البحر: كامل تام
(أعبيد يا ذات الهوى النزر ** ثَقُلَتْ مَوَدَّتُكُمْ علَى ظَهْري)
(لَوْ كُنْتِ يَا عَبَّادَ صادِقَةً ** بالْحبِّ قارَبَ أمْرُكُمْ أمْري)
(طوقت صبراً عن زيارتنا ** ويقل عن لقيانكم صبري)
(العين تأمل فيك قرتها ** وغنًى لهَا من دَاخل الْفَقْر)
(أنْتِ الْمُنَى للنَّفْسِ خَالِيةً ** وحديثها في العسر واليسر)
(فتحرجي إن كنت مؤمنةً ** باللَّه يَا عَبَّادَ من هَجْرِي)
(لو تعلمين بما لقيت بكم ** لَفَدَيتنِي بالرَّحْمِ والصِّهْرِ)
(ولما بخلت بمشرب خصرٍ ** من ريق أشنب طيب الثغر)
(جمجمت حبك لا أبوح به ** سنتين في حقرٍ وفي ستر)
(حَتَّى إِذَا الْكِتْمانُ أوْرَثَني ** سُقماً وَضَاقَ بحُبِّكُمْ صَدْري)
(عَنَّيْتُ نَفْساً غَيْرَ آمنَةٍ ** في غير فاحشةٍ ولا هجر)
(أَشْهَى لِنَفْسِي لَوْ أثَقِّلُهَا ** وَلمَا بهَا منْ لَيْلَةِ الْقَدْر)
(أهذي بكم يقظان قد علموا ** وَأبِيتُ منْكِ عَلى هَوَى ذِكْر)
(وَتَقَلَّبِين وَأنْتِ لاَهيَةٌ ** في الخز والقوهي والعطر)
(أعبيد هلا تذكرين فتىً ** تيمته بحديثك السحر)
(للموت أسبابٌ وحبكمُ ** سبب لموتي محصد الشزر)
(وَلَقَدْ عَلِمْتُ سَبِيلَ عِلَّتكُمْ ** فيمَا يَحِنُّ لِغيْرِكُمْ ظُفْرِي)
(ففللت كفي عن مساءتكم ** فَظَلِلْتُ واضِعَهَا عَلى سَحْرِي)
(طمَعاً إِليْكِ بِمَا أُؤمِّلُهُ ** ومخافة أن تقطعي عذري)
(لصريمةٍ غلبت مواصلتي ** وَموَدَّةٍ زَادَتْ على وَفْرِي)
(إِنَّ الْمُحِبِّينَ الَّذِين هَفَتْ ** أَحْلاَمُهُمْ لِعوَاقِدِ الْخُمْرِ)
(أَمَلُوا وخافُوا مِنْ حَيَاتِهمُ ** وَعْراً فمَا وَأَلُو مِن الْوعْرِ)
(نزلوا بوادي الموت إذ عشقوا ** فتتابعوا شفعاً على وتر)
(وكَذاكِ منْ وَادِي وَفائِهِمْ ** أصبحت مجتنحاً على سفر)
(ماضٍ ومرتهن بدائهم ** فنُفُوسُهُمْ لِلِقائِهِمْ تجْري)
(يا صاح لا تعجل بمعذلتي ** ستبيتُ من أمري على خبر)
(واعْرِفْ بِقلْبِي حينَ تذْكُرُهُ ** أَنْ يُسْتهامَ بِبَيْضَةِ الْخِدْرِ)
(إن الهوى جثمت عقاربه ** فيه جثوم الفرخ في الوكر)
(يوم العذارى يستطفن بها ** مِثْلَ النُّجُومِ يَطُفْنَ بالْبَدْرِ)
(لم أنسها أصلاً وقد ركبت ** شمس النهار لأرذل العمر)
(ودموعها مما تسر بنا ** تجْرِي عَلى الْخدَّيْنِ والنَّحْر)
(فاغتال ذلكم وغيرهُ ** عصر تناسخها إلى عصر)
(وبياض يومٍ بعد ليلته ** دانٍ مِن الْمَعْرُوف بالنُّكْرِ)
(أَنْكَرْتُ ما قدْ كُنْتُ أَعْرِفُه ** مِنْها سَوَى المَوْعُودِ والْغَدْرِ)
(والنفس دانيةٌ بملتها ** مِنْها تُطِيفُ بِها ابْنةَ الدَّهر)
(إِنِّي لأَخْشَى مِنْ تَذَكُّرِهَا ** موت الفجاءة حيثُ لا أدري)
(مِنْ خَفْقَةٍ لَوْ دَامَ عَارِضُهَا ** قدر الفواق وفى لها عمري)
(لَكِنْ تَأخَّرَ يَوْمُ مُرْتَهَن ** بِوَفَاتِهِ فَوَعَا عَلَى كَسْرِ)
(فَلَتَنْزِلَنّ بِه التِي نَزَلَتْ ** يَوْماً بِصَاحِبِ عُرْوَةَ الْعُذْرِي)
(فَإذَا سَمِعْتِ بِمَيِّت حَزَناً ** بكر الحمام به ولم يسر)
(فَابْكي عَلَى قَبْرِي مُفَجَّعَةً ** وَلَقَلَّ مِنْكَ بُكًى عَلى قَبْرِي)
(فَاسْتَيْقِنِي أَنِّي الْمُصَابُ بِكُمُ ** عجلت منيتهُ مع الزفرِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)