المنشورات
تحية دار الحديث
أنشد الشاعر هذه القصيدة، يوم الاحتفال العظيم بافتتاح مدرسة (دار الحديث) بتلمسان وكان الاحتفال مشهودا، حضره أعضاء جمعية العلماء كلهم، وجميع الهيآت العاملة في الجمعية من مدرسين وشعب، وتمثلت فيه جمعية العلماء بصورتها الحقيقية، وقدرتها الإنشائية. وحضرها نحو عشرين ألفا من أتباعها، ووفود من تونس ومراكش وذلك في خريف سنة 1937م.
•---------------------------------•
أحيي بالرضى حرما يزار …*… ودارا تستظل بها الديار
وروضا مستجد الغرس نضرا …*… أريضا زهره الأدب النضار
وميدانا سترتبع المهاري …*… بساحته وتستبق المهار (1)
وعينا ما لمنبعها مغاض …*… وأفقا ما لأنجمه مغار
أحيي خير مدرسة بناها …*… خيار في معونتهم خيار
(تلمسان) احتفت بالعلم جارا …*… وما كالعلم للبلدان جار
لقد لبست من الإصلاح تاجا …*… يحق به لأهليها الفخار
فكان له بها نصر وفتح …*… وكان له ذيوع واشتهار
لقد بعث (البشير) لها بشيرا (2) …*… بمجد كالركاز بها يثار
وفي (دار الحديث) له صوان …*… بديع الصنع مصقول منار
به عرض (البشير) فنون علم …*… وآداب ليجلوها الصغار
فيا (دار الحديث) عمي نهارا …*… وعمرك كله أبدا نهار
ويا (دار الحديث) عليك تلقى …*… مهمات لنا ومنى كبار
وفي (بلد الجدار) كنوز دين …*… وعلم لا يليق بها ادخار
(تلمسان) ابتغي أبدا مدارا …*… فأختك في السماء لها مدار
ضعي عن قرنك الضافي خمارا …*… فقرن الشمس ليس له خمار
(تلمسان) اكشفي عن رائعات …*… من الأثار جللها الغبار
وبقيا عبقريات غزار …*… نمتها عبقربات غزار
إلى (إدريس) (1) أو (زيان) (2) يومي …*… ويومض تحتها نور ونار
(تلمسان) احفظي ذكر ازدهار …*… لملك فيك كان له ازدهار
ففي هذا الثرى الزاكي قديما …*… لنا ازدهرت حضارات كبار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… تفشى العدل وانتشر اليسار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… سما (مازيغ) (3) واستعلى (نزار)
عليك تآخيا أدبا ودينا …*… وحولك ضم شملها الجوار
هما حميا ذمارك بالعوالي …*… قرونا فاحتمى بهما الذمار
وحاصر تركك الإسبان حينا …*… فعاد عليك بالأمن الحصار
مضوا لم يتركوا غير ادكار …*… لنا في قلب لو يجدي ادكار
فقل لبنيهم ابنوامن جديد …*… بناء لا يهدده انهيار
وصغ لبني تلمسان التحايا …*… كطاقات يرف بها العمار
ووف بني تلمسان اعتبارا …*… وأدنى ما جزيت به اعتبار
لقد حنت جوانحها إليهم …*… وأشراف وشوق وانتظار
وسرنا بينهم جنبا لجنب …*… كمثل الزند يكنفه السوار
يكبر حولنا منهم جهارا …*… رجال كل دعوتهم جهار
ألم تر صورة الأجداد فيهم …*… عليها من ملامحهم إطار
فقف تر غرسهم ينمو بدارا …*… بدار نحوها اشتد البدار
بها (دار الحديث) لها ينادي …*… وفيها (ابن الصلاح) له يشار
وليس ابن الصلاح سوى (بشير) …*… لنا انتشرت معارفه الكثار
حمى أكنافها لله جند …*… وجند الله ليس له انكسار
وجاءتها المواكب خاشعات …*… عليها الطهر يبدو والوقار
ومن وحي السماء لها دليل …*… ومن وحي السماء لها منار
ونحن بنو السماء لها انسبونا …*… فليس سوى السماء لنا نجار
تخذنا الدين في الدنيا شعارا …*… وما كالدين في الدنيا شعار
لنا للعلم تثويب وحفز …*… وتنقيب وكشف وابتكار
وفي (دارالحديث) رياض علم …*… عليها نضرة ولها اخضرار
بدت منها ثمار طيبات …*… شهيات فأرضتنا الثمار
على طلابها ومعلميها …*… من البركات ديمات ثرار
وطاب جنابها الحاني قرارا …*… لهم ما طاب في الخلد القرار
مصادر و المراجع :
١- ديوان محمد العيد آل
خليفة
المؤلف: محمد
العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)
الناشر: دار
الهدى، عين مليلة - الجزائر
عام النشر: 2010
27 يونيو 2024
تعليقات (0)