المنشورات

يا فتية العلم شدوا العزم

هذه القصيدة حيا بها الشاعر طلبة شمال افريقيا المسلمين عند انعقاد مؤتمرهم الثاني بعاصمة الجزائر وألقاه عليهم في حفلة تكريمية بنادي الترقي في 27 أوت سنة 1932م وقد نشرتها جمعية الطلبة بنشرتها السنوية في نفس الوقت.
•---------------------------------•
اليوم أسدي على نول من الأدب …*… مطار في من خيوط الشمس للشهب
اليوم أهدي تحياتي وموعظتي …*… إلى العباقرة الصيابة النخب
النازلين كقطر الغيث منسكبا …*… في ظل قطر لهم بالبشر منسكب
الزاحفين لغارات النهى طلبا …*… والجامعين عليها الهم في الطلب
كم في الشمالي من إفريقيا كرب …*… وهم كتائبه الفراجة الكرب
بروه نشأ ورباهم أبا فهم …*… في أرضه خير نشء تحت خير أب
يا فتية طلعوا كالزهر في وسط …*… كالأفق جالت به الأكدار كالسحب
النجدة النجدة ارعوا للشمال يدا …*… عليكم فهو بين النزع والعطب
هزوا القلوب قنا واعلوا النهى حصنا …*… وأنقذوه سراعا من يد الغلب
ألستم نسل آباء به سلفوا …*… كانوا له وزرا عن غارة النوب
وإذا أعد له (عثمان) عدته …*… وإذ رماه من الأصحاب بالنجب
وما غزا (ابن أبي سرح) ممالكه …*… حتى هوى عرش (جرجير) من الرهب
غدت عليه من الأصحاب غادية …*… فأسفرت فيه عن فينانة عجب
عقيدة ما لها بالشرك من صلة …*… وسلطة ما لها بالظلم من سبب
ومنطق في اللها ساغت روايته …*… كأنه في اللها ضرب من الضرب
وألف الله في إفريقيا نسبا …*… حرا وحسبك بالإسلام من نسب
سل (عقبة) يوم سل السيف مقتحما …*… أدغالها وغزا الرومان بالعرب
بأي برنامج أو أي داعية …*… أو أي عين سرى بالجند في الشعب
هي العزيمة إن جدت وإن صلبت …*… في المرء نال بها ما شاء من رتب
كأنها فلك نوح في المسير بها …*… فخض بها واقتحم ما شئت من عبب
يا فتية العلم شدوا العزم راحلة …*… وامضوا كدأبكم المحمود في الدأب
اليوم سعي عليكم واجب وغدا …*… عز لكم واجب وعد بلا كذب
وفي الجزائر منكم قد سرف أمل …*… لما حللتم بها كالبرء في الوصب
يهنيكم ما لكم في العلم من نظم …*… وما تكبدتم فيها من التعب
لقد خلدتم خلود الراسيات بها …*… في الأرض فازروا على الأيام والحقب
وواصلوا السعي فيها وانعموا أملا …*… فإنكم قد ذخرتم أعظم القرب













مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید