لَيْلِي طَوِيلٌ وَهَلْ تُرَاهُ يُشْقِينِي ... وَاللَّيْلُ يُشْقِي وَمَا حُرٌّ بِمَغْبُونِ
إِذَا ظَنَنْتُ سَوَادَ اللَّيْلِ مُحْتَضَرًا ... إِذَا بِهِ فِي الصِّبَا يُدْمِي وَيُضْنِينِي
أَيْقَنْتُ أَنَّ لِلَيْلِي آخِرًا وَدَنَى ... وَهَلْ تُرَى أَنْتَهِي أَوْ يَنْتَهِي دُونِي؟
أُسَامُ مُنْذُ سِنِينَ الْقَهْرَ لَمْ أَهُنِ ... وَبِئْسَ قَهْرًا لِحُرٍّ عَيْشُ مَسْجُونِ
كَأَنَّنِي سَابِحٌ فِي الْبَحْرِ مُجْتَهِدًا ... وَمَا لَهُ شَاطِئٌ هَلْ ذَاكَ يَثْنِينِي
إِنْ يَظْهَرِ الشَّاطِئُ الْمَامُولُ أَسْتَرِحِ ... وَإِنْ حُرِمْتُ سَأَمْضِي، الْعَزْمُ يُغْنِينِي
نَفْسِي تُحَدِّثُنِي: أَسْوِا بِأَنْ يَقَعَ الْـ ... ـأَحْرَارُ فِي قَبْضَةِ الطُّغْيَانِ وَالْهُونِ
الأُسْدُ فِي الأَسْرِ وَالْكِلابُ عَاتِيَةٌ ... وَاللَّيْلُ يَغْشَى وَذِي الأَهْوَالُ تُدْمِينِي
يَا نَفْسُ لاتَحْزَنِي لَوْ عِشْتُ مُعْتَصِمًا ... بِالْحَقِّ هَلْ بَعْدَ ذَا الآلامُ تَعْنِينِي؟!
فِي الأَسْرِ أَحْيَا أُزَلْزِلُ الطُّغَاةَ وَهَلْ ... يَسُوءُنِي الأَسْرُ؟ إِنَّ الأَسْرَ لِلدِّينِ
مَا دَامَ قَلْبِي طَلِيقًا مَا بِهِ حَزَنٌ ... وَالْجِسْمُ إِنْ يَاسِرُوهُ الْقَلْبُ يَحْمِينِي
إِنْ مَزَّقُوا جَسَدِي فَالْقَلْبُ لَمْ يَهُنِ ... لَهُ رَجَاءٌ بِأَجْرٍ غَيْرِ مَمْنُونِ
أَمَا تَرَيْنَ الطُّغَاةَ مَا لَهُمْ حِيَلٌ ... وَذَا الثَّبَاتُ كَنَهْرٍ دَامَ يَرْوِينِي
فَهُمْ يَرَاعٌ تَهِبُّ الرِّيحُ تَكْسِرُهُ ... وَإِنَّنِي جَبَلٌ مَا الرِّيحُ تُؤْذِينِي
فَلا يَغُرَّنَّكِ اللَّيْلُ الْبَهِيمُ فَلَنْ ... أَرْضَى بِنَفْسٍ إِذَا الآلامُ تُرْدِينِي
وَأَنْتَ يَا لَيْلُ مَا زِلْنَا نَسِيرُ مَعًا ... آلَيْتُ أَنِّي سأَبْقَى غَيْرَ مَحْزُونِ
حُرًّا سَأَبْقَى أُعِزُّ دَعْوَتِي وَإِذَا ... مَا مِتُّ حُرًّا فَذَاكَ الْمَوْتُ يُحْيِينِي
مصادر و المراجع :
١- ملحمة حر «ديوان»
المؤلف: عبد
الحميد محمد محمد حسين ضحا
الناشر: مكتبة
الآداب، القاهرة
الطبعة: الأولى،
1433 هـ - 2011 م
تعليقات (0)