المنشورات
البطل!
من حصاد السجن
رأى أرض أجداده الغاليه … تحكم فيها العدو وسادا!
فأعلنها ثورة حاميه! … تقوض ما قد بناه وشادا!
وهب كعاصفة عاتيه! … يبيد الشرور ويمحو الفسادا
وحدق في الأفق الأوسع! … كما حدق الصقر يبغى اصطيادا
فخف إلى الجبل الأمنع! … ليجو العدو ويحمي البلادا
ولم يخش جلجلة المدفع! … فإيمانه كان أقوى عتادا
فكان على الطود صقرا صيودا … بقوة مخلبه كم أبادا!
فكل قتيل له ليس يودى!! … كل صريع له لا يفادى
يريد لأمته أن تسودا … وتمحو الشقاء وتنضو السوادا
فهيج أحقاد أعدائه … كما هاجت العاصفات الجرادا
وساقوا الجيوش لإفنائه … فما زاده ذاك إلا عنادا
وأبدى شجاعة آبائه … يلاقي الردى والخطوب الشدادا
وكان له من شباب البلاد … حمى زاده قوة واعتدادا
إذا سمعوا صرخة للجهاد … يهبوا جموعا ليفنوا فرادى!
شباب يهيم بحب الجلاد … ويأبى لحكم الدخيل انقيادا!
ولكن قنبلة غادره! … أصابت من الوطني الفؤادا
فلم يرهب القوة القاهره! … ومات شهيدا يوالي الجهادا
وقال بلهجته الآسره! … بلغت المراد ومت ذيادا
ودوى بصوت الرصاص الجبل … يجوب النجاد ويطوي الوهادا
يحيي رفات الشهيد البطل … فماج له كل طود ومادا
وأقسم أصحابه في العمل … على الموت حتى ينالوا المرادا
فيا ابن العلا لم تمت إذ نأيت … ولبيت داعي الحمى حين نادى
"وأوراس" لم تبك لما مضيت … ولا لبست إذ نأيت الحدادا
فإنك لم تمض حتى بنيت! … لها سؤددا عز أن يستفادا،
فيا من ونى عن ركاب الشباب! … تقادم فإنك خنت البلادا،
فكم غادة في الجبال كعاب … غدت لظهور الشباب سنادا
ففي ثورة الشعب فصل الخطاب … إذا سئم الظلم والاضطهادا
أيا جبلا أظهر المعجزات … وكان لعزم الشباب امتدادا
وأحيى من المكرمات الموات … وكان حمى للعلا ومهادا
ستخلد ذكراك في الذكريات … وتغدو نشيدا يهز الجمادا
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشيخ أحمد سحنون
المؤلف: أحمد
سحنون
الناشر: منشورات
الحبر (الجزائر)
الطبعة: الطبعة
الثانية، 2007
25 يونيو 2024
تعليقات (0)