المنشورات
ليلة المولد النبوي
هزم النور الظلاما ومحا الحب الخصاما
وانزوى الباطل لما هازم الباطل قاما!
وانطوى حكم الطواغيت الذي أشقى الأناما!
وتهاوت من علاها دولة الشرك حطاما
وأفاقت من كراها أنفس ماتت مناما!
وتوارت خقبة ذاقت بها الموت الزؤاما
وتصافى الناس لما أخذ الكفء الزماما
وتفشى العدل لما خيرهم صار إماما
وأظل الكون عهد شع أمنا وسلاما
وغدا ابن البيد في أوج المعالي يسامى
في سبيل الله قد جاهد لا يخشى الحماما!
ومن الأمجد قد شيد ما يبقى دواما!
أي شيء قد جرى حتى اكتسى الكون ابتساما
وغدا كالروض حسنا فاح وردا وخزامى؟
حادث أنعش في الأنفس آمالا عظاما!
إن مولودا يتيما لم يكن مثل اليتامى!
أسفرت غرته كالبدر إذ يجلو الظلاما!
إنه ميلاد أوفى الخلق عهدا وذماما!
إنها البشرى بأن النهج للخير استقاما!
إننا في ليلة الذكرى التي جلت مقاما!
أسفرت عن مولد الطفل الذي ساد الأناما
والليالي ربما تفضل إحداهن عاما!
وكذاك الناس تلقاهم كراما ولئاما!
تجد الأبله فيهم مثلما تلقى الإماما!
هذه الليلة تحكي ليلة القدر تماما
أمتي: يا أمة السؤدد شيخا وغلاما!
أمة الأبطال من كانوا لدنياهم دعاما!
لم يعيشوا عالة في الناس بل عاشوا كراما!
لم يكن شعبك أذنابا ولكن كان هاما!
أين ذاك المجد أنى غاب أم أين أقاما!
كيف صارت تلكم الوحدة خلفا وانقساما؟
ولماذا لم يجد دين الهدى منك اهتماما؟
كيف صارت أمة الإسلام لا تلقي احترما؟
بعد ما كانت به اسمى بني الدنيا مقاما
نحن بالإسلام سدنا ليت ذاك العهد داما
آثر الدنيا على الدين وبالشهرة هاما!
ونرى النشء على اللذات واللهو أقاما!
وبنات اليوم لا تلقى لديهن احتشاما!
كل يوم ببنات الغرب يزددن هياما!
إننا لم نعتصم بالدين والخلق اعتصاما!
كلنا أصبح بالدنيا معنيا مستهاما!
لا نبالي ما أصبنا! أحلاما أم حراما!
قد نبذنا شرعة الله ولم نخش ملاما!
وتجاوزنا المدى حين تعاطينا المداما!
والربا في بلد الإسلام قد صار نظاما!
نجست فينا دمانا مذ غدا العيش حراما
كيف نرجو بعد هذا السوء للداء انحساما
كيف نرجو لجراحات "فلسطين" التئاما؟
كيف نرجو وحدة تستأصل الداء العقاما؟
فعلاما نرتضي الخسران يا قوم علاما؟
فتعالوا نتدبرأمرنا لا نتعامى!
سوف تفنى هذه الدنيا فلن تبقى دواما
وأرى العاقل من بادر دنياه اغتناما
نحن أنشأنا الحضارات وأيقظنا الأناما
ووهبنا الناس أخلاقا وعلما ونظاما
وأزحنا عن جميع الناس أعباء جساما!
ومنحنا الكون بالعدل جمالا وانسجاما!
فبلغنا ما سما من كل فضل لا يسامى
كيف سرنا الآن خلفا بعد ما كنا أماما؟
وانتهينا لحياة لم نكن فيها كراما!
خمدت جذوتنا أعظم ما كانت ضراما
وخبت ثورتنا الكبرى التي شبت دواما
والتي قد حطمت كل الطواغيت القدامى
وسرت تلتهم الباطل والشر التهاما!
بينما كانت على المظلوم بردا وسلاما
ورضينا "بعد ما سدنا سوانا" أن نضاما
لم نعد نثار للعرض ولا ندفع ذاما!
لم نجد بالروح للإسلام حبا وغراما!
لم نعد من أجله نقتحم الهول اقتحاما!
نبصر الإلحاد يغزونا ولكن نتعامى!
ونرى المعني بالأمر عن الواجب ناما!
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشيخ أحمد سحنون
المؤلف: أحمد
سحنون
الناشر: منشورات
الحبر (الجزائر)
الطبعة: الطبعة
الثانية، 2007
25 يونيو 2024
تعليقات (0)