المنشورات
إلى أخي عبد الكريم
وبما أن هذه تحية يجب أن تقابل بأحسن منها أو ترد كما قال الله عز وجل: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فقد بت ليلتي تلك أراود قريحتي علها تسعفني بما يريح عن كاهلي هذا الدين ويؤدي عني هذه التحية فما كاد الصبح يتنفس حتى كانت القصيدة تتنفس معه نفس الحياة وعاد إلي الأخ عيسى فأمليت عليه القصيدة من ذاكرتي لأن الكتابة متعذرة علي بسبب المرض فكتبها وبعث بها إلى الجريدة. وهذا هو نصها:
إلى أخي الكريم الأستاد "عبد الكريم": ردا على قصيدته الأخوية الرائعة.
أخا الحب والذكريات الغرر … وخدن القوافي وحلف السمر
وحقك لم أنس عهدا مضى … جميلا سريعا كلمح البصر!
قطفنا به من ثمار المنى … أفانين من يانعات الثمر
يرف خلال عهود الصبا … رفيف الفراشة حول الزهر
وما زلت رغم تنائي الديار … ذاك الصديق الوفي الأبر
مواثيقنا غضة ما تزال … وعقد الهوى بيننا ما انتثر
وهل أنا ناس أخا شاعرا … بدائعه خالدات الأثر!
اقمنا معا سوق حر الفريض … وصغنا لآلئه والدرر
وكان مثال الوفاء الذي! … يعز ويندر بين البشر
بعثت بقلبك في أسطر … يلج به شوقه المستعر!
ولكن كأنك لم تدر ما … ألم بخدن الصبا من غير
غريب بروحي وجسمي معا … حليف الهموم ضجيع السهر
أقضي نهاري على طوله … بلذع الدواء ووخز الأبر
وعيناي كلتاهما عصبت … بأربطة حرمتني النظر
فمن أين لي طاقة بالجواب … يطمئن صحبي برد الخبر؟
ومن أين أقضي حقوق الرفاق؟ … وهل أستطيع تحدي القدر؟
ولكن أيام هذا البلاء … ستمضي ويعقبها ما يسر!
وأرجع نحو الرفاق الكرام … قرير الفؤاد معافى البصر
ويجتمع الشمل بعد الفراق … وننعم بالصفو بعد الكدر
فقل للرفاق إلى الملتقى … سنظفر بالأمل المنتظر
وعاقبة الصبر معروفة … لأصحابها ببلوغ الوطر
مصحة القديس لوقا بليون
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشيخ أحمد سحنون
المؤلف: أحمد
سحنون
الناشر: منشورات
الحبر (الجزائر)
الطبعة: الطبعة
الثانية، 2007
25 يونيو 2024
تعليقات (0)