والسَّيْفُ مَشْهُورُ)
(نِصْفَانِ منْ جُودٍ وَمِنْ عزَّةٍ ** لايَسْتميه العَسْكَرُ الْخُورُ)
(في صدره حلمٌ وفي درعه ** ليْثٌ عَلَيْه التَّاجُ مَزْرُورُ)
(تستبشرُ البيضُ بلقيانه ** طُوْراً وتَخْتَالُ الْمَنابِيرُ)
(يعرقن خرِّيتاً عليه النَّدى ** كالبرد إذ تمَّ به النير)
(عطاؤهُ دفقٌ وموعودهُ ** طِيبُ الثَّنا والْوَجْهُ مَنْصُورُ)
(يستهلكُ المال ويبقي الحجا ** وَليْسَ منْهُ الكَلِمُ الْعُورُ)
(قد قدِّر الحمدُ على وجهه ** تَحُفُّهُ الشُّمُّ الْمَغَاوِيرُ)
(واللّه ماعِنْدي سوَى بِرِّه ** والملك الصالح مبرورُ)
(صحَّتهُ كالماء في مدِّه ** يَقْرِي بِهِ جُودٌ وتَبْكيرُ)
(فغمَّ حسَّادي وحبَّرتهُ ** بالحمد إن الحمد تحبيرُ)
(زَانَ سُليْمَان بَنِي هاشِمٍ ** كما يزين الكاعبَ السُّورُ)
(مِنْ حِلْمِهِ حِلْمٌ ومِنْ حَزْمِه ** حزمٌ ومن نعماهُ تيسيرُ)
(ضرَّابُ أعناق وفكَّاكها ** فسيفهُ مسكٌ وتأمورُ)
(يمحو بجودٍ ٍ بخلَ إخوانه ** والذَّنب تمحوهُ المقاديرُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)