المنشورات
بين عالم وشاعر
القصيدة منشورة في مجلة الشهاب سنة 1936م.
•---------------------------------•
أبي (البشير) سلام …*… زاك وشوق كبير
لا زلت فينا منارا …*… بضوئه نستنير
وافى كتابك (1) يهدي …*… الى المنى ويشير
تذكو العبارة فيه …*… ما ليس يذكو العبير
اذا فؤادي سال …*… به وطرفي قرير
قد ارتددت بصيرا …*… فكيف يغوي البصير؟
__________
(1) نظم الشاعر هذه القصيدة جوابا على رسالة الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشر الإبراهيمي هذا نصها.
إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد
ولدي
طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت ني قسماتك دلائل الهم والأسى، وحركتك بمعاريض من القول، علني استبين شيئا من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحشاؤك، وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه، فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقد. وأن بين التعقيد ونفوس الشعراء (الأتقياء) نسبا وثيقا. ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء ممض، يتلقاها الشعر إطلاقا فيتقاضاها التقي تقييدا …*….
لها الله، فماذا تفعل؟
أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تترعها في شعرك وبمآسيك من نفسك، فاحمد الله، على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها.؟
ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير، يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع، فلا يبلغ مداه حتى يقول:
خلا القلب من حب العباد وبغضهم …*… وأصبح بيتا للذي حرم البيتا
ويقولا: وتبت يا رب تبت؟؟
ويقول اليوم: ولولا رجاء الذي …*… إليه أنا زالف
إنها وأبيك- لنزعة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقي، طالما سعت منك كلمة (اليأس) وبودي أن لا أسمعها منك مرة أخرى، لأنني أعدها غميزة في شاعريتك. ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم، لما صدقنا باجتماع اليأس والشعر. وكيف ييأس الشاعر؟ يو ملك مملكة الآمال، وسلطان جو الخيال.
قميص يوسف ألقى …*… به علي البشير
يا اسي اليأس زدني …*… كشفا فأنت خبير
اليأس داء عسيف …*… والبرء منه عسير
فرجت عن مستطار …*… بلاؤه مستطير
وكدت تجلو ضميري …*… لو كان يجلى الضمير
فليس يجزيك عني …*… الا الالاه القدير
غفرانه لم يشقى …*… في الخلق جم غفير؟
شق المرائر إربا …*… هذا الشقاء المرير
كم للمعافين جار …*… من بؤسه يستجير
يرى كجذلان حر …*… وهو الأسيف الاسير
يا لاهج الذكر باسمي …*… والجاحدون كثير
لا باد فينا لك اسم …*… ولا انقضى لك خير
عفوا فإن يراعي …*… عي وباعي قصير
عفوا فما لي جناح …*… به اليك أطير
لاقفو أثر سريي …*… فوق الثريا يسير
__________
فإن كان تقيا رجع من رجاء الله إلى ما لا يحد له أمد فكيف ييأس الشاعر لولا ذلك الشذود، لقد قال أولكم:
حرك مناك إذا أغتممـ …*… ـت فإنهن مراوح
وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه …*… ..
فلا تيأس يا بني ولا تكذب الذي يقول:
خلق الشاعر سمحا طربا. قرأت زفراتك هذه الساعة في (الشهاب) وأنا طريح الفراش أعالج زكاما ونزلة شعبية وسعالا مزمنا، وأولادا يطلبون القوت أربع مرات في اليوم. وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة.
فقلت وهذه أخرى: أن ولدنا هذا لذو حق. وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق، إلى ولده الرفيق.
وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك.
محمد البشير الإبراهيمي
نفحتني بخطاب …*… كالزهر وهو نظير
فهل تعير بيانا …*… لرده هل تعير؟
يعي الفرزدق عما …*… تقوله وجرير
يا واصف الخير زدني …*… من وصف ما تستخير
يدق بين ضلوعي …*… قلب كسيف كسير
اخشى عليه انتكاسا …*… والانتكاس خطير
صف وصحفة لي أخرى …*… فيها الشفاء الأخير
مصادر و المراجع :
١- ديوان محمد العيد آل
خليفة
المؤلف: محمد
العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)
الناشر: دار
الهدى، عين مليلة - الجزائر
عام النشر: 2010
27 يونيو 2024
تعليقات (0)