المنشورات

استوح شعرك

إستوح شعرك من حنايا الأضلع …*… واستجل في القسمات حسن المطلع
وصغ التحية نضرة رفافة …*… كالورد وارفعها لهذا المجمع
من باحث متفنن أو واعظ …*… متسنن أو قارئ متخشع
ما ينتهى منهم بليغ مصقع …*… إلا يحيل على بليغ مصقع
والقوم كالأسد الروابض جثم …*… من حولهم أو كالنسور الوقع
قل للجزائر وهي أم مرضع …*… مثل اللبؤة أي أم مرضع!!
أبناؤك الأشبال فيك تزاوروا …*… وتزاءروا قي الغيل منك بمسمع
قد خانهم فيك الشريك فلم يبح …*… طيب المناخ لهم وحسن الموقع
أطعمت مكثرة فأطمعت العدى …*… لا تكثري الإطعام كيلا تطمعي
إن القريب الحق أولى بالقرى …*… بين الضيوف من القصي المدعي
إن الجزائر مرتع معشوشب …*… مغدودق ما مثله من مرتع
قل للنزيل بهاسلام طيب …*… متضوع كأريجها المتضوع
إنزل على الحرم الأمين بظلها …*… ضيفا وحل على الجناب الممرع
تلق الرضى ما دمت تسعى للرضى …*… في كل ناحية تحل وموضع
تأبى الجزائر أن تعم بنفعها …*… من ليس يسعى للأعم الأنفع
ولكل ساع في المواطن ما سعى …*… من خان خين ومن رعى فيها رعي
ولربما كان الجزاء مؤخرا …*… أجلا فضاقت حيلة المتسرع
قلبت أنواع الجهاد فلم أجد …*… كجهاد محتسب به متطوع
يا موطنا لي خصبه ونعيمه …*… وله هواي على المدى وتشيعي
مصطافي الباهي الظليل ومخرفي …*… الزهي ومشتاي الجميل ومربعي
ما زال حبك ناشئا مترعرعا …*… في ناشئ بجوانحي مترعرع
أقسمت لو خيرتني في مصرع …*… ما اخترت إلا في سبيلك مصرعي
إسأل أجب وأمر أطع واصرخ أغث …*… وآصفح أنب واسمع أقل وانصح أع!
مضت الدهور وأنت حي سالم …*… من عهد (عقبة) والغزاة التبع
ها أنت في وسط الزعازع ثابت …*… باق على الإسلام لم تتزعزع
بوركت من وطن تسامى فالتقى …*… بالمنتهى في مستواه الأرفع
يحميه شيب كالملائك طيبة …*… وشبيبة مثل النجوم اللمع
شملوا ببرهم (الشمال) وأجمعوا …*… أن يجمعوا من شمله المتصدع
) افريقيا) دار ثووها حقبة …*… وتوارثوها أروعا عن أروع
) افريقيا) أخت الحجاز ديانة …*… وربيبة البيت الحرام الأمنع
قف بي عليها برهة ننصح لها …*… أن تستعد ليومها المتوقع!
العلم سلطان الوجود فسد به …*… من شئت أو ذد عن حياضك وادفع
والجأ له بدل الحصون فلا أرى …*… حصنا كمدرسة سمت أو مصنع
قل للجزائر أنشئي كلية …*… تمحو جهالة شعبك المتسكع
الجهل أشبه بالغراب فما له …*… من منزل غير الخراب البلقع
الجهل غيم فوق أرضك ضارب …*… غطى على أحيائها والأربع
لن يخرق ابنك حجبه ما لم يكن …*… بمنقب في الكتب أو مستطلع
الفجر يؤذن بالطلوع فرحبي …*… بالنور غب ظلامك المتقشع
فردوسك المفقود سوف يرده …*… من رد قرن الشمس قبل ليوشع
يا ليت لي من بعد موتي مرجعا …*… إن آذن الفردوس فيك بمرجع
وأتى الإلاه بأمة لا تنحني …*… أبدا لسوط فوقها أو مقمع
تأبى سوى الإسلام فيها مهيعا …*… لسلوكها أعظم به من مهيع
حتى أرى فيك المسيطر عادلا …*… وأرى لديه الحق غير مضيع
وأرى على الأقطار عرشك سائدا …*… من تحت تاج بالقلوب مرصع
فأزيج عن نفسي مرارة بؤسها …*… وأريح عيني من حرارة أدمعي
يا نفس ما أخلفت للوطن الذي …*… غذاك من أخلاف شتى الأضرع
بريه عاملة فليس بنافع …*… ان تهتفي مثل الحمام وتسجعي
ويحي رجعت القول رجعا عاليا …*… ونزعت في الامال أبعد منزع
ونصحت غير العاملين مقرعا …*… وأنا الفقير لناصح ومقرع
قد كدت أجفو الشعر لولا أن لي …*… بالشعر بعض تعلل وتمتع
الشعر من خيل الخيال فوثبه …*… وثب البراق أو البروق السرع
لا يقتضي الا مجالا موسعا …*… مني ومن لي بالمجال الموسع
في كل ركن راصد متسمع …*… عني بجانب راصد متسمع
لا ذخر كالأعمال عند صلاحها …*… فاجعل من الأعمال ذخرك أودع
واذا عزوت صنيعة محمودة …*… في أمة فإلى الصناع المبدع
كم من محق قام يطلب حقه …*… بالقول باء بالإنتهار المقذع
ومن المروءة أن تؤمن فزعا …*… ظنوك خير مؤمن للفزع
يا دولة عنا تجافى جنبها …*… رقي لنا وعن التجافي أقلعي
ننعي عليك الميز جهرا بين من …*… ترعينهم والميز من قدم نعى
ما بال بعض الناس منك مشجعا …*… فينا وبعض الناس غير مشجع
يا أمة يرجو الخصوم هجوعها …*… من بعد نهضتها احذري ان تهجعي
الأمن للأيقاظ فاحذي حذوهم …*… وسعي بجدك كل واجبهم سعى
تركتك جارتك المجدة خلفها …*… فانوي بجارتك اللحاق وأزمعي
وعلاك في الدنيا عباب محيطها …*… فتدفعي تعلي العباب تدفعي
وتكتلي كالنحل حول كرامة …*… لك كالخلية أن تمس بإصبع
حكم الممالك بالعدالة والرضى …*… ما حكمها بالسيف أو بالمدفع
ما بال من ترجين قرب وفائهم …*… يتمنعون ولات حين تمنع
لا بد من عدل القضاء وفصله …*… فتتبعي سير القضاء تتبعي
لن يعدم التوفيق طالب حقه …*… المبتغيه بحكمة وتضلع
بين المشارق والمغارب إخوة …*… لك عصبة بقلوبهم والأذرع
مدوا اليك بها حبال إخائهم …*… فصلي حبال إخائهم لا تقطعي
هلا اغثت القدس منك بلفتة …*… غيري على شعب هناك مروع
القبلة الأولى تضج وتشتكي …*… من قسمة المستأثر المستنفع
ضمي أحتجاجك لاحتجاج حماتها …*… واستنكري تقسيمه وأستفظعي
أيه فلسطين الشقيقة لا تني …*… عن رد عدوان اليهود الأشنع
ويح القلوب فكل قلب شاعر …*… متقطع لأنينك المتقطع
ويح العدالة والسلام فلا أرى …*… غير العدالة والسلام بموجع
باسميهما تقع المظالم جهرة …*… من كل منتسب لأصلها دعي
قد يشبع ابن الوحش شلو فريسة …*… الا ابن آدم ما له من مشبع
ورث ابن آدم من أخيه المعتدي …*… فيما مضى ظلم الأخ المتورع
ضع في يديك عصا أو أحمل مبضعا …*… يرهبك كل اخي عصا أو مبضع
لا أستفزك للتعدي والأذى …*… ليس التعدي والأذى بالمنجع
الحر لا يجري دما لم يستبح …*… والبر لا يذكى وغى لم تشرع
الادمية ركنها متضعضع …*… فاشدد دعائم ركنها المتضعضع
ومنابت الأخلاق لم تنبت سوى …*… حسك لراجي نبعها أو خروع
أسفي على الأخلاق صوح زهرها …*… فينا وغور ما لها من منبع
أين الأمانة والوفاء ومن يلي …*… غرس الأمانة والوفاء ويرتعي
هل في الأمانة والوفاء مجدد …*… ذكرى السموءل وابنه والأدرع
لولا التحرج قلت غير مبالغ …*… لم يبق إلا الأوكع ابن الأوكع
من تستعنه يعن عليك شماتة …*… او تأتمنه يمن عليك ويخدع
قف بالجزائر والح فيها أمه …*… يلهو الشباع بها بجنب الجوع
شط الغلاء فما ترى من مسلم …*… بميسر فيها عليه موسع
لم يلتحق بالقوت غير مقتر …*… أو يلتحف بالثوب غير مرقع
وترى الأديب الألمعي مؤخرا …*… ومحقرا وهو الأديب الالمعي
يدعوه للأخلاد جنب طيع …*… فيثور جنب منه ليس بطيع
اربأ بنفسك ان تعيش ببيئة …*… موبؤة الأنفاس كالمستنقع
قل للأديب اعمل وكن متدرعا …*… بالصبر نعم الصبر للمتدرع
دنياك ضد للعباقرة الالى …*… لا يحفلون بحسنها المتصنع
هي كالبغي فنصف وجه سافر …*… يرضي إلى نصف يعاف مقنع
والشر في الإنسان طبع ثابت …*… والخير في الإنسان محض تطبع
بالله قبل وبالنبيين ازدري …*… والقانتين الساجدين الركع
ما رد كيد الناس عنك تضرع …*… فاصرف لرب الناس كل تضرع
ولعل ذنبك ان قلبك مولع …*… بهوى به الجمهور ليس بمولع
ولعل ذنبك إبرة ترفو بها …*… للناس كل موشح وموشع
ولعل ذنبك ريشة أوتيتها …*… أصباغها لم تشر من مستودع
ولعله قيثارة تسلو بها …*… في جو لحن من لهاك مرجع
ولعله ذوب الرحيق تديره …*… صرفا على الإخوان غير مشعشع
ولعل من حاذيته آذيته …*… فاربع عليك من المحاذاة اربع
وتبوإ الخلد الذي أعطيته …*… متنقلا في دوحه المتفرع
أومض ببرقك من بعيد يستبن …*… واحرق بخورك من جديد يسطع
لابد ان تعي البلاد نصيحة …*… مصحوبة لك بالدليل المقنع
أو ما تراها استشرفت مثل الربى …*… لحقوقها وتدفقت كالمشرع
المهتدي فيها بجنب المهتدى …*… واللوذعي بها بجنب اللوذعى
دعت البلاد شبابها فأجابتها …*… عجلا وحسبك بالشباب إذا دعى
أهلا وسهلا بالفدا ورجاله …*… الطامحين اليه غير القنع
أذوي العمائم والعمامة شارة …*… لليعربي وزينة للأصمع
من فيكم يحيي خلالا أربعا …*… يحيي الجزائر بالخلال الأربع
صدق (العتيق) وعزة (الفاروق) في …*… حلم (ابن عفان) وعلم (الأصلع)
أذوي العمائم سايروا قرآنكم …*… وتتبعوا هدي الرسول الأشفع
أذوي العمائم راجعوا تاريخكم …*… من منذ عهد (الداي) حتى تبع
أذوي العمائم علموا وتعهدوا …*… بالوعظ والذكرى ذوات البرقع
آتوا النساء نصيبهن من الهدى …*… يخرجن نشئا كالرماح الشرع
وابنوا المدارس نضرة مزدانة …*… تحكى المغارس في الربيع المونع
وابنوا المساجد حرة ليست إلى …*… متحكم تعزى ولا متبدع
واكفوا مشاريع البلاد تبرعا …*… ما قام مشروع بدون تبرع
يا شعب إن الكون حقلك فاحترث …*… وآزرع فحقل الكون أخصب مزرع
لك غاية ذو العرش بارك أهلها …*… كن آمنا من كل سوء مفجع
ثق بالإلاه تعش عزيز القدرلا …*… بمرغم انفا ولا بمجدع
فبإذنه في البدء قد حزت الرضى …*… وبإذنه ستحوزه في المقطع














مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید