المنشورات
جمال الريف
في هذه القصيدة تظهر براعة الشاعر وقدرته على الوصف بالرغم من أنه لم يكثر منه في شعره.
•---------------------------------•
هزك للشعر حنات وأشواق …*… وعاودتك حساسات وأذواق
اليوم صدرك للأفراح منشرح …*… فما عليه من الأتراح أغلاق
أقم هنيئا فما في القلب موجدة …*… ونم قريرا فما بالعين إراق
حيتك في البدو كل الكائنات به …*… الريح عازفة والروض صفاق
والحقل محتفل الأشجارمن طرب …*… تشدو وتهفو به ورق وأوراق
والنهر في جنبات السفح منبسط …*… والماء في جنبات النهررقراق
وفي الكروم عناقيد تحف بها …*… كأنها في نحورالغيد أطواق
وفي المزارع قطعان منوعة …*… ضأن ومعز وأبقار وأنياق
تشدو الرعاة بسوق للغناء بها …*… وللغناء كما للشعر أسواق
لهم مزامير بالألحان صادحة …*… كأنها في صدى الوديان أبواق
والوحش سلوان في الغابات منطلق …*… والطير جذلان في الأوكار زقزاق
والشمس زاهرة في كل آونة …*… كأن إمساءها في العين إشراق
والبدر في الليل يبدوا زاهدا ورعا …*… له إلى الله إخبات وإطراق
أو عاشقا ساهرا في الحي منفردا …*… وقد غفت من رعاة الحي أحداق
يا ساهر الليل لا خانتك باصرة …*… ولا عداك على الغافين إشفاق
إنزل إلينا قليلا نصحب زمنا …*… فكلنا لجمال البدو عشاق
الكوخ أبهى من الأفلاك نيرة …*… والقصر يعلو طاق فوقه طاق
فقل لمن هو في نشدان راحته …*… إلى الحواضر بالجدان منساق
دع الحواضر لا يغررك زخرفها …*… فجوها قاتم كالغاز خناق
واغش البوادي تنعم في مرابعها …*… عيشا ويخطئك إعسار وإملاق
عيش البوادي نضير لا نظير له …*… وجوها لعضال الداء ترياق
فما كأودية البادين أودية …*… ولا كآفاقهم في الأرض آفاق
أنظر تجد خلل الأكواخ مائدة …*… تميد من فوقها بالرزق أطباق
مبسوطة لبني الإنسان مطلقة …*… على يد كلها بسط وإطلاق
يا رب شكرك حق لست أجحده …*… فما سواك لهذا الخير خلاق
مصادر و المراجع :
١- ديوان محمد العيد آل
خليفة
المؤلف: محمد
العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)
الناشر: دار
الهدى، عين مليلة - الجزائر
عام النشر: 2010
27 يونيو 2024
تعليقات (0)