المنشورات

باخرة الموت

علام يظل دهرك مستريبا؟ …*… تسائله ويأبى أن يجيبا
ويغضى عن شكاتك مستخفا …*… كأنك في شكاتك لن تصيبا
فيا لله من دهر تغافى …*… عن البلوي ولم يبصر قريبا
ويا لله من دهر تجافى …*… عن الذكرى واكبر أن ينيبا
ألم يوقن بأن الخطب خطب …*… تكاد له البصائر أن تغيبا
ألم يوقن بأن الخطب أنجى …*… على العمال شبانا وشيبا
قسا البلد الحريج وضاق ذرعا …*… بهم فتيمموا البلد الرحيبا
وأدرك ربعهم جدب مشت …*… لهم فاستقبلوا الربع الخصيبا
وقالوا إن في باريس عيشا …*… يروق غضاضة ويلذ طيبا
وقالوا انها تسلي المعنى …*… وقالوا انها تؤوي الغريبا
وإن لها من الحسنى لحظا …*… وان لنا من الحسنى نصيبا
ألسنا المخلصين لها حضورا …*… السنا المخلصين لها مغيبا
محضناها المحبة واغتدينا …*… نطارحها التغزل والنسيبا
ولبينا مهيب الحرب لما …*… أهاب بنا فأرضينا المهيبا
فسدت في وجوههم النواحي …*… مسالكها ولم ترحم حبيبا
وقامت ضجة في الغرب كبرى …*… تصب عليهم النقد مريبا
فكم من قائل أخشى وحوشا …*… تدب بأرض باريس دبيبا
وكم من قائل اخشى زنوجا …*… تبيح القتل والذام المعيبا
فقل للقائمين على فرنسا …*… انيبوا وارتأوا رأيا لبيبا
وقل للقائمين على فرنسا …*… تعالوا فاشهدوا الخطب العجيبا
جسوم في "فروش " (1) مجدلات …*… تعاني تحته الغاز الرهيبا
وأجساد ممزقة الحشايا …*… تكاد لها النواصي أن تشيبا
حديد "فروش" يفريها شظايا …*… وعزف "فروش" يبكيها نحيبا
مشائيم أناخ البؤس فيهم …*… فمزق ثوب أمنهم القشيبا
وصب عليهم الارهاق سوطا …*… من البلوى فكان لهم مذيبا
فريح القر تعصف زمهريرا …*… وفيح الحر يلفحهم لهيبا
مصاب نملأ الدنيا احتجاجا …*… عليه عسى المناوئ ان ينيبا
فحسبك أيها الخطب المفاجى …*… لقد أشهدتنا اليوم العصيبا
فأبكيت الهلال به وطه …*… وابكيت ابن مريم والصليبا
وسر في ذمة التاريخ خطبا …*… رهيبا في مسامعنا مهيبا
وحسبك ان أثرت شجون نضو …*… كئيب يألف النضو الكئيبا
اذا ما صوت الناعي بأرض …*… تراه بسفك عبرته مجيبا
يناغي البائسين كما يناغي …*… لعمري العندليب العندليبا
ويحيي في رثائهم الليالي …*… وينهض في مصارعهم خطيبا
بقلب يلفظ الأنفاس حرى …*… وعين تذرف الدمع الصبيبا
فيا ظئر (الجزائر) يا فرنسا …*… أيجدر بالجزائر أن تخيبا؟
تناويك الممالك وهي تصبو …*… إليك فهل رأيت لها ضريبا؟
ويا ولد الجزائر صن …*… حماها وكن برا بساحتها أديبا
ولا تخش الوقاع بها فإني …*… رأيت الله مطلعا رقيبا

















مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید