المنشورات
يا دار
قصيدة نظمها الشاعر حوالي سنة 1925م
•---------------------------------•
بيض وسود وأخيار وأشرار …*… كم تحتوين على الأضداد يا دار!
العرش والفرش والأحداث بينهما …*… خير وشر فإقلال وإكثار
والليل والصبح والإنسان عندهما …*… نعسان مستيقظ والماء والنار
والأنجم الزهر: هذا النجم مرتفع …*… زاهي الضياء وهذا النجم منهار
تبدو على الأفق أشتاتا ويجمعها …*… في سيرها فلك في الأفق دوار
قد قيل في كوكب المريخ أبنية …*… مشيدات وجنات وأنهار
وقيل في البحر آكام وأودية …*… كما على البر أنجاد وأغوار
أتى على الميز حين وهو منتشر …*… فاش إلى أن تأتت منه اضرار
كم ذا أرى المثل دون المثل محتفلا …*… به لتقضى به حاج وأوطار؟
إن كان للميز مقدار يحد به …*… فإن أحداثنا للميز مقدار
ما المسك والقار الا مائع لزج …*… أحوى فكيف تنافى المسك والقار؟!
وكيف صحت من الانسان تفرقة …*… بين الحصا واللئالي وهي أحجار؟!
يا دار هل فيك من هاد ليرشدني …*… فإنني مستريب فيك محتار
همي تقسم أشطارا ولن تجدى …*… من همه مثل همي فيك أشطار
يعروه خفض ورفع في تنقله …*… كأنه كلا يذروه إعصار
(أعمى المعرة) أهدى فيك تبصرة …*… لو لم تشط به في الدين أنظار
قد كان عنك مشيحا وجه همته …*… حرا وقدما تجافت عنك أخرار
كفته شهوة أكل اللحم أرغفة …*… بسيطة وكفته الستر أطمار
وعاش فيك حصورا غير متخذ …*… زوجا وبعض من الأزواج اصار
ولم يزل فيك للذات مجتنبا …*… حتى استوى منك إقبال وإدبار
مضى بمبدئه السامي الغريب ولم …*… يكن لمبدئه في الناس أنصار
وعنصر الناس فخار ألم به …*… كسر وما التام بعد الكسر فخار
ياكم أجاد هزار الصبح من نغم …*… ولم يصخ لهزار الصبح ديار
وواصل الحزن بوم الليل ملتزما …*… (غاقا) (1) فحفته أسماع وأبصار
وجار سوء ثوى أرضي فضايقني …*… فيها ومن دونه حجب وأستار!
فما وعى قط صوتي وهو مرتفع …*… وما رأى قط دمعي وهو مدرار
قلت له احفظ جواري وارع منزلتي …*… أولا فبارح دياري أيها الجار
وخل سوء توخاني لأخلفه …*… في ذبح شاء عجاف وهي إيثار
قال ابتدرها على اسم الله قلت له …*… دعني فما أنا يا ابن اللؤم جزار
ومسرف منكر للبعث قلت له …*… هيهات يجديك يوم البعث إنكار
أأنت تنكر حالا تستحيل إلى …*… حال وخلقك رأي العين أطوار
تبارك الله هذا الكون معترف …*… بأن صانعه رحمان قهار
قامت بحكمته الأرواح خاضعة …*… له فهل في ذوي الأرواح مختار؟
مات الأئمة أهل العلم- لا بليت …*… أوصالهم- ولهم في الكون آثار
هم خلفوا العلم تذكارا لأنفسهم …*… وما يؤثر في السالين تذكار
قد أفعموا الكتب أخبارا وما لبثوا …*… أن أصبحوا وهم في الكتب أخبار
مصادر و المراجع :
١- ديوان محمد العيد آل
خليفة
المؤلف: محمد
العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)
الناشر: دار
الهدى، عين مليلة - الجزائر
عام النشر: 2010
26 يونيو 2024
تعليقات (0)