المنشورات

يا معشر الطلاب

ألقاها في ختم درس كتاب (القطر) لابن هشام سنة 1928 حيث كان معلما إذ ذاك ببسكرة.
نشرت بـ (الشهاب) سنة 1928.
•---------------------------------•
فاز المجد المعتني بمرامه …*… فتنافس الأمجاد في إكرامه
قد هيأت خضر الرياض طيورها …*… لكلامه وزهورها لسلامه
ودنت له كل المنى وأطاعه …*… حتى الزمان فعاد من خدامه
الله راعى صدقه في سعيه …*… معه فلم يحرمه من أنعامه
وهو الذي أدنى إليه مقامه …*… شكرا فمن ذا يزدري بمقامه
قد أدرك ابن العلم غايته التي …*… يصبو إليها منذ عهد فطامه
ما زال في طلب الحقائق هائما …*… حتى شفى منها غليل هيامه
والفوز للمقدام ضربة لازب …*… ما استعمل التدبير في إقدامه
يا معشر الطلاب هل من منصت …*… منكم لوحي الشعر في إلهامه
أسديه مني حكمة مملوءة …*… عظة يرددها مدى أيامه
فالقلب مثل الارض أو كأناسها …*… والوعظ مثل القطر أو كغمامه
العلم صرح مجادة وسعادة …*… ومن التعلم شيد ركن قوامه
والعلم لما تنحصر أفهامه …*… فتنافسوا يا قوم في أفهامه
العلم أعمال تزاول لا منى …*… تنوى فسيروا في هدى أعلامه
ولرب غر ظل يرقب ليله …*… يرجو استقاء العلم من أحلامه
وافاه وقت منامه فانسل من …*… برديه معتبطا بوقت منامه
وانهال والإغضاء ملء جفونه …*… في الفرش والاعياء ملء عظامه
فرأى المرائي معجما فيها بما …*… لا يعجم الملموم في إلمامه
حتى إذا طلع النهار وأشرقت …*… شمس النهار وحان حين قيامه
نفض الإزار وقام يخطب مسهبا …*… يفتن في الإعراب عن إعجامه
فخذوا بأسباب العلوم حقيقة …*… وذروا أخا الأوهام في أوهامه
**
يا معشر الطلاب هل من آخذ …*… بالذكر أو متمسك بعصامه
فتشرفوا بالأخذ من آدابه …*… وتعرفوا بحلاله وحرامه
ولكل شيء في الحياة أذية …*… وأذية القرآن من أقوامه
عملوا على التحذيرمن تفهيمه …*… فكأنهم عملوا على إعدامه
هجروا مبادئه العلى وتنكبوا …*… أحكامه والخير في أحكامه
زعموا بأن صوابه خطأ وفي …*… ما يزعمون زراية بكلامه
أسطورة إن الذي قد قالها …*… قمن بأن يرتاب في اسلامه
يا معشر الطلاب هل من ناهض …*… بالشعب حر حافظ لذمامه
أو باعث في الشعب روح إباية …*… منكم فموت الشعب في استسلامه
ما عاثت الذؤبان في أغنامه …*… لو كانت الاساد في آجامه
من منكم لابن الجزائر مدرك؟ …*… فابن الجزائر في سياق حمامه
أسقامه شتى وأنول الأذى …*… من حاكميه تزيد في أسقامه
فأخو الرئاسة مولع بعذابه …*… وأخو السياسة مولع بخصامه
لكم اللسان الفذ في إيضاحه …*… رغما على الساعين في إبهامه
لا تهملوا هذا اللسان ففقدكم …*… في فقده ودوامكم بدوامه
فكأنما هو عقد در فائق …*… رصفا وعلم النحو سلك نظامه
وكفاكم في النحو قدرا أنكم …*… راوون علم النحو عن علامه
شهد (ابن خلدون) له بتفوق …*… في النحو تحظيظا على إعظامه
فارعوا (لعبد الله) (1) ما أسدى لكم …*… (في القطر) واغتبطوا بحسن ختامه














مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید